الوجه مرآة صحة الجسد
الجسد يمتلك ذكاء فريدا من نوعه، ويجد طريقة لينبه العقل أن هنالك خطبا ما في الجسد، ويحتاج الأمر إلى التدخل والمساعدة، وعدم فهم لغة الجسد يجعل من الصعب على المرء أن يدرك ما أصابه من مرض أو تعب ما. وفي الطب الشرقي يجلس المعالج مع المريض، ويقرأ ما هو مكتوب من خلال الوجه واللسان والعينين والجلد والنبض وكلها بالنسبة له علامات تؤكد وجود علة ما في عضو ما داخل الجسد.
التشخيص البصري هو أداة قديمة استخدمها المعالجون التقليديون، لاكتشاف نقاط القوة والضعف والصحة داخل الجسم.
وبمجرد أن يعي المعالج ما يحدث داخل جسم المريض، يستطيع أن يشخص المرض أو يمنع حدوث مرض ما أو يوقفه من أن يستفحل. والوعي بالجسد هو مفتاح معرفة ما يلزمه من نظام غذائي وتغيير في نمط الحياة، للحصول على صحة جيدة للاستمتاع بالحياة.
وفي التشخيص الشرقي للصحة والجسد، فإن كل عضو في الجسم مرتبط بالآخر، ويربطها انسياب طاقة الحياة داخل الجسد في دورة واحدة مستمرة.
وهذه الطاقة التي تعرف باليابانية (كي) وبالصينية (تشي) وبالهندية (برانا)، وتنساب خلال الجسد من خلال مسارات تدعي (مريديانز) مرتبطة في كل عضو في الجسد؛ الكبد، المرارة، القلب، الأمعاء الدقيقة، المعدة الطحال البنكرياس، الرئة، الأمعاء الغليظة، الكلى، والمثانة.
ولأن الوجه هو أكثر الأماكن المكشوفة في الجسد، فهو يشي بما يحدث داخل أنظمة الجسد، ويزودنا برؤية ثاقبة ودقيقة لما قد يحدث من تغييرات فيها. ووفق التشخيص الشرقي، فإن كل منطقة في الوجه تعتبر المراسل لإحدى الأعضاء الداخلية في الجسد، وتزود المعالج بالمعلومات اللازمة ليمكنه من معرفة ما إذا كان عمل تلك الأعضاء جيدا أم لا.
فعلى سبيل المثال الفم يعتبر مدخل الجهاز الهضمي، والأنف مدخل الجهاز التنفسي، والعيون مرتبطة بالعصب البصري والمخ والجهاز العصبي، والأذن هي مدخل النظام السمعي.
ولتحليل الأمر، بحسب التشخيص الشرقي، فإن الخدين يمثلان الرئتين وحالتهما، أطراف الأنف تمثل الشعب الهوائية في الرئتين، أما الجزء الأوسط من الأنف فيمثل المعدة، والجزء العلوي من الأنف هو البنكرياس.
المنطقة تحت العينين تعكس الكليتين، والمنطقة بين الحاجبين تظهر حالة الكبد. طرفا العينين يمثلان الطحال، أما الجبين فيمثل الأمعاء الدقيقة، وأما جانبا الجبين فيمثلان الأمعاء الغليظة، أما الجبهة العلوية فتعكس وضع المثانة الصحي، والأذن تعكس وظائف الكلى، أما الفم فيعكس حالة الجهاز الهضمي بأكمله، والمنطقة المحيطة بالفم تعكس حالة الأعضاء التناسلية.
ويمكن للمرء أن يطبق هذه المبادئ التوجيهية للصحة الشخصية بكل سهولة، فالنساء اللواتي يشعرن بجفاف في الشفة السفلية من الفم، فهذا يشير إلى أن موعد الدورة اقترب، أو أن هنالك تقلبات هرمونية تمر بها السيدة.
والتهابات اللثة والأسنان تشير إلى أن هنالك خطبا ما في الأمعاء، وأغلب مشاكل الأمعاء تحل بسهولة باتباع نظام غذائي خاص وصحي يسمح للأجهزة بإزالة السموم بشكل طبيعي. وانتفاخ طرف الأنف يعني أن قلب المرء، يجاهد ضد مرض تصلب الشرايين.
في حين أن الانتفاخ تحت العينين يعني أن الكليتين لا تعملان بشكل جيد، بسبب تناول الأطعمة الدسمة والمالحة، التي تسبب احتباس الماء داخل الجسد.
أما ظهور تجاعيد بين الحاجبين، فيشير إلى أن الكبد يجاهد ويتعب من أجل أن يلبي احتياجات جسدك من طريقة أسلوب حياتك، وعليك أن تنظم حياتك وتريح الكبد. كما أن اصفرار بياض العينين أيضا يعني أن المرء قد يكون مصابا باليرقان.
وهذا يعني أن حالتك الصحية موضحة أمام ناظريك، وفي كل صباح عندما تنظر إلى المرآة، دقق في وجهك، لأنه لن يكذب أبدا. فالوجه يدلل على أن هنالك مسارا من مسارات الطاقة في الجسد مغلق وبحاجة إلى تنظيف، لأن بقاءه مغلقا يعني أن هنالك فرصة لنصاب بمرض ما في أي من أعضاء الجسد الداخلية.
ووفق التشخيص الشرقي المعتمد على التشخيص البصري، فإن كل احمرار وكل ندبة وتلون في بشرة الوجه يعني أن هنالك مشكلة أعمق تحتاج إلى حل، لذا على المرء أن يعي جسده ويستمع إليه، لأنه سيخبره بأن هنالك خطبا في حال حدوثه على نحو فوري، والتصرف السريع قد يحمي الكثير من الأرواح ويمنع حدوث الأمراض. (الغد)