2024-05-28 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الإنسان محرك التنمية وهدفها...

خالد الزبيدي
جو 24 : أية تنمية اقتصادية لا تصل الى الانسان يشوبها انحرافات وتشوهات كبيرة، في مقدمة هذه الانحرافات ضعف عدالة التوزيع في الاقتصاد بشكل عام، وسببها عدم كفاية وكفاءة التشريعات الناظمة للاستثمارات والتنمية بشكل عام، والتنمية يجب بالضرورة ان تستند الى تنفيذ برامج رئيسية للإصلاح ‏الاقتصادي، وهذه البرامج يفترض ان تشجع مؤسسات الاعمال ‏الخاصة في كافة القطاعات، وتحرير التجارة الخارجية، وتشجيع الاستثمار المحلي، واستقطاب الاستثمار الاجنبي، وتدريجيا تخفيف سيطرة الدولة على ‏بعض الأسعار، والاستثمار في الإنتاج الصناعي، والاهم من ذلك كله الاستثمار في تعليم ‏وتدريب وتأهيل القوى العاملة. ‏
هذه المقدمة ضرورية ونحن نتابع التنمية في الدول العربية بدون استثناء خلال العقود والسنوات الماضية، وايمانا بأن الامور بنتائجها، فإنه بدون تردد يمكن القول ان المنطقة اخفقت في بلوغ تنمية مستدامة، ولم تحقق انعكاسات ايجابية حقيقية على عامة شعوب المنطقة، اما الارقام الصماء التي تعلن عنها مؤسسات الاحصاءات في المنطقة لاتسمن ولا تغني من جوع وخاصة ان قدرات الناس على تلبية احتياجاتهم تسجل تراجعا مضطردا، وان الغلاء المتراكم الناجم عن التضخم المحلي والمستورد يقضم النمو المعلن عنه، لذلك يمكن القول بثقة ان مستويات معيشة الاردنيين الحقيقية قبل عامي 1988/1989 كانت افضل منها الآن برغم المباني الجميلة واتساع الشوارع والمركبات الفارهة وتنوع الحياة بشكل كبير، وهذا التنوع انعكاس للتطور العالمي، وليس نتاج صرف للاقتصاد الوطني.
وفي نفس الوقت نجد ان قائمة طويلة من الدول من الشرق الى الغرب بدءا من الصين الى كوريا الجنوبية وتركيا والجمهوريات المستقلة ( ضمن الاتحاد السوفياتي السابق)، وروسيا نفسها عانت في مطلع تسعينيات القرن الماضي واليوم برزت كقوى فاعلة على الخريطة الدولية، واستطاعت تحسين مستويات المعيشة لمواطنيها، وارتفاع متوسط دخل الفرد من الناتج الاجمالي الى تسع مرات، وهذا الارتفاع ترجمة حقيقية لتنمية مستدامة، فالانسان كما يقال المحرك الرئيسي للتنمية وهدفها في نهاية المطاف.
هاتان الصورتان ..الاخفاق التنموي في الدول العربية والنمو المستدام المثمر لدول كثر سببه الاول اشاعة الديمقراطية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، واحترام الرأي والرأي الآخر، وبناء منظومة تشريعية رصينة وتطبيقات ادارية مبدعة، بينما في المنظومة العربية نكثر القول عن التحديث والتطور ولا ننجز اي منها بشكل جوهري، لذلك سنستمر في متابعة الاخفاق تلو الآخر، وبحسرة نتابع الانجاز تلو الاخر في دول العالم وشعوب الارض.
الفشل المتراكم سبب جوهري لما نراه من اقتتال وتناحر في المنطقة وفي اطار الدولة الواحدة، ونبتكر اسباب ممجوجة، علما بأن الطوائف والاديان المختلفة موجودة في دول استطاعت التقدم بصورة باهرة..الديمقراطية واحترام الانسان وحقوقه بالعيش وبناء منظومة تشريعات ناظمة للاستثمارات والتنمية هو الطريق الوحيد للافلات مما نحن فيه.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news