مدنيو سوريا بين نيران الأرض والسماء!
حلمي الأسمر
جو 24 : حسب توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد قوات التحالف إلى 169 بينهم 42 طفلاً و30 امرأة، ووثقت الشبكة حادثة قصف قرية بير محلي في ريف حلب ومقتل 64 مدنياً! تقع قرية بئر محلي جنوبي شرقي بلدة صرين، وتبعد عن صرين قرابة 10 كلم، كما تبعد عن مدينة عين العرب «كوباني» نحو 35 كم، تُعد القرية من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وتشهد القرية نزاعاً عليها من قبل قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم داعش، يبلغ عدد سكانها قرابة 1000 نسمة، أغلب المنازل فيها مبنية من الطين، يعمل سكانها بالزراعة وصيد الأسماك من نهر الفرات، يوم الجمعة 1/ أيار/ 2015 شن طيران التحالف قرابة الساعة 12 ليلاً، ست غارات جوية متتالية مستخدماً في بعض الغارات أكثر من صاروخ على قرية بئر محلي التابعة لبلدة صرين في ريف حلب الشرقي، وأفاد عدد من أهالي القرية أن ما لا يقل عن 9 صواريخ قد قصفت قريتهم، على مدى نصف ساعة تقريباً، وبحسب الأهالي فإن القرية لا تحتوي مقرات عسكرية بل مقاتلين يتبعون لتنظيم داعش. تمكن فريق توثيق الضحايا من تسجيل مقتل 64 شخصاً كلهم من المدنيين، بينهم 31 طفلاً، و19 سيدة، تم توثيقهم بالاسم الثلاثي والعمر، كما أصيب قرابة 30 آخرين بينهم أطفال ونساء، إضافة لهذا، تسبب القصف بتهدم عدد كبير من المنازل على رؤوس سكانها وسوي بعضها بالأرض، علما بأن هذه هي الحصيلة الأولية، بسبب صعوبة التواصل وانقطاع الاتصالات من فترة إلى أخرى، ونظراً لأن معظم أهالي القرية غادروها بعد وقوع المجزرة، ومازال هناك مفقودون يتم البحث عن جثثهم! هذا مجرد مقطع عرضي سريع للحالة التي يعيشها المدنيون في سوريا، والواقعين بين أكثر من فك لأكثر من كماشة، فهم تحت نيران «التحالف» من جهة، التي تصلهم من السماء، فيما تتفجر الأرض أيضا عن نيران الفصائل والتنظيمات المتصارعة للسيطرة هنا وهناك، ناهيك عن نيران النظام وبراميله المتفجرة، وقناصته ومدفعيته! يقول فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «لقد أصدرنا العديد من التقارير التي توثق استهداف المدنيين من قبل قوات التحالف الدولي، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتفادي ذلك إلا أن الحادثة الأخيرة تظهر استهتاراً واضحاً بأرواح المدنيين الأبرياء، يجب محاسبة المتورطين في ذلك، هذا سيرسل رسالة واضحة لبقية زملائهم وقادتهم»! رسائل من هذا النوع لا تصل عادة، فالقصف أعمى، والنار لا تختار «ضحاياها» وداعش ومقاتلوها المنتشرون وسط بيوت المدنيين لا يعنيهم أرواح الناس، شأنهم شأن قوات التحالف وقوات النظام! هذه مجرد صرخة، نطلقها في الفضاء، لعلها تصيب قلبا حيا، يشعر بعمق المأساة التي يعيشها أخوتنا في سوريا!
الدستور
الدستور