jo24_banner
jo24_banner

لا تَتَفَوّقْ أيّها العربيّ !

أ.د.همام غصيب
جو 24 : - لا; لا تتفوّقْ إلاّ بقَدْر! وإلاّ ستتكالبُ عليك الطّعناتُ النّجلاء من كلّ حَدْبٍ وصوْب; ستنهشُك عقاربُ الأقْربين قبْلَ الأبْعدين.

- لا; لا تتفوّقْ! وإلاّ ستُهمّش. لنْ يُلمّعوك أو يُروّجوك; فالتّلميع والتّرويج من نَصيب المتهافِتين, أصحابِ العَلاقاتِ العامّة والعَلاقاتِ المريبة.

- لا; لا تتفوّقْ! لا تتعمّقْ! لا تتجاوز "المتوسّط"! لا تَتَطلّعْ إلى الذّرى! وإلاّ ستُحَطّمُ وتُهشّم.

- تستّرْ على تفوّقك بالكتمان أو شِبْهِ الكتمان; حتّى تأمنَ شرّ القنّاصين والصّيّادين.

- غيْرُ مَسْموحٍ لك أنْ تُناطحَ السّحاب, أو تُغازلَ العُلى. فمثلك له سقفٌ متواضعٌ من الإنجاز; وإلاّ سيُؤدّبُ بالسّوْطِ والعصا والنّار.

- التّفوّقُ خطيرٌ أيّها العربيّ! ذلك أنّك إذا ذُقْتَه, فقد يتحوّلُ إلى نِقمة; أو قد تُمسي أنتَ دُميةً لدى مُحرّكي الدّمى!

- التّفوّقُ الحقّ معناهُ الانقطاعُ إلى علمِك أو فَنّك. وهذا قد يُلقي بك في غياهب الدّسّ ومهاوي الوشاية. سيجعلك نهبًا للطامعين المختلسين الذين يَسطُون على شهْد النّحل, ويتباهوْن به كأنّه نِتاجُهم!

- التّفوّقُ غايةُ المنى. لكنّ قَدَرَنا أنْ نقتصدَ فيه; حتّى لا نخسرَ كلّ شيء!

- حتّى الأمّةُ لنْ تَسْلمَ من عاديات الزّمان, ومن تجبّر الطّغاة, إنْ طمَحَتْ إلى التّفوّق والاستقلاليّة! عندئذٍ لنْ يتركوها إلاّ حُطامًا ورُكامًا!

- ذلك أنّ الزّمانَ ليس زمانَنا. فلنصبرْ على الضّيْم, ولنتجمّلْ بالصّبر; حتّى تحلّ دوْرتُنا ثانية!

- المهمّ أنْ لا تتراجعَ, وأنْ لا تيأس! اتقنْ عملك حتّى يبقى مُتحدّيًا الزّمان! سيعودُ إليه النّاس في زمان أبهى وأجمل. سيترحّمون عليك, وسيُعطونك بعضَ حقّك حين يكونُ الجسدُ قد أمسى تُرابا في تُراب!
العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير