عن الاحتفاء برفض باكستان الانخراط في عاصفة الحزم
ياسر الزعاترة
جو 24 : كان لافتا ذلك الاحتفاء الكبير من قبل إعلام المحور الإيراني، برفض البرلمان الباكستاني الانخراط في عاصفة الحزم إلى جانب السعودية والخليج، وهو أمر طبيعي ومتوقع في ظل العزلة التي تشعر بها إيران عن الغالبية الساحقة من الأمة الإسلامية.
والحال أن القرار الباكستاني إنما يعكس حسابات اقتصادية ومصلحية للدولة من جهة، وللنخب والأحزاب الموجودة في البرلمان، والتي تحسن إيران التعامل معها وكسبها، ولا يعكس موقفا شعبيا لا يمكن القول إنه أقرب إلى الانخراط في المعركة إلى جانب السعودية ودول الخليج. وحين يعجز حزب الله عن إقناع بعض النخب والمجموعات السنية اللبنانية التي يوجهها عمليا بمساندة موقفه من عاصفة الحزم، فذلك يعكس المزاج السائد في أوساط غالبية الأمة حيال إيران في هذه المرحلة على وجه التحديد.
لا ينفي ذلك صحة القول إن ما جرى يعكس فشلا عربيا ذريعا في التعامل مع باكستان، وربما غيرها من الدول الإسلامية، مقابل نجاح إيراني في إحداث اختراقات كبيرة في جسم تلك الدول، وإن لم ينسحب ذلك على الجماهير التي تعيش هواجس غالبية الأمة حيال التغول الإيراني.
أيا يكن الأمر، فإن ما جرى وإن بدا مريحا لإيران، وربما غير ذلك بالنسبة للدول التي تقود عاصفة الحزم، إلا أن له وجها إيجابيا بالغ الأهمية، يتمثل في عدم دفع القائمين على “العاصفة” نحو التفكير في تدخل بري، الأمر الذي لن يكون أبدا في صالح أهداف المعركة كما أرادوها.
في ظل قوة الحوثيين العسكرية، وفي ظل حقيقة أن الجيش يتحكم به المخلوع، وهو جيشه، فضلا عن إمكاناته المادية (المخلوع أعني)، والدعم الإيراني، يمكن القول إن أي تدخل بري سيكون خسارة دون طائل، وسيحوّل المعركة إلى حرب عصابات يتفوق فيها الطرف الآخر.
المسار الأفضل في واقع الحال هو تكريس المقاومة الشعبية الراهنة كحالة متجذرة على الأرض، ومدها بالسلاح والمال من أجل المضي في برنامج استنزاف الحوثي وأزلام المخلوع، الأمر الذي سيكلف إيران الكثير، وذلك في تكرار للمشهد السوري، مع الكثير من المزايا التي تجعل اليمن أفضل لجهة الانتصار من جهة، ولجهة استنزاف إيران وحلفائها من جهة أخرى.
ففي حين واجه الثوار السوريون دولة أمنية راسخة، وقفت معها أقليتها الحاكمة، إلى جانب معظم الأقليات الأخرى، وجزء من الأغلبية المنتفعة أو المرعوبة إلى جانب النظام، يبدو المشهد في اليمن مختلفا، وبالطبع تبعا لهشاشة الدولة من جهة، ولقلة من يفكرون في الانخراط بمعركة بلا أفق ضد الغالبية من جهة أخرى، وبالطبع لأن المشهد الخارجي مختلف أيضا.
في سوريا كان هناك الكثير من التردد في دعم الثوار، وكان هناك الفيتو الأمريكي الصهيوني على منح سلاح نوعي للثوار، أما هنا في اليمن، فلن يكون بوسع أحد أن يفرض فيتو على التسليح، كما أن فرصة الدعم الخارجي للحوثي وصالح تبدو أقل في ظل المتاعب الاقتصادية التي تعاني منها إيران.
من هنا نعود إلى القول إن دعم المقاومة الشعبية هو المسار الأفضل بكل تأكيد، وهي جاهزة لذلك، حتى لو سيطر الحوثيون عمليا على معظم البلاد. أما عاصفة الحزم فتستمر ما بقيت الحاجة إليها قائمة. المهم أن يبقى غطاء الطيران قائما للمقاومة الشعبية لتأمين ملاذات آمنة لها لا يصلها الطرف الآخر.
أما الحديث عن الحوار فليس عليه فيتو بكل تأكيد، لكن السؤال هو أي حوار يتحدث عنه القوم؟ هل هو الحوار والمسدس في رأس الجميع، أم الحوار الذي يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل نزول الحوثيين من صعدة؟ الأرجح أن فرصة التراجع الإيراني (لأن القرار قرارها) ليست كبيرة راهنا، لكن الموقف قد يتغير لاحقا، وعنده لكل حادث حديث.
الدستور
والحال أن القرار الباكستاني إنما يعكس حسابات اقتصادية ومصلحية للدولة من جهة، وللنخب والأحزاب الموجودة في البرلمان، والتي تحسن إيران التعامل معها وكسبها، ولا يعكس موقفا شعبيا لا يمكن القول إنه أقرب إلى الانخراط في المعركة إلى جانب السعودية ودول الخليج. وحين يعجز حزب الله عن إقناع بعض النخب والمجموعات السنية اللبنانية التي يوجهها عمليا بمساندة موقفه من عاصفة الحزم، فذلك يعكس المزاج السائد في أوساط غالبية الأمة حيال إيران في هذه المرحلة على وجه التحديد.
لا ينفي ذلك صحة القول إن ما جرى يعكس فشلا عربيا ذريعا في التعامل مع باكستان، وربما غيرها من الدول الإسلامية، مقابل نجاح إيراني في إحداث اختراقات كبيرة في جسم تلك الدول، وإن لم ينسحب ذلك على الجماهير التي تعيش هواجس غالبية الأمة حيال التغول الإيراني.
أيا يكن الأمر، فإن ما جرى وإن بدا مريحا لإيران، وربما غير ذلك بالنسبة للدول التي تقود عاصفة الحزم، إلا أن له وجها إيجابيا بالغ الأهمية، يتمثل في عدم دفع القائمين على “العاصفة” نحو التفكير في تدخل بري، الأمر الذي لن يكون أبدا في صالح أهداف المعركة كما أرادوها.
في ظل قوة الحوثيين العسكرية، وفي ظل حقيقة أن الجيش يتحكم به المخلوع، وهو جيشه، فضلا عن إمكاناته المادية (المخلوع أعني)، والدعم الإيراني، يمكن القول إن أي تدخل بري سيكون خسارة دون طائل، وسيحوّل المعركة إلى حرب عصابات يتفوق فيها الطرف الآخر.
المسار الأفضل في واقع الحال هو تكريس المقاومة الشعبية الراهنة كحالة متجذرة على الأرض، ومدها بالسلاح والمال من أجل المضي في برنامج استنزاف الحوثي وأزلام المخلوع، الأمر الذي سيكلف إيران الكثير، وذلك في تكرار للمشهد السوري، مع الكثير من المزايا التي تجعل اليمن أفضل لجهة الانتصار من جهة، ولجهة استنزاف إيران وحلفائها من جهة أخرى.
ففي حين واجه الثوار السوريون دولة أمنية راسخة، وقفت معها أقليتها الحاكمة، إلى جانب معظم الأقليات الأخرى، وجزء من الأغلبية المنتفعة أو المرعوبة إلى جانب النظام، يبدو المشهد في اليمن مختلفا، وبالطبع تبعا لهشاشة الدولة من جهة، ولقلة من يفكرون في الانخراط بمعركة بلا أفق ضد الغالبية من جهة أخرى، وبالطبع لأن المشهد الخارجي مختلف أيضا.
في سوريا كان هناك الكثير من التردد في دعم الثوار، وكان هناك الفيتو الأمريكي الصهيوني على منح سلاح نوعي للثوار، أما هنا في اليمن، فلن يكون بوسع أحد أن يفرض فيتو على التسليح، كما أن فرصة الدعم الخارجي للحوثي وصالح تبدو أقل في ظل المتاعب الاقتصادية التي تعاني منها إيران.
من هنا نعود إلى القول إن دعم المقاومة الشعبية هو المسار الأفضل بكل تأكيد، وهي جاهزة لذلك، حتى لو سيطر الحوثيون عمليا على معظم البلاد. أما عاصفة الحزم فتستمر ما بقيت الحاجة إليها قائمة. المهم أن يبقى غطاء الطيران قائما للمقاومة الشعبية لتأمين ملاذات آمنة لها لا يصلها الطرف الآخر.
أما الحديث عن الحوار فليس عليه فيتو بكل تأكيد، لكن السؤال هو أي حوار يتحدث عنه القوم؟ هل هو الحوار والمسدس في رأس الجميع، أم الحوار الذي يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل نزول الحوثيين من صعدة؟ الأرجح أن فرصة التراجع الإيراني (لأن القرار قرارها) ليست كبيرة راهنا، لكن الموقف قد يتغير لاحقا، وعنده لكل حادث حديث.
الدستور