مسلم الدنيا وكافر الآخرة!
حلمي الأسمر
جو 24 : التكفير آفة لم ينج منها مذهب، أو دين، أو صاحب أيدلوجيا، فالكل يكفر مخالفيه، ويخرجهم من «ملته» ولكن التكفير «الحديث» ارتبط فقط بـ»السُّنيين»، أو بفئة منهم تحديدا، و بحسب الناس فإن التكفيريين فقط هم من «أهل السنة» !
والصحيح أن حُمى التكفير سائدة أيضا لدى «الشيعة الإمامية»، التي طالما سمعنا على ألسنة من يعتنق مذهبهم مصطلح التكفيريين السنة، وهم أشد تكفيرا لغيرهم، ولا أقول هذا سعيا لتعميق الخلاف المذهبي بقدر الرغبة في جلاء أمر مسكوت عنه، أو غامض لدى كثيرين، وتتبدى خطورة التكفير لدى الشيعة، كما غيرهم باستباحة دم وعرض ومال من يكفرونه، ما يعني أن التكفير ليس نظريا، بل له استحقاق عملي سلوكي، يصوغ قتل هذا «الكافر» ومحاربته «تقربا إلى الله» وهنا تقع الكارثة، حيث تستمد الحروب المذهبية وقودا عقائديا ونارا مستعرة، تجعل من قتل المخالف «واجبا مقدسا» وبمعنى آخر، فالظاهرة «الداعشية» ليست حكرا على مذهب دون آخر، بل هي موجودة لدى عموم الأديان والمذاهب، وليس في الإسلام فقط، إلا أننا سنركز هنا على التكفيريين الشيعة، دون سواهم، بسبب شيوع إلصاقهم للتكفير بأهل السنة.
قال الخوئي فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة وهذا يعني أن جميع من خالف الإثنى عشرية ليس مخطئا ولا عاصيا ولا مبتدعا بل هو كافر، وسنقرأ أيضا فيما يلي تأكيدا أكثر لهذا الحكم.
قال يوسف البحراني إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة «على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته» وقال الشيخ يوسف البحراني «إنك قد عرفت أن المخالف كافر لا حظ له في الإسلام بوجه من الوجوه كما حققنا ذلك في كتابنا الشهاب الثاقب» ونقل شيخهم محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم، ويقول يوسف البحراني «وإلى هذا القول ذهب أبو الصلاح وابن إدريس، وسلار، وهو الحق الظاهر بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها وتكاثرها بكفر المخالف ونصبه وشركه وحل ماله ودمه كما بسطنا عليه الكلام بما لا يحوم حوله شبهة النقض والإبرام في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالبط وذكر المجلسي أن من لم يقل بكفر المخالف فهو كافر أو قريب من الكافر، بل إن نعمة الله الجزائري يعلن عن اختلاف إله الشيعة عن إله السنة فيقول
«لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا» وروى ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن داود بن فرقد قال «قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكني أتقي عليك. فافعل. قلت فما ترى في ماله؟ قال: توّه ما قدرت عليه» ويقول نعمة الله الجزائري «يجوز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم»..
هذه مجرد نتف من هنا وهناك، مما يثبت شيوع رؤية التكفير لدى الشيعة، وليس لدى السنة فقط، ولعل لنا عودة لهذا الموضوع، للحديث حول التكفير لدى أصحاب الأديان والايديلوجيات الأخرى!
والصحيح أن حُمى التكفير سائدة أيضا لدى «الشيعة الإمامية»، التي طالما سمعنا على ألسنة من يعتنق مذهبهم مصطلح التكفيريين السنة، وهم أشد تكفيرا لغيرهم، ولا أقول هذا سعيا لتعميق الخلاف المذهبي بقدر الرغبة في جلاء أمر مسكوت عنه، أو غامض لدى كثيرين، وتتبدى خطورة التكفير لدى الشيعة، كما غيرهم باستباحة دم وعرض ومال من يكفرونه، ما يعني أن التكفير ليس نظريا، بل له استحقاق عملي سلوكي، يصوغ قتل هذا «الكافر» ومحاربته «تقربا إلى الله» وهنا تقع الكارثة، حيث تستمد الحروب المذهبية وقودا عقائديا ونارا مستعرة، تجعل من قتل المخالف «واجبا مقدسا» وبمعنى آخر، فالظاهرة «الداعشية» ليست حكرا على مذهب دون آخر، بل هي موجودة لدى عموم الأديان والمذاهب، وليس في الإسلام فقط، إلا أننا سنركز هنا على التكفيريين الشيعة، دون سواهم، بسبب شيوع إلصاقهم للتكفير بأهل السنة.
قال الخوئي فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة وهذا يعني أن جميع من خالف الإثنى عشرية ليس مخطئا ولا عاصيا ولا مبتدعا بل هو كافر، وسنقرأ أيضا فيما يلي تأكيدا أكثر لهذا الحكم.
قال يوسف البحراني إن الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة «على كفر المخالف غير المستضعف ونصبه ونجاسته» وقال الشيخ يوسف البحراني «إنك قد عرفت أن المخالف كافر لا حظ له في الإسلام بوجه من الوجوه كما حققنا ذلك في كتابنا الشهاب الثاقب» ونقل شيخهم محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم، ويقول يوسف البحراني «وإلى هذا القول ذهب أبو الصلاح وابن إدريس، وسلار، وهو الحق الظاهر بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها وتكاثرها بكفر المخالف ونصبه وشركه وحل ماله ودمه كما بسطنا عليه الكلام بما لا يحوم حوله شبهة النقض والإبرام في كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالبط وذكر المجلسي أن من لم يقل بكفر المخالف فهو كافر أو قريب من الكافر، بل إن نعمة الله الجزائري يعلن عن اختلاف إله الشيعة عن إله السنة فيقول
«لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا» وروى ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن داود بن فرقد قال «قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكني أتقي عليك. فافعل. قلت فما ترى في ماله؟ قال: توّه ما قدرت عليه» ويقول نعمة الله الجزائري «يجوز قتلهم (أي النواصب) واستباحة أموالهم»..
هذه مجرد نتف من هنا وهناك، مما يثبت شيوع رؤية التكفير لدى الشيعة، وليس لدى السنة فقط، ولعل لنا عودة لهذا الموضوع، للحديث حول التكفير لدى أصحاب الأديان والايديلوجيات الأخرى!