jo24_banner
jo24_banner

كيف سترد القيادة الفلسطينية على حكومة نتنياهو العنصرية؟

ياسر الزعاترة
جو 24 : ذا السؤال، ليس سؤال المليون، ولا حتى سؤال العشرة دولارات، والسبب أن الجواب معروف. نقول ذلك وكلنا قهر وأسف وأسى، ونتمنى لو كان هناك جواب آخر. مع الإعلان عن تشكيل الحكومة اليمينية الجديدة بقيادة نتنياهو، تم الإعلان عن بناء 900 وحدة استيطانية جديدة في القدس، وهي مجرد فاتحة لمزيد من الاستيطان والتهويد لإرضاء شهية اليمين المتطرف، والذي لا يبدو نتنياهو سوى جزء منه، حتى لو حاول تقديم نفسه بصيغة أخرى (بين بين). ومع ذلك لم يتردد أوباما الذي يعوّل عليه بعض الفلسطينيين في الاتصال بنتنياهو مهنئا بتشكيل الحكومة الجديدة، ما يعطي رسالة واضحة بأن واشنطن لن تصطدم بالحكومة الإسرائيلية أيا تكن طبيعتها، وهي تترك لها شأن تقرير السياسات الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين؛ من دون أن يعدم الأمر بعض الانتقادات العابرة. نكتب عن هذا الأمر من باب مواكبة الحدث لا غير، وإلا فأي جديد سنضيفه، وبماذا ستختلف الحكومة الحالية عن السابقة، وماذا لو تشكلت الحكومة من أي نوع من الائتلافات الأخرى؟ هل سيتغير المشهد؟! الجواب معروف. أعني فيما يتعلق بمسيرة التسوية مع الشعب الفلسطيني، أو مع القيادة الفلسطينية بتعبير أدق، لأن الشعب ليس في وارد التنازل عن أي شبر من فلسطين، فضلا عن أن يتبرع بأجزاء أخرى من الأراضي المحتلة عام 67. منذ صيف العام 2000، جرّب الفلسطينيون كل أشكال الحكومات في الكيان الصهيوني، وخاضوا معها جميعا جولات من المفاوضات؛ من حكومة باراك يومها، إلى حكومة أولمرت التي قدم لها عباس تنازلات رهيبة فضحتها وثائق التفاوض؛ دون جدوى، وحتى نتنياهو، وفي كل الأحوال لم يحصلوا سوى على عروض سخيفة، إلى جانب تصعيد في مسيرة التهويد والاستيطان، لكن ذلك كله لم يغير قيد أنملة في برنامج محمود عباس القائم على التعاون الأمني ورفض المقاومة، مع التعويل على الضغط الدولي أو المؤسسات الدولية. قبل سنوات كنا نسمع مواويل حرد من عباس، وتلويحات بالاستقالة في حال الفشل، لكن ذلك لم يعد موجودا الآن، فالرجل ومن حوله يستمتعون بالوضع الراهن، إذ لا ينقصهم من طقوس الدولة أي شيء، ربما باستثناء الاتصال بضابط إسرائيلي برتبة رائد في “بيت إيل” كلما أراد الرئيس أن يسافر أو يعود (بتصريح صائب عريقات)، وهي قصة اعتادوا عليها، ولم تعد مهمة إلى حد كبير، لا سيما أن كثيرين منهم يستمتعون ببطاقات ال “في آي بي”، ولا تجري “بهدلتهم” كثيرا على الحواجز. لا جديد يمكن توقعه من عباس ردا على نتنياهو، بل إننا لن نستغرب لو سمعنا أنه أعلن الموافقة على عودة غير مشروطة للمفاوضات، حتى من دون الشرط السابق (تجميد الاستيطان)، لا سيما أنه في حاجة إلى رحلة أوهام جديدة يهدئ من خلالها الموقف الشعبي في الداخل، والذي يميل نحو تفجير انتفاضة لولا إطفائيات السلطة التي يتزعمها، والتي تعمل بكل قوة، ولولا مسلسل رهيب من الاعتقالات رفع رقم الأسرى فوق 6500 رغم ما يستمتع به الاحتلال من أمن منذ مجيء عباس إلى السلطة قبل 11 عاما!! قلنا وسنظل نقول إنه لن يتغير بعد الثمانين، ما يعني أن القضية معه في تيه مقيم لن تغادره ما بقي هنا، وما لم يأخذ الشعب زمام المبادرة ويفجّر انتفاضته التي ينبغي أن تهيل التراب على رحلة التيه التي طالت مع هذا الرجل، ومع حشر حماس في قطاع غزة واستهدافها في الضفة الغربية، ومن العبث أن يتحدث البعض عن انتخابات جديدة لسلطة صُممت لخدمة الاحتلال، ولن يُسمح لها بأن تغير طريقها، وإذا فعلت كما حدث بعد قمة كامب ديفيد عام 2000، فالنتيجة معروفة. القضية في تيه مع هذا الرجل، ومنظمة التحرير وحركة فتح أيضا، والمصيبة أن يجد من بين الفلسطينيين منْ يطبل له ولمساره، بروحية القبيلة الحزبية التي تتذكر الفصيل وتنسى الوطن والقضية، لكن انتفاضة الشعب هي وحدها الكفيلة بتغيير المسار وإعادة القضية إلى سكتها الصحيحة، والأمل أن لا يطول الانتظار.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير