الفارق بين العيب والحرام...
خالد الزبيدي
ومن المفاهيم الجديدة التي تسللت الى حياتنا وهي تندرج تحت وصف الحرام بحسب القوانين الإلهية والوضعية، وهي سرقة المال العام والخاص، والتمادي على البلاد والعباد، ففي السابق قلما نسمع عن شخص يسرق المياه والكهرباء، وكان ينظر اليه بازدراء، امام اليوم اصبح وصف من يقوم بذلك بأنه «شاطر» وقادر على تدبير نفسه، فسرقة المياه والعبث في عدادات المياه والطاقة الكهربائية من يمارس ذلك لا يخجل من فعلته، ويصل بعضهم حد المجاهرة بذلك، وينحى باللوم على الحكومات التي رفعت الأسعار وزادت الضرائب..الى غير ذلك من المبررات الواهية التي إذا ما تم التهاون معها أو التغاضي عنها كمن يسهم بدفع أنفسنا وحياتنا إلى الانزلاق لفوضي عارمة، ونعرض البلاد الى مستقبل مجهول.
وبالعودة إلى مفهومي العيب والحرام، فإن العيب أن نمد اليد طلبا للعون ونحن قادرون على العمل طالما العمل مشروع وشريف في كافة المهن، وفي هذا السياق فإن ما يسمى بثقافة العيب التي راجت بيننا. آن الأوان لتجاوزها، فالعيب الحقيقي أن يكون العمل متاحاً ولا نقبل عليه ونتركه للغير مهما كان نوعه، وتجنيد كل المعارف للالتحاق بعمل مكتبي حكومي و/ أو خاص، وفي هذه الحالة نقع في براثن الفاقة والنكد.
أما مفهوم «الحرام» فإن من يمارسه في غفلة من تطبيق القوانين والملاحقة سيجد نفسه امام العقوبة وان تأخرت، فالموروث الوطنى والإنساني والديني من قيم وعادات وتقاليد، وتشريعات معروفة ومتعارف عليها، وستضع من يمارس الحرام في كافة المعاملات في تصنيف واضح ومنبوذ مهما (أبدع) في سلوكياته ومخالفاته، فالفارق بين العيب والحرام بيِّن لا لبُس فيه، وإن اختلاط الحبل بالنابل كما يُقال له نهاية...والأصح والأسلم الابتعاد عن ممارسة التمادي سواء على المال العام أو الخاص، وتقديس وتعميق ثقافة العمل والإنتاج لبلوغ مستوى لائق من العيش ...وكما قِيلَ: الويل لشعب يأكل مما لا يزرع ويستهلك مما لا ينتج وإن طال الزمن.
zubaidy_kh@yahoo.com