jo24_banner
jo24_banner

انقسام الجيش نهاية النظام في سوريا

مأمون أبو نوار - لواء متقاعد
جو 24 :

بالرغم من المحاولات العديدة التي يبديها الجيش الحر للسيطرة على مدنيه حلب كان اخرها محاولة للسيطرة على مبنى الاذاعة والتلفزيون . لقد تعرض هولاء المقاتلين الى قصف شديد وخاصة من الجو وبما انهم اقل تسليحا واقل عددا تم الانسحاب دون تحقيق السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي الهام . بعض التقارير تشير ان عدد قوات النظام وصل الى 20000 الف مقاتل حول مدنيه حلب. في ظل هذه القوه العسكرية لن يستطيع الجيش الحر الصمود امام هذه القوات ونيرانها الكثيفة التي قامت باستعادة بعض الاحياء في مدنية حلب.

الامر سيكون شبيها بما حصل بدمشق وبعض المدن الاخرى فلقد انسحب الجيش الحر من هذه المناطق وذهبوا للقتال في اماكن اخرى الهدف من عملياتهم هو استنزاف الجيش النظامي وإنهاكه واحداث اكبر خسائر ممكنه فيه . الصراع القائم الان في حلب هو اساسي لبقاء النظام ولهذا تم حشد بعض هذه القوات من المحافظات المجاورة وسيفعل النظام ما يستطيع للتشبث بدمشق وحلب والطريق السريع الرابط بينهما حيث ان هذه النقاط هي مراكز الثقل الاستراتيجي وهي التي تقرر بقاء او انهيار النظام.

الجيش الحر يدرك انه اذا ما خسر حلب فستكون بمثابة انتكاسه خطيره وخسارة كبيره له في المقابل فان خسارة الجيش النظامي لهذه المعركة ستكون بمثابة بداية النهاية وتنذر بتهديد انهيار النظام لكن يبدو ان النظام تمكن من اعادة صفوفه وحشد القوات المناسبة لمواجهة المعارضة ويبدو ذلك بكل وضوح من عمليات القصف الكثيف بالأسلحة المختلفة وسيطرته على نقاط الدخول للمدنية وبعض طريقها الرئيسية.

هنالك فرق هائل بين القوة النيرانيه بالنسبة للاسلحة المستخدمة بين الطرفين فمن المحتمل ان نشاهد ان قوات الجيش النظامي سوف تستعيد الاحياء الاخرى وارغام جيش الحر على التراجع الى الاطراف واعتقد ان قادة الحر لا يتوقعوا المحافظة على هذه الاحياء التي استولوا عليها نظرا لهذا لتفوق . مع ذلك هنالك عجز من قبل قوات النظام من تحقيق السيطرة الكاملة الفعلية على البؤر الساخنة الاخذه في ازدياد وخاصة المناطق الريفية التي يسطر عليها المقاتلين.

ومن هنا يمكن القول إن معركـة حلـب قد لا تكون هي المعركة الحاسمة في الصراع الدائر حالياً، وإنما المتوقع أن تكون بداية تغيير في ميزان القوى بحيث يجد فيه النظام نفسه غير قادر على تدمير قوات الجيش الحر بالمقابل فان الجيش الحر يجد نفسه ايضا بانه لا تتوفر لديه القوة الكافية والأسلحة المختلفة لتغطى احتياجات عملياته وخاصة كثافة النيران اللازمة لتدمير قوات النظام ووسائل دفاع جوى لحمايته من القصف الجوي. وعليه فأننا سنشهد المزيد من الدماء والمجازر خلال الأسابيع القادمة. المكاسب التي حققتها الجيش الحر خلال الاشهر السابقة قد اثبتت للنظام انه لن يستطيع استعادة سيطرته على كامل البلاد مرة اخرى كما انه لا يستطيع سحق أو القضاء على المعارضة والجيش الحر بشكل كامل.

هنالك تسعة فرق عسكريه معظمهم من السنه وهم تحت المراقبة الصارمة ولايستطعوا ان يقتربوا من الاماكن الحساسة للدولة كما ان هنالك فرقتين يسيطر عليها العلويين الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. ولغاية هذا التاريخ لم نشاهد الا بعض الانشقاقات الفردية القليلة ما يحتاجه الجيش الحر انشقاق وحدات عسكريه كاملة تنفصل وتنضم الى قواته. وستكون المفاجأة الاستراتيجية الكبرى عندما ينفصل الجيش على اساس طائفي بمعنى انشقاق تسعة فرق سنيه, اذا تم مثل هذا السيناريو ستكون هنالك حرب شرسة نتيجة الاضطهاد والكراهية الموجودة عبر عقود من الزمن ستؤدى الى اعمال انتقاميه حيث ان العلويين يدركون ذلك تماما ولذلك سيكونون متوحدين في كل الظروف والاحوال واعتقد ان يستمروا بالقتال حتى بدون الاسد وفي أسوء الاحوال اللجوء الى الجبال العلوية لمواصلة القتال ومع ذلك سينهار النظام عندها لكنني لا استطيع ان اتكهن متى وكيف.

في هذا السياق ايضا ماذا لو تم انشقاق بعض الألوية السورية القريبة من الحدود الأردنية وانضمت الى الجيش الحر للبدء بتشكيل منطقه عازله للحدود المتاخمة للأردن ولتكون ممر آمن للاجئين وقاعدة تزويد لوجيستي وكما يحدث الان على الحدود التركية السورية هل سنرى حكومة انتقاليه سوريه في هذه المنطقة ماذا سيكون ردة فعل الاردن هل سنرى تصعيد في الاشتباكات فقط . اعتقد ان هذا كابوس كبير للنظام السوري في حالة حدوث مثل هذا السيناريو نظرا لقرب المسافة من العاصمة السورية ومن المفيد ان نذكر ان مثل هذه الانشقاقات تحتاج الى عمل استخباري رفيع المستوى واتصالات داخليه وخارجيه.

في غياب الحلول السياسية والتدخل العسكري بلقنة سوريا قادمه لا محاله من تقسيمها الى دويلات . ما نشاهده في الشمال الشرقي لحدود سوريا الا بداية لهذا التقسيم من سيطرة حزب العمال الكردي pkk على تلك المنطقة واحتمالية انضمامها الى حزب الاتحاد الكردستاني واكراد تركيا مستقبلا لتشكيل ما يعرف في الاتحاد الكردي KCK سيؤدى ذلك الى المواجهة مع تركيا واثارة التوتر والصراع.

ويبدو ان المنطقة مقبله على العنف وعدم الاستقرار وحروب بالوكالة القائم بعضها الان بين القوى الإقليمية والدولية. سوريا ستصبح مصدر للإرهاب والتطرف والبعد الطائفي العنيف وستصدر ذلك الى دول الجوار لكن يبدو انه مازالت محصورة الان في انتظار ما ستسفر عنه معركة حلب.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير