2024-12-25 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

منظمة: العراقيون بين فكي كماشة "داعش" والمليشيات الشيعية

منظمة: العراقيون بين فكي كماشة داعش والمليشيات الشيعية
جو 24 : إيما باثا - لندن- مؤسّسة ثوماس رويترز- أطلقت المليشيات الشيعية العراقية العنان لحملة تدمير وحشي متعمّد، حيث اجتاحت عشرات القرى السنية بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من بلدة امرلي في الشمال، وفقا لما قاله نشطاء حقوقيون أمس الأربعاء.

المليشيات، إلى جانب قوات الأمن العراقية ومقاتلين متطوعين، نهبت وحرقت وجرفت وفجرت آلاف المنازل والمحلات للسنة، تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش".

المليشيات الشيعية تعاونت مع القوات الحكومية العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية، المجموعة الإسلامية السنية المتشددة والتي استولت على المساحات الشمالية والوسطى للعراق.

بيد أن منظمة هيومن رايتس ووتش حذرت من تفاقم الانتهاكات والظلم الطائفي في بلد تعمّق فيه الانقسام.

يقال أن المليشيات والقوات الحكومية دمرت أكثر من 75% من المباني في 18 قرية حول امرلي على أقل تقدير، بما فيها من مدارس ومساجد وعيادات.

11 رجلا تم اختطافهم على الأقلّ، تقول المجموعة الحقوقية، ولكن الأهالي أفادوا أن باختفاء أكثر من هذا العدد.

"هيومن رايتس ووتش" دعت الحكومة التي يقودها الشيعة لحلّ المليشيات، وحثت الولايات المتحدة، وايران، والدول الأخرى الداعمة لقتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على ضمان ألا تفتح العمليات القتالية الباب أمام هكذا انتهاكات.

"العراق لا يستطيع كسب المعركة ضد أعمال داعش الوحشية بمهاجمة المدنيين، فهذا انتهاك لقوانين الحرب وصفعة للكرامة الإنسانية، يقول "جو ستروك"، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش".

"انتهاكات المليشيات تعيث فسادا بين بعض العراقيين المستضعفين، وتفاقم الاقتتال الطائفي".

وحذر من مخاطر ارتكاب المليشيات لانتهاكات مماثلة حول تكريت، حيث يشاركون في هجوم كبير لانتزاع المدينة من سيطرة الدولة الإسلامية.

في حزيران الماضي فرضت المليشيات حصارا على امرلي، البلدة الزراعية التي تبعد 170 كيلومترا (100 ميل) شمال بغداد. "هيومن رايتس ووتش" تقول إن المليشيات مضت في حالة هياج بعد أن ساعدت في طرد الإسلاميين في شهر أيلول عقب الهجمات الجويّة الاميركية والعراقية.

ضباط البشمركة الكردية الذين شاركوا في عملية اميرلي قالوا لـ "هيومن رايتس" أنّهم رأوا 47 قرية دمّرتها المليشيات ونهبت ممتلكاتها، يفيد التقرير.

المليشيات نهبت الثلاجات، وأجهزة التلفاز، والملابس، قبل إضرام النيران في المنازل. كما سرقوا الماشية ودمّروا الأراضي الزراعية. وأفسدوا سبل العيش بل وجعلوا عودة المواطنين إلى منازلهم أكثر صعوبة، يضيف التقرير.

المليشيات التي ورد اسمها في التقرير تضمنت: كتائب بدر، عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله، وسرايا الخرساني.

صور الأقمار الصناعية

شهود عيان أفادوا لباحثي "هيومن رايتس ووتش" باعتقادهم أن الدافع الكامن وراء التدمير هو الانتقام، ويستهدف تغيير التركيبة السكانية لمحافظتيّ كركوك وصلاح الدين.

وباستخدام صور الأقمار الصناعية حددت "هيومن رايتس ووتش" أكثر من 3،800 مبنى مدمرا في 30 بلدة وقرية. يقال أن 2،600 من هذه المباني دمرت بالنيران على الأغلب، و 1،200 منها دمرت بالمتفجرات والآليات الثقيلة.

الدمار، الذي وقع على الأغلب بين أوائل أيلول ومنتصف تشرين الثاني، بدا وكأنه يمثل عقابا جماعيا ضد سكان القرى السنية، تقول "هيومن رايتس ووتش".

وحثت رئيس الوزراء حيدر العبادي على اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين في المناطق التي تقاتل بها المليشيات، وعلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم الكبرى.

وقال ستوك إن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات تحارب تنظيم الدولة الاسلامية كانت "متفشية وشنيعة للغاية"، ما يهدّد مستقبل العراق.

وأضاف: "العراقيون محاصرون بين الأهوال التي ترتكبها "داعش" وبين سلوك المليشيات التعسفي، والعراقي العادي هو من يدفع الثمن".
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير