أين قيمنا النبيلة يا بلديّة مادبا؟!

جو 24 : قضيّة غريبة عن قيمنا الاجتماعيّة، والأصالة التي يتغنّى بها الأردنيّون، مطروحة أمام كافّة المسؤولين في هذا البلد. قضيّة الطفل عديّ الذي لا يتجاوز عمره 9 سنوات، ويعاني ما يعانيه ذوي الاحتياجات الخاصّة، والذي حرم والده مصطفى أحمد من مصدر رزقه الوحيد، الذي يمكّنه من تدبّر نفقات علاجه.

يحدث هذا في مادبا، صدّق أو لا تصدّق، حيث منعت البلديّة والد الطفل من بيع الشاي على عربته المتنقّلة، دون تدبّر حلّ لمعاناته المستمرّة، ما دفعه إلى الاعتصام أمام مبنى البلديّة.

حسنا، إذا كانت بلديّة مادبا "تنزعج" من عربة الشاي المتنقّلة، فلم تقف عاجزة أمام إيجاد الحلول التي تمكّن هذا المواطن من إعالة أسرته ؟ أولا يتيح القانون بناء الأكشاك لذوي الاحتياجات الخاصّة ؟!

القضيّة ليست مجرّد إجراء يمكن المرور عليه مرور الكرام، بل هي قيّة قيم تتفسّخ ومنظومة اجتماعيّة تتمزّق بسبب رغبة المسؤول الفلاني، أو بيروقراطيّة المسؤول العلاّني. كان يمكن حلّ هذه المشكلة دون الاضطرار لنقل صورة مشوّهة لا تناسب عاداتنا وقيمنا النبيلة.