دون شكر ولا منة.. الغنم بالغنم والغرم بالغرم
خالد الزبيدي
لو ان الاعلام بخاصة الصحف الورقية هي ملكية خالصة للقطاع الخاص لما تردد اي مسؤول لتصفية هذه الشركة الاعلامية او تلك، لكن المسكوت عنه آن اوان الحديث عنه دون مواربة، خلال السنوات والعقود الماضية حتى يومنا هذا، كان وما زال يهبط رؤساء واعضاء مجالس ومديرون عامون في الصحف اليومية بالمظلات الحكومية، ومن نافلة القول، ان الضمان الاجتماعي الذي يوصف تارة بأن موجوداته هي مجموع مساهمات موظفي وعمال القطاع الخاص، وتارة اخرى بأنه قطاع عام، الا ان تعيين المسؤولين للمؤسسة يتم من قبل رئيس الوزراء، وخلال السنوات الماضية عشرات القرارات الاستثمارية كانت تتم بقرارات للحكومات و/ او متنفذين معلومين وادت تلك القرارات الى خسارات ثقيلة على المؤسسة.
ومن الامثلة على قرارات مؤسسة الضمان الاجتماعي المالية.. الاول تغطية طرح الاتصالات الاردنية بعد ان فشلت تغطيته في السوق المحلية، والثاني ضخ اموال في الخطوط الملكية الاردنية التي خسرت معظم راسمالها، واعتبر القرار بأنه حماية سمعة الوطن ومقدارته، علما بأن الشركتين مسجلتان في بورصة عمان ويفترض ان تعدل السوق نفسها بنفسها، وتخضع الشركات المساهمة العامة لاحكام قانون الشركات.
تصريحات مسؤولين مختصين بأن الحكومة غير معنية باستمرار الدستور او اغلاقها، هذه التصريحات اقل ما يقال عنها بأنها غير مسؤولة، وتتناسى ان الصحف هي عنوان من عناوين الوطن، فـ «الدستور» خاضت خلال الخمسين سنة الماضية معارك الوطن، وكانت وما زالت وفية للقضايا الوطنية والعربية والانسانية، وتلقى الاحترام والتقدير من الاوساط الشعبية والرسمية محليا وعربيا، وتُراقب من قبل الاعداء، ومع ذلك نجد من يخرج علينا من المسؤولين بتصريحات مشؤومة.
الاخفاق المالي للصحف اليومية لاسيما في الدستور والرأي سببه ليس الصحفيين، وانما الضمان الاجتماعي والحكومات، وكانت تتحكم بالتعيينات في اعضاء مجالس الادارة لسنوات طوال، وتحكمت سنوات طوال في قرارات المؤسستين، والاصل ان الغنم بالغنم والغرم بالغرم، فإن المطلوب من دون شكر.. ولامنة، اما ان تتحمل الحكومة المسؤولية او ترك الصحف، فالقطاع الخاص قادر على تحمل المسؤولية واعادة الصحف الى مسارها الطبيعي دون تدخل او تغول، عندها ستبقى الصحف اقوى وانقى وطنيا ومهنيا.
الدستور