قوة عربية للقضاء على حماس!
حلمي الأسمر
جو 24 : في أشد اللحظات إفلاسا للنظام العربي الرسمي، الذي أمضى عمره بالتغني بقضية فلسطين كقضية العرب الأولى(!) ووسط موسم انهيار الدول، وتفككها، وذهاب ريحها، يخرج علينا كاتب عبري مختص بالعلاقات الدولية، لينعى نظرية الأمن الإسرائيلية، ويعلن موتها، ليس بسبب منعة وقوة النظام العربي الرسمي، وليس بسبب تهديد الجيوش العربية لأمنه، بل بسبب التغيرات الاستراتيجية التي جعلت من قوة صغيرة كمجاهدي القسام، تهديدا جديا لمستقبل الكيان الصهيوني!
المقال الذي نشرته هآرتس أمس بقلم أوري بار-يوسيف، وهو بروفيسور يدرس في دائرة العلاقات الدولية في جامعة حيفا، يفتح آفاقا من التفكير خارج صندوق اليأس التي وضعتنا فيه أنظمتنا العربية، وزرعت في لاوعينا أن إسرائيل اسطورة لا يمكن قهرها، ولا فائدة من أي مواجهة عسكرية معها، ولهذا لا بد من الاستسلام لها، وحني ظهورنا لها لتركبنا، هذا، ناهيك عن بل مفاتيح بيوت اللاجئين الفلسطينيين بالماء، ثم شربها صباحا ومساء، وطي صفحة حق العودة، واللجوء برمته، ونسيان حيفا ويافا وعكا واللد وصفد، فضلا عن القدس وطولكم وجنين ونابلس، وفوق هذا وذاك، البقاء في غرفة انتظار التفاوض، كي يتلطف الخصم و»يشرفنا» بحضوره، ليملي علينا شروطه، ويقول لنا أن أفضل حل له هو أن لا نكون موجودين!
يقول بار-يوسف، إنه منذ انتهاء حملة «الجرف الصامد» تتراكم مظاهر الشقوق العميقة في مفهوم الامن التقليدي لاسرائيل، ذاك المفهوم الذي وضعه دافيد بن غوريون قبل 65 سنة. في مركز هذا المفهوم يقف الردع، الاخطار، الحسم واضيف اليها في السنوات الاخيرة مدماك الدفاع، ويضيف، أن هذه الشقوق والتي تتسع مع كل يوم، تبشر بان مفهوم الامن الاسرائيلي، والذي في اساسه الايمان في ان قدراتنا العسكرية ستساعدنا في يوم الامر على مواجهة كل تحدي، قد افلس. ولا يعود السبب في ذلك الى أن الجيش الاسرائيلي ليس قويا بما يكفي – بل العكس هو الصحيح. فتفوقه على الجيوش العربية الخصمة واضح اليوم اكثر من أي وقت مضى ولا يوجد خطر في أن يتبدد هذا التفوق، حتى في ظروف الازمة المستمرة في العلاقات مع الولايات المتحدة. والسبب هو أن التطورات التكنولوجية جعلت السلاح الصاروخي الهجومي زهيدا وسهلا على الانتاج، التسلح والاستخدام. وحتى الان، رغم الكثير من الجهود والاستثمارات الكبرى، لم يتوفر جواب دفاعي ناجح على استخدام مثل هذا السلاح بكميات كبيرة. وفي مثل هذه الظروف فان حتى منظمة صغيرة مثل حماس يمكنها ان تهدد قلب دولة اسرائيل وتتسبب بوقف الطيران الدولي منها واليها. وميليشيا مثل حزب الله، المنظمة التي يبلغ عدد الخادمين فيها كعدد الجنود في فرقة واحدة من الجيش الاسرائيلي، يمكنها أن تجبي من اسرائيل ثمنا باهظا. اعلى من الثمن الذي نجحت حتى أكثر الجيوش العربية قوة في جبايتها منها في أي وقت في الماضي، ولا يدور الحديث فقط عن المواطنين الذين سيقتلون، المنازل التي ستدمر وقواعد الجيش الاسرائيلي التي ستصاب بأذى – يدور الحديث ايضا عن البنى التحتية. فماذا سيحصل مثلا، اذا ما اصابت صلية من الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة بنصف طن وذات دقة عالية نسبيا محطة توليد الطاقة في الخضيرة؟ يمكن ان نتصور كيف ستبدو دولة اسرائيل بعد اصابة بهذه الشدة لانتاج الكهرباء فيها وبعد اصابات مشابهة. ومع كل الاحترام لـ «العصا السحرية»، فانه بقدر ما هو معروف ليس للجيش الاسرائيلي جواب مقنع على مثل هذا التهديد.
لا تغني هذه المقتطفات من المقال عن أهمية قراءته كله، فهو يجيب عن كثير من الأسئلة التي تدور حول مستقبل صراعنا مع العدو الصهيوني، وحتى كيفية «تحسين» شروط التفاوض عبر استثمار القيادة الفلسطينية السياسية لقوة المناضلين الفلسطينيين، لا دعوة العرب لتشكيل قوة عربية لاجتياح غزة والقضاء على حماس!
الدستور
المقال الذي نشرته هآرتس أمس بقلم أوري بار-يوسيف، وهو بروفيسور يدرس في دائرة العلاقات الدولية في جامعة حيفا، يفتح آفاقا من التفكير خارج صندوق اليأس التي وضعتنا فيه أنظمتنا العربية، وزرعت في لاوعينا أن إسرائيل اسطورة لا يمكن قهرها، ولا فائدة من أي مواجهة عسكرية معها، ولهذا لا بد من الاستسلام لها، وحني ظهورنا لها لتركبنا، هذا، ناهيك عن بل مفاتيح بيوت اللاجئين الفلسطينيين بالماء، ثم شربها صباحا ومساء، وطي صفحة حق العودة، واللجوء برمته، ونسيان حيفا ويافا وعكا واللد وصفد، فضلا عن القدس وطولكم وجنين ونابلس، وفوق هذا وذاك، البقاء في غرفة انتظار التفاوض، كي يتلطف الخصم و»يشرفنا» بحضوره، ليملي علينا شروطه، ويقول لنا أن أفضل حل له هو أن لا نكون موجودين!
يقول بار-يوسف، إنه منذ انتهاء حملة «الجرف الصامد» تتراكم مظاهر الشقوق العميقة في مفهوم الامن التقليدي لاسرائيل، ذاك المفهوم الذي وضعه دافيد بن غوريون قبل 65 سنة. في مركز هذا المفهوم يقف الردع، الاخطار، الحسم واضيف اليها في السنوات الاخيرة مدماك الدفاع، ويضيف، أن هذه الشقوق والتي تتسع مع كل يوم، تبشر بان مفهوم الامن الاسرائيلي، والذي في اساسه الايمان في ان قدراتنا العسكرية ستساعدنا في يوم الامر على مواجهة كل تحدي، قد افلس. ولا يعود السبب في ذلك الى أن الجيش الاسرائيلي ليس قويا بما يكفي – بل العكس هو الصحيح. فتفوقه على الجيوش العربية الخصمة واضح اليوم اكثر من أي وقت مضى ولا يوجد خطر في أن يتبدد هذا التفوق، حتى في ظروف الازمة المستمرة في العلاقات مع الولايات المتحدة. والسبب هو أن التطورات التكنولوجية جعلت السلاح الصاروخي الهجومي زهيدا وسهلا على الانتاج، التسلح والاستخدام. وحتى الان، رغم الكثير من الجهود والاستثمارات الكبرى، لم يتوفر جواب دفاعي ناجح على استخدام مثل هذا السلاح بكميات كبيرة. وفي مثل هذه الظروف فان حتى منظمة صغيرة مثل حماس يمكنها ان تهدد قلب دولة اسرائيل وتتسبب بوقف الطيران الدولي منها واليها. وميليشيا مثل حزب الله، المنظمة التي يبلغ عدد الخادمين فيها كعدد الجنود في فرقة واحدة من الجيش الاسرائيلي، يمكنها أن تجبي من اسرائيل ثمنا باهظا. اعلى من الثمن الذي نجحت حتى أكثر الجيوش العربية قوة في جبايتها منها في أي وقت في الماضي، ولا يدور الحديث فقط عن المواطنين الذين سيقتلون، المنازل التي ستدمر وقواعد الجيش الاسرائيلي التي ستصاب بأذى – يدور الحديث ايضا عن البنى التحتية. فماذا سيحصل مثلا، اذا ما اصابت صلية من الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة بنصف طن وذات دقة عالية نسبيا محطة توليد الطاقة في الخضيرة؟ يمكن ان نتصور كيف ستبدو دولة اسرائيل بعد اصابة بهذه الشدة لانتاج الكهرباء فيها وبعد اصابات مشابهة. ومع كل الاحترام لـ «العصا السحرية»، فانه بقدر ما هو معروف ليس للجيش الاسرائيلي جواب مقنع على مثل هذا التهديد.
لا تغني هذه المقتطفات من المقال عن أهمية قراءته كله، فهو يجيب عن كثير من الأسئلة التي تدور حول مستقبل صراعنا مع العدو الصهيوني، وحتى كيفية «تحسين» شروط التفاوض عبر استثمار القيادة الفلسطينية السياسية لقوة المناضلين الفلسطينيين، لا دعوة العرب لتشكيل قوة عربية لاجتياح غزة والقضاء على حماس!
الدستور