jo24_banner
jo24_banner

أيقونة الأقصى

حلمي الأسمر
جو 24 : أصدرت محكمة ما يسمى»الصلح الإسرائيلية» في مدينة القدس المحتلة، يوم الخميس، حكمًا بالسجن لمدة 11 شهرًا بشكل فعلي، وثلاثة اشهر مع وقف التنفيذ على رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح،على خلفية ما يعرف بملف « خطبة وادي الجوز». واتهمت النيابة العامة الإسرائيلية صلاح بـ»التحريض على العنف والتسبب في اندلاعه بعد الخطبة» .
ويعود أصل القضية إلى السادس من فبراير/ شباط 2007 حينما ألقى الشيخ صلاح كلمة في تجمع في حي وادي الجوز، في القدس الشرقية، أدان فيه شروع السلطات الإسرائيلية بهدم طريق المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى من جهته الغربية.
قصة الشيخ رائد مع الاحتلال طويلة، وتهمته الرئيسة هي حبه للأقصى، فهو ايقونة الأقصى، حيث كرس كل حياته لخدمته، ودفع ثمنا لذلك الملاحقة والاعتقال والمحاكمة من قبل السلطات الإسرائيلية فارتبط اسمه بالمسجد ليطلق عليه لقب «شيخ الأقصى».
الشيخ صلاح من مواليد مدينة أم الفحم، (شمال) العام 1958 حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدينة قبل أن يحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، جنوبي الضفة الغربية. ما إن تخرج حتى اعتقلته السلطات الإسرائيلية العام 1981 اتبعتها بفرض الإقامة الجبرية عليه بتهمة الانتماء إلى «أسرة الجهاد» التي كانت نواة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني. ولكن اسم الشيخ صلاح برز عندما نجح في الانتخابات لرئاسة بلدية أم الفحم وعمره 31 عاما في العام 1989 بعد أن كانت لسنوات طويلة معقلا للحزب الشيوعي الإسرائيلي. نجح «شيخ الأقصى» بأغلبية كبيرة في رئاسة البلدية مجددا في العام 1993 ولاحقا في العام 1998 قبل أن يستقيل من منصبه في العام 2000 ليرأس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، وهي مؤسسة أهلية تعنى بالدفاع عن المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى. وبرز اسم الشيخ صلاح مجددا عندما نجح العام 1996، في غفلة من السلطات الإسرائيلية، في ترميم المصلى المرواني، في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، بعد أن ظهرت مؤشرات عن نية السلطات الإسرائيلية تحويل المصلى إلى كنيس يهودي. حتى ذلك الحين كان المصلى مغلقا ولكن في غضون 4 سنوات تمكنت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، برئاسة الشيخ صلاح، من ترميمه بالكامل إلى أن بات في العام 2000 مفتوحا أمام المصلين.
وقد أغضبت هذه الخطوة السلطات الإسرائيلية فبدأت بملاحقة الشيخ صلاح على نحو أكبر من ذي قبل. وظلت على هذا الحال حتى الآن، ومع تشديد السلطات الإسرائيلية الخناق على مدينة القدس بمنع الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس، أطلق الشيخ صلاح مشروع «البيارق» وهي حافلات تنقل الفلسطينيين العرب من القرى والمدن داخل إسرائيل مجانا إلى المسجد الأقصى لإعماره. ونشط الشيخ صلاح، من خلال مؤسسة الأقصى، في ترميم المسجد الأقصى ومرافقه وكشف المخططات الإسرائيلية التي تستهدفه وبخاصة الأنفاق في أسفله ومحيطه.
وبلغت المواجهة بين الشيخ صلاح والسلطات الإسرائيلية ذروتها عندما شرعت الجرافات الإسرائيلية بهدم تلة المغاربة المؤدية إلى المسجد الأقصى من جهته الغربية في 2 فبراير/شباط 2007. وشهدت مدينة القدس آنذاك احتجاجات واسعة اتهمت السلطات الإسرائيلية الشيخ صلاح بقيادتها. وبعد منعه من دخول المسجد الأقصى والاقتراب من أسوار البلدة القديمة في القدس لمسافة 150 مترا، أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس في شهر مارس/ آذار 2007 قرارا يمنع الشيخ صلاح من اللقاء مع أكثر من 7 أشخاص في مكان عام في القدس فاستقبله آل الحلواني في حي وادي الجوز، القريب من المسجد، على سقف بيتهم. ولعدة أشهر تحول سطح آل الحلواني إلى منطقة يتوافد إليها العشرات من الفلسطينيين يوميا للتضامن مع الشيخ صلاح.
وضاقت السلطات الإسرائيلية ذرعا بالشيخ صلاح فأصدرت أمرا عسكريا في 21 ديسمبر/ كانون أول 2009 يمنع الشيخ صلاح من دخول القدس بالكامل لمدة 3 أسابيع قابلة للتمديد ستة أشهر إضافية. ومنذ ذلك الحين يتم تمديد هذا القرار وحتى الآن حيث لا يسمح للشيخ صلاح بالدخول إلى القدس إلا لحضور جلسات محاكمة تعقد ضده.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news