الزواج بغزة.. غاية يصعب على الشباب إدراكها
جو 24 : يعيش الشباب في قطاع غزة رزمة من الأزمات، التي تعيق طموحاتهم وتحد من تطلاعاتهم وآمالهم، ولعل ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج" من أهم المشاكل التي أفرزتها الأوضاع المعيشية والأزمات في القطاع.
ورغم تعدد الأسباب وراء ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج"، إلا أن الوضع الاقتصادي يظل أهم وأقوى الأسباب المنتجة لهذه الظاهرة.
استطلعت وكالة "فلسطين الآن" آراء بعض الشباب الغزي من ذكور وإناث، حول ظاهرة "العزوف" وأسبابها، ودوافعها، ومخاطرها.
رأي الشباب الغزي بأسباب "العزوف"
الشاب محمد الحصري (30 عاما) -وهو شاب غير متزوج-، يعزو ظاهرة "العزوف عن الزواج" لأسباب اقتصادية واجتماعية، حيث أنه وبالرغم من كونه "موظف حكومي" إلا أنه لا يملك مقومات الزواج.
وأضاف في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" إلى أن متطلبات الزواج أكبر من إمكاناته، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، موضحا أنه يملك "المهر" للزواج، إلا أنه لا يملك "بيت الزوجية" المناسب، ولا يملك تكليف الزواج من "غداء، وصالة أفراح، ومواصلات وعفش بيت" وخلاف ذلك، مما أجبره عن التأخر في ركوب قطار الزواج.
أما الشاب سليم مهنا (33 عاما)، فأوضح أنه يملك مقومات الزواج إلا أن الوضع الاجتماعي في عائلته تجبره على "العزوف عن الزواج"، حيث أن هناك أخا أكبر منه سنا ولا يملك إمكانيات الزواج المادية، وبالتالي هو مجبر على مراعاة مشاعر أخيه.
وتابع مهنا أنه المعيل الوحيد للعائلة، ولديه مسئولية أخلاقية تجاه عائلته، لا يمكنه تجاوزها، مما يعني له أن الزواج قرار يحتاج لتفكير ملي، وخطوة يجب الحذر من الإقدام عليها.
ورغم أن المجتمع الأنثوي، مغلق بوجه الحديث الإعلامي عن "ظاهرة العزوف"، إلا أن وكالة "فلسطين الآن" استطاعت الحصول على أسباب هذه الظاهرة من الشابة عبير أحمد (27 عاما).
حيث أكدت عبير أن هذه الظاهرة، سببها الشباب بالدرجة الأولى بقولها:" الشبان يعلقون عزوفهم عن الزواج على شماعة الوضع الاقتصادي" مبينة أن الفتيات يذهبن ضحية "العنوسة" بعد كبر السن، وعدم تقدم الشباب لخطبتها.
وتابعت عبير: " مجتمعنا لا يتقبل الفتاة التي تتجاوز سن 25، وتصبح فرصها بالزواج قليلة جدا، بل تكاد منتهية، ولو كان للفتاة طموح دراسي أو طموح ذاتي مختلف، يصطدم مباشرة بحلم تكوين عائلة وأسرة، وبالتالي يجب التضحية بأحدهما لأجل الآخر".
الجوجو: "العزوف" أسبابه أوضاع القطاع المعيشية
وقال حسن الجوجو رئيس ديوان القضاء الشرعي والمحاكم إن ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج" سببه بالدرجة الأولى الوضع الاقتصادي.
وأكد الجوجو لوكالة "فلسطين الآن" أن الحصار الذي يعاني منه القطاع، وازدياد البطالة والوضع المادي الصعب، وعدم وجود مساكن زوجية مناسبة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع زاد من الظاهرة.
ونفى الجوجو الأرقام التي تداولتها بعض المواقع الإخبارية والاجتماعية حول "العنوسة" في قطاع غزة، مبينا أنها لا تستند لمراكز إحصاء متخصصة، وأنها مجرد أرقام تخمينية.
وأوضح أن حالات الزواج في قطاع غزة في العام 2014 بلغت 1250 حالة، بنقصان 1300 حالة عن العام 2013، ما جعل حالات الطلاق تزيد بنسبة 1% بين العامين، بالرغم من نقص عدد حالات الطلاق في 2014 عن العام الذي سبقه.
ولفت الجوجو إلى أنهم ينظرون لهذه الظاهرة بعين الريبة، إذا استمرت، لأنها ستؤثر على النسيج الاجتماعي في قطاع غزة.
"العزوف" يؤثر على النسيج الاجتماعي
من جانبه اتفق أدهم البعلوشي، مدير جمعية "التيسير للزواج" في قطاع غزة، مع رئيس ديوان القضاء، حول أسباب ظاهرة "العزوف"، والتي تتمثل في كونها اقتصادية بامتياز.
وقال البعلوشي لوكالة "فلسطين الآن" إن الحصار المطبق على قطاع غزة، وزيادة متطلبات وتكاليف الزواج أدت إلى انتشار ظاهرة "عالزوف" في المجتمع الغزي.
وأضاف: " الشبان يتجهون للعزوف، كون إمكاناتهم لا تتماشى مع حجم المتطلبات للزواج"، مبينا أن ذلك قد يؤثر على النسيج الاجتماعي على المدى البعيد.
وبين البعلوشي إلى أن مؤسسته تقوم على عدد من الفعاليات، لثني الشباب عن العزوف، منها المادي، كالمساعدة على دفع التكاليف والمهور، ومنها المعنوي، كالتحضير لدورات للشبان والشبات في كيفية إدارة وقيادة الأسرة.
وأوضح أن مؤسسته بدأت ببرنامج توعوي، وتعمل للترويج له، من أجل الحصول على الدعم الكافي، لافتا إلى أنهم يتعاونون مع الأوقاف والقضاء الشرعي وعدد من المؤسسات الأخرى حول الموضوع.
ويبقى السؤال حاضرا، ما مدى جدوى التقارير والدراسات والفعاليات المادية منها والمعنوية، للحد من ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج" في ظل وجود "مقصلة الإعدام" على رقاب الشباب الغزي، وعدم توفير الإمكانات لهم التي تيسر عليهم الزواج وفتح أبواب المستقبل لهم؟؟!! فلسطين الان
ورغم تعدد الأسباب وراء ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج"، إلا أن الوضع الاقتصادي يظل أهم وأقوى الأسباب المنتجة لهذه الظاهرة.
استطلعت وكالة "فلسطين الآن" آراء بعض الشباب الغزي من ذكور وإناث، حول ظاهرة "العزوف" وأسبابها، ودوافعها، ومخاطرها.
رأي الشباب الغزي بأسباب "العزوف"
الشاب محمد الحصري (30 عاما) -وهو شاب غير متزوج-، يعزو ظاهرة "العزوف عن الزواج" لأسباب اقتصادية واجتماعية، حيث أنه وبالرغم من كونه "موظف حكومي" إلا أنه لا يملك مقومات الزواج.
وأضاف في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" إلى أن متطلبات الزواج أكبر من إمكاناته، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، موضحا أنه يملك "المهر" للزواج، إلا أنه لا يملك "بيت الزوجية" المناسب، ولا يملك تكليف الزواج من "غداء، وصالة أفراح، ومواصلات وعفش بيت" وخلاف ذلك، مما أجبره عن التأخر في ركوب قطار الزواج.
أما الشاب سليم مهنا (33 عاما)، فأوضح أنه يملك مقومات الزواج إلا أن الوضع الاجتماعي في عائلته تجبره على "العزوف عن الزواج"، حيث أن هناك أخا أكبر منه سنا ولا يملك إمكانيات الزواج المادية، وبالتالي هو مجبر على مراعاة مشاعر أخيه.
وتابع مهنا أنه المعيل الوحيد للعائلة، ولديه مسئولية أخلاقية تجاه عائلته، لا يمكنه تجاوزها، مما يعني له أن الزواج قرار يحتاج لتفكير ملي، وخطوة يجب الحذر من الإقدام عليها.
ورغم أن المجتمع الأنثوي، مغلق بوجه الحديث الإعلامي عن "ظاهرة العزوف"، إلا أن وكالة "فلسطين الآن" استطاعت الحصول على أسباب هذه الظاهرة من الشابة عبير أحمد (27 عاما).
حيث أكدت عبير أن هذه الظاهرة، سببها الشباب بالدرجة الأولى بقولها:" الشبان يعلقون عزوفهم عن الزواج على شماعة الوضع الاقتصادي" مبينة أن الفتيات يذهبن ضحية "العنوسة" بعد كبر السن، وعدم تقدم الشباب لخطبتها.
وتابعت عبير: " مجتمعنا لا يتقبل الفتاة التي تتجاوز سن 25، وتصبح فرصها بالزواج قليلة جدا، بل تكاد منتهية، ولو كان للفتاة طموح دراسي أو طموح ذاتي مختلف، يصطدم مباشرة بحلم تكوين عائلة وأسرة، وبالتالي يجب التضحية بأحدهما لأجل الآخر".
الجوجو: "العزوف" أسبابه أوضاع القطاع المعيشية
وقال حسن الجوجو رئيس ديوان القضاء الشرعي والمحاكم إن ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج" سببه بالدرجة الأولى الوضع الاقتصادي.
وأكد الجوجو لوكالة "فلسطين الآن" أن الحصار الذي يعاني منه القطاع، وازدياد البطالة والوضع المادي الصعب، وعدم وجود مساكن زوجية مناسبة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع زاد من الظاهرة.
ونفى الجوجو الأرقام التي تداولتها بعض المواقع الإخبارية والاجتماعية حول "العنوسة" في قطاع غزة، مبينا أنها لا تستند لمراكز إحصاء متخصصة، وأنها مجرد أرقام تخمينية.
وأوضح أن حالات الزواج في قطاع غزة في العام 2014 بلغت 1250 حالة، بنقصان 1300 حالة عن العام 2013، ما جعل حالات الطلاق تزيد بنسبة 1% بين العامين، بالرغم من نقص عدد حالات الطلاق في 2014 عن العام الذي سبقه.
ولفت الجوجو إلى أنهم ينظرون لهذه الظاهرة بعين الريبة، إذا استمرت، لأنها ستؤثر على النسيج الاجتماعي في قطاع غزة.
"العزوف" يؤثر على النسيج الاجتماعي
من جانبه اتفق أدهم البعلوشي، مدير جمعية "التيسير للزواج" في قطاع غزة، مع رئيس ديوان القضاء، حول أسباب ظاهرة "العزوف"، والتي تتمثل في كونها اقتصادية بامتياز.
وقال البعلوشي لوكالة "فلسطين الآن" إن الحصار المطبق على قطاع غزة، وزيادة متطلبات وتكاليف الزواج أدت إلى انتشار ظاهرة "عالزوف" في المجتمع الغزي.
وأضاف: " الشبان يتجهون للعزوف، كون إمكاناتهم لا تتماشى مع حجم المتطلبات للزواج"، مبينا أن ذلك قد يؤثر على النسيج الاجتماعي على المدى البعيد.
وبين البعلوشي إلى أن مؤسسته تقوم على عدد من الفعاليات، لثني الشباب عن العزوف، منها المادي، كالمساعدة على دفع التكاليف والمهور، ومنها المعنوي، كالتحضير لدورات للشبان والشبات في كيفية إدارة وقيادة الأسرة.
وأوضح أن مؤسسته بدأت ببرنامج توعوي، وتعمل للترويج له، من أجل الحصول على الدعم الكافي، لافتا إلى أنهم يتعاونون مع الأوقاف والقضاء الشرعي وعدد من المؤسسات الأخرى حول الموضوع.
ويبقى السؤال حاضرا، ما مدى جدوى التقارير والدراسات والفعاليات المادية منها والمعنوية، للحد من ظاهرة "عزوف الشباب عن الزواج" في ظل وجود "مقصلة الإعدام" على رقاب الشباب الغزي، وعدم توفير الإمكانات لهم التي تيسر عليهم الزواج وفتح أبواب المستقبل لهم؟؟!! فلسطين الان