غزة المنسية.. والاحتلال الفلسطيني!
حلمي الأسمر
جو 24 : من يتذكر غزة، وما آلت إليها الحال فيها، بعد كل ما مر بها من أهوال؟ أصدقاؤنا الذين نتواصل معهم من هناك عبر الفيسبوك، ينقلون لنا وضعا مأساويا، ولا نملك إل أن نتعاطف معهم، وأحيانا نبكي على بكائهم! من أشد الكوارث التي تعاني منها غزة، معبر رفح، الذي تواصل السلطات المصرية إغلاقه بشكل كامل منذ عامين باستثناء فتحه لأيام بشكل استثنائي حيث لم يفتح خلال العام الجاري سوى خمسة أيام! قصة معبر رفح تظهر أن حصار غزة ليس مصريا فقط، بل يسهم فيه بشكل «فاعل» الأشقاء في سلطة رام الله، أما إسرائيل فليس لها مصلحة في الحصار الكامل، لأنها تعلم أن إغلاق كل المعابر المؤدية لغزة تعني أن «طنجرة الضغط» قد تنفجر، لهذا فهي أقل المحاصِرِين تشددا، وكل يوم ينكشف الدور الذي تقوم به السلطة في رام الله، المفترض أنها سلطة لكل الفلسطينيين، في زيادة معاناة «رعاياها» في غزة! ومن هذا، ما تحدثت به «مصادر فلسطينية» أخيرا، ومفاده أن مصر اشترطت عودة حرس الرئيس إلى معبر رفح من أجل فتحه، وعدم تواجد لحركة حماس فيه، والعمل باتفاقية المعابر لعام 2005 التي تنص على وجود مراقبين أوروبيين في المعبر من اجل فتح المعبر، للإيهام أن حركة حماس هي متواطئة في إحكام الحصار، والحقيقة أن مصر لا تفتح معبر رفح بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، وأن ما يتم ترديده أو تسويقه أن مصر تغلقه بسبب رغبتها بتواجد حرس الرئيس فيه، هو محاولة لتحميل حماس ذنب معاناة المواطن بغزة، وهنا، نستذكر ما أفادت به مصادر فلسطينية «أخرى» فمثلا، الاحتلال الإسرائيلي وافق على سفر الطلاب من حاجز بيت حانون ومنه للأردن، فلماذا لم يدخل هذا القرار حيز التنفيذ؟ السبب، كما تقول، «الصراع الدائر بين السفير الفلسطيني في الأردن (عطا لله خيري) ووزارة الشؤون المدنية، بخصوص من ينسق مع الاحتلال بالخصوص» وتقول أيضا أن السلطة الفلسطينية توجهت لمصر تسأل عن كيفية عمل المعبر حال تسلمته السلطة، فكانت الإجابة، سيكون نفس الوضع فتحه يومين أو ثلاثة كل شهرين، بسبب الوضع في سيناء، يعني لا تغيير على الوضع القائم، ويبدو وفق المصادر أيضا، أن «هناك طرفا ثالثا يدخل في قضية المعابر وهو محمد دحلان ، والصراع الخفي بينه وبين عباس على كل شيء وأولها المعابر، وهذا ما يفسر مماطلة السلطة في تنفيذ ثلاثة توافقات بخصوص عمل المعابر مع د. زياد أبو عمرو(نائب رئيس حكومة الوفاق)، آخرها ورقة التفاهم التي شهدت عليها الفصائل الفلسطينية «.والحقيقة كما تقول هذه المصادر، إن «السلطة تماطل في كل شيء، رواتب الموظفين، المعابر، رفع الحصار، إعادة الإعمار، حل مشكلة الكهرباء، إمعانا في إذلال أهل غزة، وعقابها على أنها فكرت ذات يوم باختيار المقاومة خيارًا لتحرير فلسطين».!! كلام المصادر الفلسطينية، سواء من الفريق «أ» أو «ب» تكشف عمق الكارثة التي يعيشها كل أهل فلسطين، وليس أهل غزة فقط، فثمة طبقة من «الحُكام!» الرابضين على صدرهم، لا يتقنون بشكل جيد ومهني ومهين أيضا، إلا التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، حفاظا على وضعهم وامتيازاتهم، أما فلسطين وأهلها، فتكاد لا تعنيهم بشيء، وهم لا يقلون بهذا «إبداعا» عن بقية رموز النظام العربي الرسمي، الذين يجتهدون في الحفاظ على مصالحهم الذاتية أولا وثانيا وعاشرا، ثم تأتي مصلحة شعوبهم، فلسطين ليست محتلة من اليهود اليهود، بل من اليهود العرب أيضا، فلسطينيين وغير فلسطينيين، للتوضيح فقط!