الفخ الذي وقع فيه الإخوان!
حلمي الأسمر
جو 24 : سريعا، بدأت تتكشف حقيقة الأحداث التي واجهتها مصر في السنوات الأخيرة، على غير عادة ما يجري من كشف لأسرار الدول، حيث يمر وقت طويل أقله خمس وعشرون سنة، لإخراج المستندات السرية، والسماح بنشرها!
السؤال المركزي الذي ظل يشغل بال كثير من الدارسين: هل فشل الإخوان المسلمون، أم تم إفشالهم؟ ليأتي مسؤول رفيع في الدولة العميقة ليجيب بمنتهى الصراحة، على قناة تلفزيونية موالية، وتبث من داخل مصر..
الجواب جاء في سياق حديث مع الإعلامي، أسامة كمال، على قناة «القاهرة والناس»، أجري مع وكيل المخابرات المصرية الأسبق، اللواء حسين فؤاد، حيث كشف تفاصيل الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي. حين قال: «الدولة امتصت صدمة ثورة يناير، واختارت التآمر عليها، لأن الوقوف في وجهها كان سيؤدي إلى حرب أهلية، أو هنبقى زي سورية». وعلل ذلك بأن «أمواج ثورة يناير كانت عالية، ولا قدرة للثورة المضادة على مواجهتها، فاختارت امتصاصها والتحايل عليها، والظهور بمظهر المؤيد لها كما حدث، وتحيُّن الفرصة للانقضاض عليها». وذهب المسؤول الأمني الرفيع إلى ابعد من هذا في الشرح والتفصيل، حين قال، أن وصول الإخوان للسلطة كان جزءا من هذا المخطط، حيث خشي النظام المواجهة المباشرة معهم لخطورتهم عليه، ولعلمه بشعبيتهم وتأييدهم الواسع، لذلك كان الحل من وجهة نظر الدولة العميقة هو التخطيط لوصولهم، ثم إظهارهم بمظهر الفاشل في القيادة، فتسقط كل شعبيتهم وتأييدهم في الشارع. وعندما تعجب المحاور من هذه المخاطرة، رد عليه الضيف: «ذلك جزء من الصراع على السلطة، وكان الخيار الوحيد رغم خطورته، خصوصاً مع الوعود البراقة التي بالغ فيها الإخوان قبل انتخابهم للسلطة»!
ماذا يعني هذا الكلام الصريح الفصيح، الذي سيسجله التاريخ، كجزء من الرواية الرسمية، لحقيقة من جرى، وأثار لغطا كثيرا، بحيث اختلطت الحقائق بالأكاذيب، على نحو غير مسبوق؟
هذا الكلام، باختصار شديد، دليل جديد واضح على «أن عزل مرسي وجماعة الإخوان كان وفق تخطيط محضّر له منذ البداية، وليس نتيجة تظاهرات شعبية عارمة، كما يحاول النظام التسويق له» كما كتب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين استذكروا اعترافات اللواء ثروت جودة، وكيل المخابرات السابق، والذي صرح لجريدة «الوطن» من قبل، بأن المخابرات كانت تضلل الدكتور مرسي، وتمده بمعلومات خاطئة، وهي التصريحات التي أحدثت جدلاً وحرجاً للنظام، الذي حاول نفيها، وذهب جودة نفسه ضحية لها، وحُكم عليه بالحبس بتهمة نشر معلومات تخص الأمن القومي، كما قالت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية!
ناشط آخر، كتب يقول: «يعني الإخوان مكنوش فشلة أهو، وانتوا اللي كنتوا بتتآمروا على البلد عشان العسكر يفضلوا في الحكم». وقال شريف: «هما الإخوان كانوا أغبيا قوي كده انهم يبقوا شايفين الفخ ويقعوا فيه؟». وتلك هي الحكاية، التي لا يريد أن يعترف بها حتى الإخوان انفسهم، أو قل بعضهم، فما حدث من تخطيط للإيقاع بهم، وجرهم إلى فخ «الفشل» أو «الإفشال» لا يعفيهم من المسؤولية، عما جرى، وهو الموقف الذي ألقى بظلاله على مجمل الأوضاع في الوطن العربي بأسره، واظهر ثورات الربيع العربي كلعنة، أو مؤامرة على العرب، فيما كان رجالات الدولة العميقة، يمكرون بليل، ويخططون، لسرقة الثورات، وإعادتها للجماهير ملطخة بالسواد!
اعترافات المسؤول الأمني المصري، شهادة أخرى، على نقاء ثورات الربيع، وبراءتها من الشبهات التي ألصقت بها، فهي الظاهرة الأكثر نبلا، التي مرت بالعرب، منذ سقوط الخلافة!
السؤال المركزي الذي ظل يشغل بال كثير من الدارسين: هل فشل الإخوان المسلمون، أم تم إفشالهم؟ ليأتي مسؤول رفيع في الدولة العميقة ليجيب بمنتهى الصراحة، على قناة تلفزيونية موالية، وتبث من داخل مصر..
الجواب جاء في سياق حديث مع الإعلامي، أسامة كمال، على قناة «القاهرة والناس»، أجري مع وكيل المخابرات المصرية الأسبق، اللواء حسين فؤاد، حيث كشف تفاصيل الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي. حين قال: «الدولة امتصت صدمة ثورة يناير، واختارت التآمر عليها، لأن الوقوف في وجهها كان سيؤدي إلى حرب أهلية، أو هنبقى زي سورية». وعلل ذلك بأن «أمواج ثورة يناير كانت عالية، ولا قدرة للثورة المضادة على مواجهتها، فاختارت امتصاصها والتحايل عليها، والظهور بمظهر المؤيد لها كما حدث، وتحيُّن الفرصة للانقضاض عليها». وذهب المسؤول الأمني الرفيع إلى ابعد من هذا في الشرح والتفصيل، حين قال، أن وصول الإخوان للسلطة كان جزءا من هذا المخطط، حيث خشي النظام المواجهة المباشرة معهم لخطورتهم عليه، ولعلمه بشعبيتهم وتأييدهم الواسع، لذلك كان الحل من وجهة نظر الدولة العميقة هو التخطيط لوصولهم، ثم إظهارهم بمظهر الفاشل في القيادة، فتسقط كل شعبيتهم وتأييدهم في الشارع. وعندما تعجب المحاور من هذه المخاطرة، رد عليه الضيف: «ذلك جزء من الصراع على السلطة، وكان الخيار الوحيد رغم خطورته، خصوصاً مع الوعود البراقة التي بالغ فيها الإخوان قبل انتخابهم للسلطة»!
ماذا يعني هذا الكلام الصريح الفصيح، الذي سيسجله التاريخ، كجزء من الرواية الرسمية، لحقيقة من جرى، وأثار لغطا كثيرا، بحيث اختلطت الحقائق بالأكاذيب، على نحو غير مسبوق؟
هذا الكلام، باختصار شديد، دليل جديد واضح على «أن عزل مرسي وجماعة الإخوان كان وفق تخطيط محضّر له منذ البداية، وليس نتيجة تظاهرات شعبية عارمة، كما يحاول النظام التسويق له» كما كتب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين استذكروا اعترافات اللواء ثروت جودة، وكيل المخابرات السابق، والذي صرح لجريدة «الوطن» من قبل، بأن المخابرات كانت تضلل الدكتور مرسي، وتمده بمعلومات خاطئة، وهي التصريحات التي أحدثت جدلاً وحرجاً للنظام، الذي حاول نفيها، وذهب جودة نفسه ضحية لها، وحُكم عليه بالحبس بتهمة نشر معلومات تخص الأمن القومي، كما قالت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية!
ناشط آخر، كتب يقول: «يعني الإخوان مكنوش فشلة أهو، وانتوا اللي كنتوا بتتآمروا على البلد عشان العسكر يفضلوا في الحكم». وقال شريف: «هما الإخوان كانوا أغبيا قوي كده انهم يبقوا شايفين الفخ ويقعوا فيه؟». وتلك هي الحكاية، التي لا يريد أن يعترف بها حتى الإخوان انفسهم، أو قل بعضهم، فما حدث من تخطيط للإيقاع بهم، وجرهم إلى فخ «الفشل» أو «الإفشال» لا يعفيهم من المسؤولية، عما جرى، وهو الموقف الذي ألقى بظلاله على مجمل الأوضاع في الوطن العربي بأسره، واظهر ثورات الربيع العربي كلعنة، أو مؤامرة على العرب، فيما كان رجالات الدولة العميقة، يمكرون بليل، ويخططون، لسرقة الثورات، وإعادتها للجماهير ملطخة بالسواد!
اعترافات المسؤول الأمني المصري، شهادة أخرى، على نقاء ثورات الربيع، وبراءتها من الشبهات التي ألصقت بها، فهي الظاهرة الأكثر نبلا، التي مرت بالعرب، منذ سقوط الخلافة!