jo24_banner
jo24_banner

العالم يميل إلى الدّين

حلمي الأسمر
جو 24 : يظهر استطلاع للرأي أُجري العام الماضي 2014على آلاف الأشخاص في 10 دول من مختلف قارات العالم حول مستوى تدين شعوب تلك الدول، أن شعوب العالم عموما تميل إلى التدين، وأن هناك نسبة عالية جدا بين سكان الأرض مستعدة للموت في سبيل معتقداتهم!
وأجري الاستطلاع على عينات من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل والهند وكوريا الجنوبية وإندونيسيا ونيجيريا وروسيا والمكسيك ولبنان، وشمل بعض الأسئلة حول المعتقدات الدينية. وأشرفت عليه مؤسسة «آي سي إم» البحثية المستقلة لصالح برنامج تقدمه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»،.
أظهرت نتائج الاستطلاع أن كل النيجيريين الذين شملهم المسح يؤمنون بالله ، وأن 90% منهم يؤدون صلواتهم بانتظام، وعلى استعداد للموت في سبيل معتقداتهم. وأبدى نحو 71% من اللبنانيين والأمريكيين استعدادهم للموت في سبيل الله أو معتقداتهم الدينية، وأفاد 67% من الأمريكيين أنهم يؤدون صلواتهم بانتظام. فيما قال 29% من الإسرائيليين إنهم لم يسبق لهم الصلاة على الإطلاق! وجاء الإندونيسيون في المرتبة الثانية بنسبة 97% فيما يتعلق بالإيمان، وتلاهم الهنود بنسبة 92%.
في الوقت نفسه جاءت كل من: بريطانيا وروسيا وكوريا الجنوبية في مستويات متأخرة بالنسبة للدول الأخرى، سواء بالنسبة للإيمان أو فيما يختص بالممارسات الدينية.
فقد تدنت مستويات الإيمان في بريطانيا -بحسب الاستطلاع- لتصل إلى 46%؛ وهو ما يمثل أقل من المتوسط في معظم الدول الأخرى بنسبة 27% تقريبا.
كما أعرب 52% من البريطانيين عن اعتقادهم في أن الله هو الذي خلق العالم، فيما أبدى 19% منهم فقط أنهم على استعداد للموت في سبيل معتقداتهم الدينية.
وترتفع النسبة مع الإندونيسيين حول الإيمان إلى 99% مقارنة بـ 85% من الأمريكيين و83% بين المكسيكيين و96% بين اللبنانيين. ويزعم ثلث البريطانيين تقريبا في أن العالم سيكون أكثر أمانا بدون الاعتقاد بالأديان .
النسبة الفعلية بين البريطانيين في أداء الصلوات تبلغ 21% وهي ثاني أقل نسبة بعد روسيا التي تتدنى فيها لتصل إلى 7%. ويقول 25% من البريطانيين إنهم لم يصلوا أبدا..!
إن نظرة سريعة على نتيجة الاستطلاع، تثبت بجلاء أن التدين ليس حكرا على العرب والمسلمين، فهو غريزة متأصلة في النفس البشرية، من هنا يتعين على المتدين ألا يداري تدينه أو يعتذر، بل يجب على المسلمين تحديدا الذين يواجهون أعتى حملة في تاريخهم، أن يتمسكوا أكثر فأكثر بتدينهم، رغم المحاولات المحمومة لربط هذا التدين بالارهاب، أما موضوع «الجهاد» الذي تجرى محاولات غير مسبوقة «لإعادة النظر فيه !» فهو ذروة سنام الإسلام، وإن جرى تشويهه على أيدي بعض الجماعات التي ربطت الإسلام وانتشاره بالسيف، علما بأن السيف لم يذكر في القرآن الكريم ولا مرة.
في حين ذُكر في الكتاب المقدس 390 مرة ، منها 35 مرة في العهد الجديد!
تشغل بالي كثيرا مسألة «التطرف الإسلامي» ... لا يفيد أن نقول إنه ليس لدينا تطرف في الاسلام، ففي نصوصه المفتوحه مساحة واسعة للتأويل، واستيلاد رؤى ومبادئ قد تجعل بعضنا يتباهى بأن ديننا «إرهابي» ولا أسهل من أن يسوق هذا البعض آية «ترهبون به عدو الله وعدوكم» للتدليل على صحة هذا الزعم السطحي، ولكن الحقيقة هي غير ذلك، وثمة نصوص ووقائع في الأديان الأخرى، مهيأة أكثر لاستيلاد التطرف والعنف، ليس هنا مجال حصرها، فهي كثيرة جدا، وتمتلئ بها كتب التاريخ والأديان، ولكن الموسم الآن موسم تلطيخ صورة الإسلام، مع أن تاريخ البشرية السياسي كله ملطخ بالدم، ولا يصح أبدا ربط هذا الدم بالإسلام، الذي أنزل رحمة للعالمين!
تابعو الأردن 24 على google news