jo24_banner
jo24_banner

المواطن العربي بعيون الكاريكاتير و"الترول فيس"

المواطن العربي بعيون الكاريكاتير والترول فيس
جو 24 :

تعد رسوم الكاريكاتير أحد الرموز البارزة والجميلة التي واكبت ثورة الإعلام الحديث حيث يمتزج الفن بالسياسة ويتداخل خيال الإبداع بحقيقة الواقع لتتجسد لنا في صيغة ساخرة معاناة وآفات المجتمعات المعاصرة والعربية منها على وجه الخصوص.

امتلأت صفحات الإنترنت العربية في الآونة الأخيرة بكم كبير من رسوم الكاريكاتير وأخرى يطلق عليها اسم "الترول فيس" التي تقوم بعرض كوميدي لأشكال ووجوه شخصيات مرسومة باليد مصحوبة بعبارات ساخرة. وقد انتشرت هذه الصور انتشارا كبيرا حتى بات المراقبون والمهتمون يتكلمون اليوم عن ظاهرة رقمية واجتماعية مرشحة للنمو في ظل الظرفية الهامة التي تمر بها المنطقة، وبفعل تزايد شعبية مواقع التواصل الاجتماعي. فالكاريكاتير العربي و"الترول فيس" وجدا ضالتهما كما وجدها المواطن نفسه في رحاب الإنترنت، والانترنت الاجتماعي ك"الفيس بوك" و"تويتر" اللذان وفرا نطاقات آمنة وفعالة للتعبير عن الرأي و عن الرأي الآخر ومتابعة الحراك الشعبي والسياسي الحديث في البلدان العربية بالصوت والصورة وحتى الرسم.

وإن صح القول بأن معظم هذه الرسوم تصاغ في إطار ساخر فهي لا محال تحمل أبعادا ودلالات عميقة تكون غالبا مرآة تعكس حقيقة الوضع في المجتمع من جهة ومن جهة أخرى مؤشرا دالا على العلاقة التي تربط الحاكم بالشعب.
وفي العالم العربي، تحمل جل هذه الرسومات نظرة سلبية عن الحاكم والمحكوم فهي ترصد تارة سياسة الاستبداد التي ينتهجها الحاكم العربي وتارة أخرى تخلف المواطن العربي الذي تضعه هذه الرسوم عادة في حيز الجهل والفقر والعجز الكامل عن أخد مبادرة التغيير للمضي قدما والنهوض بمستواه الاجتماعي والثقافي. وكثيرا ما نرى في هذه الرسومات مقارنات محرجة بين العالم العربي ونظيره الغربي بدءا من تلك التي تحط من مستوى الدول العربية وتضعها في أدنى معايير الرقي والتقدم . مرورا من هذه التي تنتقد ديكتاتورية الأنظمة العربية ووصولا إلى تلك التي تعرض مواقف اجتماعية وظواهر سلبية يعانيها المجتمع العربي.

وقد تكون أحيانا بعض الرسوم جارحة لما فيها من نقد لاذع وسخرية شديدة للهوية العربية ما يدفعنا هنا إلى التساؤل التالي: هل فقد المواطن العربي فخر الانتماء إلى الوطن حتى بات أول من يهجوه ؟

يرى البعض أن هذه الموجة التهكمية على الوطن العربي تشكل خطرا على مستقبل المجتمعات العربية التي تحمل - للتذكير- لغة مشتركة وتاريخ مشترك وكثيرا من القضايا ذات المصلحة المشتركة. ويبقى صحيحا أنك عندما تتمعن في الكاريكاتير العربي تجده أكثر الرموز سخرية من الوطن العربي وتلامس عبره نقص في الثقة إن لم نقل انعدامها لدى جيل الشباب الذي هو أمل هذه الدول في التغيير ولبنتها في بناء المستقبل على أنقاض عهد ما قبل الثورة .

تجدر الإشارة أن قناة فرانس 24 قد أصدرت مؤخرا سلسلة حلقات بالتعاون مع مؤسسة سمر ميديا تضم مقابلات مع نخبة من فناني الكاريكاتير من العالم العربي يقومون بمتابعة الحدث العربي عبر الرسم الكاريكاتوري والتعليق على مستجدات الربيع .العربي من زاوية فنية ساخرة تعرض حياتهم أحيانا إلى الخطر."فرانس24"

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير