أمانة عمان....أعط القوس باريها
خالد الزبيدي
جو 24 : بثقة لايداخلها شك ان الجميلة عمان، تحرز تقدما من حيث التنظيم والرتابة برغم الزحمة واكتظاظ السكان وضيوفها الذين يوفدون من الجهات الاربع، فالامين عقل بلتاجي يبدي عزيمة لاتلين في معالجة احتياجات العاصمة ويتحرك وفريقه بدعمه المجلس باتجاهين.. الاول معالجة القضايا العاجلة من اعادة رسم حركة السير، وتحديد مواقع الخدمة العامة، وتلافي التلوث البيئي والبصري، وتحسين بيّن للنظافة العامة في كافة المناطق، وتركيز مريح على قاع المدينة، والفترة الماضية كانت حافلة بالانجازات بالرغم من الارهاصات التي انطلقت بسبب او بدونه، وكان النجاح حليف الاصرار، لاسيما وان القرارات التي اتخذت كانت ضرورية. الاتجاه الثاني التخطيط الاستراتيجي للامين يستند الى تصور منطقي مفاده ان العاصمة بعد 10 سنوات كيف ستكون من حيث عدد السكان، والخدمات المقدمة، وتحسين نوعية الحياة لسكاني عمان والمقيمين فيها، وربما نقل الركاب العام هو التحدي الاكبر اذا تصورنا ان سكان العاصمة قد يصل الى 10 ملايين نسمة، وماهي الحلول المطلوبة لخدمتهم وتوفير وسائل نقل ركاب كفوءة وامنة؟، والجواب على هذا السؤال واضح عند الامين الذي يعتقد جازما ان تنويع وتطوير انماط نقل الركاب هو الحل الناجع كما في العواصم العصرية، مع المحافظ على معدل آمن للبيئة، وهذه التحديات كبيرة تحتاج الى رزمة من المشاريع من الباص السريع والميترو وصولا الى قطارات الانفاق ) التي تختصر المسافات وتجنب المدينة من حوادث السير والتلوث البيئي، وهذه المشاريع الطموحة ممكنة وضرورية برغم الاحتياجات التمويلية الكبيرة. لايمكن لاي مراقب ان يتصور نموا سكانيا غير عادي للعاصمة مع استمرار استخدام سيارات الخصوصي او الحافلات المتوسطة التي تجوب الشوارع في زحام مقلق، وان محدودية توسيع الشوارع وفي بعض المناطق شبه مستحيلة تصبح الحلول الابداعية والنوعية هي الخيار، وهذا ما يطرحه الامين، وهذا الطرح مطبق في عواصم كثيرة في الشرق والغرب، كما ان ربط المدن الرئيسة بالعاصمة بالسكك الحديدية هي الاخرى الحل الامثل لوضع حد لمشكلات نقل الركاب. هناك نمط من النقد هدفه النقد والاحباط، وهذا ما نراه بين الحين والاخر، والاصعب من ذلك ان من ينتقد ويوجه سهامه ليس من اصحاب الاختصاص، لذلك لابد من الاعتراف ان تخطيط المدن بمكوناتها الرئيسية من نقل الركاب والشوارع وخطوط نقل المياه وتصريف المياه العادمة ومياه الامطار تخطط بحد ادنى لـ 50 عاما تمتد الى مئة عام، لذلك التخطيط الاستراتيجي للعاصمة بالضرورة ان يراعي ذلك...وما نلمسه من كلمات امين العاصمة ينطبق عليه مأثور القول في التاريخ العربي.. اعط القوس باريها، وتقال مجازا في الأمور العامّة، أي فوّض شغلك إلى من يتقنه.
الدستور
الدستور