jo24_banner
jo24_banner

استعادة زمام المبادرة ...

خالد الزبيدي
جو 24 : سنوات ونيف فقدت الحكومات زمام المبادرة، وتغول البعض على كل شيء تقريبا، واعتبروا ذلك من (مكاسب) سيئ الصيت والسمعة ما يسمى بـ « الربيع العربي»، لذلك اصبحت سرقة المياه، والطاقة الكهربائية وعدم تسديد الفواتير لاشهر وسنوات «فروسية»، واعتبروا تلك التصرفات انجازا، وتناسوا ان ذلك يندرج تحت مسميات بدءا من السرقة الى الهدر الى الاضرار بالاقتصاد وعامة المواطنين، ايمانا بأن الدين العام ( الداخلي والخارجي) هو التزام مادي على كافة الاردنيين، والاسوأ من ذلك التجاوز على القوانين ورجال القانون ممثلين بالسلطة التنفيذية في كافة مواقعهم.

بعد مضي السنوات العجاف حري بنا جميعا الالتزام بالقوانين والانظمة النافذة، فالاوطان تبنى بالالتزام وزيادة الانتاجية، وان على الجهات المعنية استعادة زمام الامور، وملاحقة المتمادين لاعادتهم الى جادة الحق وردهم للصواب، اما اولئك الذين تراكمت عليهم ذمم وحقوق لشركات ومؤسسات الخدمات الاساسية من المياه والطاقة الكهربائية يجب متابعة اوضاعهم، وعلى المسؤولين متابعتهم بعد ان استعذبوا ادارة الظهر والتمسك بعدم السداد والوفاء، ووضعهم امام خيارين اما السداد وجدولة ماعليهم من مستحقات وفق فترات زمنية منطقية او حجب الخدمات عنهم تحت طائلة المساءلة القضائية حسب القوانين السارية.

ابسط الامور.. ان اي انسان يستهلك سلعة او خدمة عليه ان يسدد ثمنها، اذ لا يمكن مواصلة تقديم الخدمات والسلع بدون استيفاء اثمانها، فالدولة الاردنية التي تستند الى مواد الدستور الاردني والقوانين والانظمة التي تنظم شتى مناحي حياتنا قادرة على تطبيقها بدون اجحاف او تهاون في غير محله، عندها سنجد الامور قد عادت الى طبيعتها بحيث تضمن مواصلة التقدم وتحديث الدولة بشكل مريح.

ادارة الدولة تحتاج الى جهد كبير وموصول، وان اي اختلال قد يستمر لسنوات يحتاج الى التصويب الى سنوات قادمة، لذلك تسديد الديون او معالجات مالية تراكمت خلال سنوات وعقود تحتاج الى نفس السنوات والعقود لمعالجتها بشكل يضمن استمرار التطوير، وفي هذا السياق هناك دول كبرى انتاجا وتصديرا كانت مثقلة بالديون منها البرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية، اليوم تحتل موقعا متقدما بين الدول الاكثر تصديرا وانتعاشا اقتصاديا وماليا، وهناك دول انزلقت الى الفوضى ودخلت في اقتتال داخلي لسنوات سرعان ما عادت الى النمو والاستقرار منها منطقة البلقان التي استطاعت الى النمو وتجاوز الاقتتال والحروب الاهلية، واصبحت ضمن قائمة الدول الاكثر انتعاشا ورخاء.

الانسان هو من يولد الثروة وهو من يستفيد منها، والعكس صحيح، لذلك علينا الاستفادة من تجارب غنية لدول وشعوب استطاعت تحقيق المعجزات بالنظر الى الامام وتدفن الماضي... وهذا ما نحتاج اليه والابتعاد عن نبش القبور وبناء مستقبل افضل لنا وللاجيال القادمة.

zubaidy_kh@yahoo.com


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news