jo24_banner
jo24_banner

المستثمرون الأجانب ثــلاثــة أنـــواع

خالد الزبيدي
جو 24 : قراءة محايدة لمسيرة الاستثمارات الأجنبية في المملكة خلال السنوات الماضية تشير الى تصنيف المستثمرين الاجانب الى ثلاثة انواع، الاول مستثمر مجد ومبدع مول استثماراته من امواله ونقلها من الخارج الى المملكة، وكان النجاح والربح حليفه مستفيدا من بيئة استثمار آمنة مستقرة، وكان يحل اشكالياته بوسائل طبيعية، وكان يجد تعاونا وتفهما لطلباته، وحسب دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية استطاع استرداد راس المال خلال فترة قصيرة تقل عن دراساته التي اجراها قبل البدء في مشروعه.
النوع الثاني من المستثمرين الاجانب ( وهذا يشمل المستثمر العربي والاجنبي) غلبنا وغلب نفسه، والسبب الاول عدم توفير التمويل الذاتي لمشروعاته، واعتمد على نسبة لاتزيد عن 20% من قيمة استثماراته من مصادره والباقي من قروض مصرفية محلية، مع ميلهم لاستعجال القطاف خلافا لدراسات الجدوى التي اعدت مسبقا، وهذا النوع باشر استثماراته في منتصف العقد الماضي ابان فترة ذروة انتقال رؤوس الاموال والمستثمرين الباحثين عن ارباح سريعة، مستفيدين من حاجة البلاد لاستثمارات اجنبية جديدة لتسريع وتائر التنمية وتحسين اداء الاقتصاد، ومع بداية الازمة المالية العالمية وانتشار تداعياتها اصابهم الذعر، وبدل تركيز استثماراتهم في مشاريع حقيقية بعيدا عن فقاعات الاستثمار في الاسواق المالية الغربية، بدأ بعضهم بتضخيم اخطاء السوق، والبحث عن مشجب لتعليق اخطائهم عليه، وتركوا اعمالهم عالقة دون تحرك لاكمالها او تصفيتها، مما شكل اساءة لصورة الاستثمار في المملكة.
اما النوع الثالث وهو الاسواء هو المستثمر غير المؤسسي افتتح مكتبا وموظفين وبحثوا عن فرص سريعة، وعدم توفير الحد الادنى من الاموال، وسرعان ما خسروا وتنحوا جانبا، واطلقوا ابواقهم لتبهيت صورة بيئة الاستثمار المحلي وانها ما زالت ضعيفة، وان الضرائب والرسوم والروتين والبيروقراطية كفيلة بافشال اي استثمار في البلاد، وخلال فترة ما يسمى بـ «الربيع العربي» وانعكاساته اصبح من السهل توجيه التهم ونشر معلومات غير مسندة بعيدة كل البعد عن الواقع.
المعيار الاول والاهم يكمن في هذا المجال سؤال مهم يطرح...لماذا نجحت مجموعة من المستثمرين العرب والاجانب في قطاعات مهمة.. صناعية ومصرفية وخدمية، بينما فشل آخرون في نفس التخصص، فروع بنوك عربية رابحة، وقطاع الاتصالات هناك تفاوت في الاداء والربحية لشركات القطاع، وفي الصناعة هناك شركات رابحة وتشهد توسعا بخاصة الاسمنت، حيث ستدشن اسمنت الشمالية قريبا مشروع لانتاج الكلنكر ( فرن) بكلفة استثمارية تصل الى 50 مليون دينار بتمويل ذاتي، والمشروع الجديد يوفر فرص عمل جديدة ويعظم القيمة المضافة لهذه الصناعة التي تلبي قسما من الاحتياجات المحلية والتصدير للاسواق العربية...لايوجد مشروع فاشل ومشروع ناجح ..هناك ادارة ناجحة واخرى فاشلة...ولكل مجتهد نصيب...والاردن بيئة مناسبة للمستثمر المبادر والمبدع.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news