نحو أجندة جديدة لتمكين الشباب الأردني
يؤكد الخبراء أن تمكين الشباب يعني " التحكم في شروط الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية و الثقافية " والتي من شأنها أن تساهم في مضاعفة قدرات الشباب على تحقيق ذواتهم. كما يشمل التمكين عملية توعية الشباب بهذه الظروف وبطبيعة حقوقهم وتنمية الشعور بالملكية والقيادة للأعمال التنموية التي تمس الشباب والمجتمع، وبما يجعلها أكثر استجابة وتلائما مع احتياجات ومصالح الشباب.
لقد أكدت ورقة اعدت بدعم صندوق الامم المتحدة للسكان حول أثر الربيع العربي على سياسات واستراتيجيات وخطط تمكين الشباب العربي، أن الربيع العربي بذاته مثل عملية تمكين للشباب من خلال تفجير الطاقات الحية الموجودة لدى الشباب ومن خلال قيادة عملية التغيير في بلدانهم. لقد كسر الشباب العربي حاجز الخوف والصم، وهو الأمر الذي سيظهر من خلال الرغبة العالية بالمشاركة السياسية للشباب كأعلى أشكال المشاركة المنظمة للشباب.
والربيع العربي ما زال عملية جارية ولم تترسخ نتائجها على الأرض بعد، كما أنها عملية لها خصوصية قطرية وأن كان بينها الكثير من المشترك على الصعيد القومي العربي.
وبالتالي مطلوب اردنيا، تجسيد حي للأهمية الكبيرة التي تولى لموضوع تمكين الشباب وصقل مهاراتهم وتحسين مساهمتهم الاقتصادية، وذلك لدفع عجلة التنمية في المملكة وتحسين ظروف ومستوى معيشة المواطنين.
إن الحديث عن تمكين الشباب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنمية قطاع المشاريع الصغيرة في الأردن، والتي تمثل 98.5 % من إجمالي المؤسسات العاملة، وتوظف حوالي 06 % من القوى العاملة، وتساهم بما نسبته 50% من الناتج المحلي الإجمالي وتعتبر من القوى المحركة الرئيسة لنمو الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل، وفرص الاستثمار والصادرات.
وعلى الرغم من ذلك فإن الإمكانيات والفرص التي يمكن أن يقدمها هذا القطاع لم تستغل بالشكل الكامل، الأمر الذي يتطلب من الجميع، وخاصة الشباب، اغتنام الفرص التي يوفرها هذا القطاع واكتساب المهارات اللازمة ليصبحوا أعضاء فاعلين في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأقصى الإمكانيات المتاحة لتوفير الدعم المطلوب للشباب هو من خلال توفير البرامج والمشاريع الإنمائية المختلفة الهادفة إلى تحسين دخولهم وخلق فرص العمل الملائمة لهم.
وانطلاقاً من الإيمان بأن الإنسان الأردني هو إنسان مبدع، ولديه القدرة على تحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية إذا ما تم تزويده بالأدوات والإمكانيات اللازمة لذلك، نؤكد أهمية تبني "تمكين الشباب" فلسفة وأسلوب عمل والتعاون بين كافة الجهات الرسمية والخاصة على تكريس هذا النهج وترجمته عملياً من خلال صياغة " أجندة جديدة " لتمكين الشباب الأردني.
اختتم بالإشارة الى اهمية العمل على تغيير السياق الذي يعيش فيه الشباب الاردني وبما يمكنهم من المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، خاصة وأن الشباب الأردني يمثل الغالبية في المجتمع والذي يوصف بأنه "مجتمع فتي"، خاصة أن متطلبات ومخرجات الربيع العربي من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية تمثل الاطار الذي يمكن فيه لأي عملية تمكين أن تنج (كما أكدت الورقة).