اذا أعلنت الحكومة أنك سعيد.. فأنت كذلك حتماً!
جو 24 : تامر خرمه- عندما يقول لك أحدهم أنّك سعيد، عليك القبول بهذه "الحقيقة" دون أيّ جدال. اعترف.. أنت سعيد رغم المرارة التي تأكلك من الداخل، ورغم الغصّة التي تختنق بها، ورغم الأسى الذي يمزّق قطرات دمك. أنت سعيد. انتهى!!
البعض تناول التقرير الصادر عن الأمم المتّحدة حول مؤشّر السعادة بالتطبيل والتزمير، احتفاء باحتلال الأردن للمركز التاسع على مستوى الوطن العربيّ، والمركز 82 على مستوى الكرة الأرضيّة.
يعني أنت تاسع "أسعد" عربي في هذا الوطن الممزّق، المنكوب بالحروب والويلات والنكبات التي لا تكاد تنتهي. أيّها المواطن الأردني "السعيد" ابتسم، فأنت "أسعد" من غيرك!!
أيّة سعادة يطبّل لها البعض؟ وما هو "الإنجاز" العظيم في أن تكون أكثر "سعادة" من أهلنا في فلسطين المحتلّة، الذين يعانون أبشع جرائم الإبادة والتهجير، ومن أشقّائنا في سوريّة والعراق، الذين بلغ عدد اللاجئين منهم أكثر من عدد من تبقّى على أرضه، ومن أخوتنا في كثير من الدول الغارقة في سعير الحرب؟
والآن دعنا نتأمّل قليلا، هل حقّا تعتقد أنّك سعيد ؟ رغم ما تتمتّع به من "أمن" و"أمان" فقد أشار التقرير المذكور إلى أن أشقائك في ليبيا التي تتعرّض لغزو قوّات الناتو وللحرب الأهليّة في ذات الوقت أكثر سعادة منك، وكذلك أخوتك في البحرين التي مازالت الثورة مسمترّة فيها.
الأردن احتلّ المركز 82 على مستوى العالم في مؤشّر "السعادة"، حقّاً كم هو عدد الدول التي تبقّت على الخريطة ؟! هل المطلوب أن تبتهج عندما تعلم أنّك أسعد من الدول التي تعاني المجاعة مثلا؟!
التقرير يكشف بصراحة كميّة "النكد" الذي يعتمل في الأردن، والتفسير واضح في سياسات السلطة التنفيذيّة، التي تجعل الفيلسوف اليوناني إيبيقور يكفر بمفهوم "السعادة".
المهم.. إذا أعلنت الحكومة رسميّا أنّك سعيد، فاحذر من معارضة ذلك، أصمت وتمتّع بهذه "السعادة"، وإيّاك إيّاك من كشرة العصيان!!
الغضب سيعكّر مزاجك ويزجّ بك إلى السجن، في حال عبّرت عن ضيقك بالعيش في ظلّ السياسات التي قصمت ظهرك، أكثر من الابتسام كلّما أطلّ عليك مسؤول بقرار جديد، وارضى بما كتبه لك تقرير الأمم المتّحدة، فأنت "الأسعد" رقم 82.
البعض تناول التقرير الصادر عن الأمم المتّحدة حول مؤشّر السعادة بالتطبيل والتزمير، احتفاء باحتلال الأردن للمركز التاسع على مستوى الوطن العربيّ، والمركز 82 على مستوى الكرة الأرضيّة.
يعني أنت تاسع "أسعد" عربي في هذا الوطن الممزّق، المنكوب بالحروب والويلات والنكبات التي لا تكاد تنتهي. أيّها المواطن الأردني "السعيد" ابتسم، فأنت "أسعد" من غيرك!!
أيّة سعادة يطبّل لها البعض؟ وما هو "الإنجاز" العظيم في أن تكون أكثر "سعادة" من أهلنا في فلسطين المحتلّة، الذين يعانون أبشع جرائم الإبادة والتهجير، ومن أشقّائنا في سوريّة والعراق، الذين بلغ عدد اللاجئين منهم أكثر من عدد من تبقّى على أرضه، ومن أخوتنا في كثير من الدول الغارقة في سعير الحرب؟
والآن دعنا نتأمّل قليلا، هل حقّا تعتقد أنّك سعيد ؟ رغم ما تتمتّع به من "أمن" و"أمان" فقد أشار التقرير المذكور إلى أن أشقائك في ليبيا التي تتعرّض لغزو قوّات الناتو وللحرب الأهليّة في ذات الوقت أكثر سعادة منك، وكذلك أخوتك في البحرين التي مازالت الثورة مسمترّة فيها.
الأردن احتلّ المركز 82 على مستوى العالم في مؤشّر "السعادة"، حقّاً كم هو عدد الدول التي تبقّت على الخريطة ؟! هل المطلوب أن تبتهج عندما تعلم أنّك أسعد من الدول التي تعاني المجاعة مثلا؟!
التقرير يكشف بصراحة كميّة "النكد" الذي يعتمل في الأردن، والتفسير واضح في سياسات السلطة التنفيذيّة، التي تجعل الفيلسوف اليوناني إيبيقور يكفر بمفهوم "السعادة".
المهم.. إذا أعلنت الحكومة رسميّا أنّك سعيد، فاحذر من معارضة ذلك، أصمت وتمتّع بهذه "السعادة"، وإيّاك إيّاك من كشرة العصيان!!
الغضب سيعكّر مزاجك ويزجّ بك إلى السجن، في حال عبّرت عن ضيقك بالعيش في ظلّ السياسات التي قصمت ظهرك، أكثر من الابتسام كلّما أطلّ عليك مسؤول بقرار جديد، وارضى بما كتبه لك تقرير الأمم المتّحدة، فأنت "الأسعد" رقم 82.
تابعو الأردن 24 على 
