مرسيدس ...حياكم الله

جو 24 : أعلنت صناعة السيارات العالمية « مرسيدس « ديملر الانسحاب من السوق المصرية وتمثل ذلك بالانسحاب من الشركة المصرية الالمانية للسيارات (إجا) بما يمهد اغلاق مصانعها خلال الشهر الحالي، بعد عقدين من العمل في اكبر سوق عربي، والسبب في ذلك انخفاض الجدوى الاقتصادية بعد سلسلة تخفيضات للرسوم الجمركية اتخذتها الحكومة المصرية على السيارات الاوروبية تنفيذا لاتفاقيات الشراكة المتوسطية، وتساهم التخفيضات الجمركية التي تبلغ الصفر في العام 2020 في تفضيل المستهلكين في الاسواق المصرية للسيارات المصنعة في بلد المنشأ ( اوروبا). قرار شركة مرسيدس جاء بعد دراسات معمقة، وبعيدا عن اي انفعال، فالمستثمرون يختارون الفرص المناسبة لاغتنامها، وفي حال ضعف الجدوى الانية و/او المستقبلية يسارعون الى تصفية اعمالهم والبحث عن فرص بديلة في اسواق جديدة، وهذا منطقي فالعائد على الاستثمار، والاستقرار السياسي والاقتصادي والنقدي وبيئة الاستثمار الصديقة الامنة، كلها مجتمعة قادرة على استقطاب الاستثمارات الاجنبية لاسيما النوعية منها التي توفر عمل جديدة، وتولد عملات صعبة، وتُسّرع نقل التكنولوجيا وتوطينها. البعض يعتقد انه هناك ربما اسباب غير اقتصادية لقرار مرسيدس العالمية للرحيل عن مصر، بخاصة وان الشركة المصرية الالمانية للسيارات (إجا) عززت مبيعاتها وارتفعت الى 4000 سيارة خلال العام الماضي بمعدل نمو قدره 33% بالمقارنة مع العام 2013، الا ان دراسات الشركة ترى ان التوسع لن يكون سهلا بسبب السياسات الجمركية خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي هذا السياق ..يعد الاردن حاضنة للاستثمارات من كافة النواحي والمعايير، جغرافيا يتوسط موقعا حيويا، وقريبا من اسواق متعطشة للسيارات الفارهة، وتستطيع الجهات المعنية بتسويق الاردن للاستثمارات النوعية، متابعة هذا الملف مع شركة مرسيدس وتشجيعها للاستثمار في الاردن، وتقديم حوافز اضافية، وفي هذا السياق فأن شركة آبار الاماراتية اكبر مستثمر في شركة ديملر وتمتلك 9.1%، والكويت في المرتبة الثانية في رأس مال الشركة الالمانية، وتجارب المستثمرين الكويتيين والاماراتيين في الاردن جيدة وهي مؤثرة ومحل تقدير متبادل، وان استقطاب مشروع من هذا النوع في الاردن يؤسس لصناعات متطور للسيارات الفارهة والشاحنات والحافلات، كما يمكن للشركة التي تمتلك صناعات كرايسلر وجيب للسيارات اعتماد الاردن ليشكل مركزا اقليميا لصناعات السيارات والتصدير السهل الى اسواق واعدة بفرص البيع فيها في مقدمتها العراق وسوريا لاحقا ولبنان والسعودية والخليج العربي. الترويج للاستثمارات الاجنبية النوعية امر حيوي ويحتاج الى تواصل مع المستثمرين الالمان والمساهمين الرئيسيين في شركة ديلمر، وتقديم تسهيلات مغرية لهم بما يُمكن ان تفتح السوق الاردني بحيث يشكل قاطرة مهمة لاستثمارات اخرى وهذا المطلوب... ولعملاق صناعة السيارات العالمي...مرسيدس حياكم الله.

الدستور