jo24_banner
jo24_banner

ملاك السلام وشياطين الحرب!

حلمي الأسمر
جو 24 : خلع البابا فرنسيس على «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس، لقب «ملاك للسلام»، ومنحه قلادة ترمز إلى «ملاك السلام» ، قائلا «إن من المناسب (إهدائك هذه القلادة) لأنك ملاك للسلام». الفاتيكان كان اعترف رسميا قبل أيام بالدولة الفلسطينية، ومن المنتظر أن يوقع الطرفان معاهدة بهذا الخصوص! لا اعتراض على هذه «البركة» التي يمنحها البابا للرئيس، بلا رئاسة، ولا أرض، ولا سلطة، ولا اعتراض على اعترافه بدولة غير موجودة إلا على الورق، فالدولة الفلسطينية قائمة في نفوس أصحابها، ولم تزل تقيم في وجدانهم، ولم تمت في أي لحظة كانت، وإحياؤهم ذكرى نكبتهم ونكستهم، تعبير لا تخطئه العين والقلب، أن فلسطين لم تمت، ولن تموت، بل سأجازف بالقول، أن من بدأ بالموت التدرجي والتآكل، تلك الفكرة الصهيونية التي قامت على أساسها مملكة إسرائيل الثالثة، ومن يحفر جيدا في التغيرات التي بدأت تضرب هذه المملكة في عمق بنيتها، يدرك أنها تعاني من أعراض الشيخوخة المبكرة منذ سنوات خلت، وتزداد الأعراض ظهورا، واستفحالا كل عام، وأن مخزون القوة الهائلة التي تخزنها كل يوم، لن يزيد في عمرها، فهي كمن يحارب جيشا من النمل العنيد المنتشر في جميع أرجاء الجسد، بسلاح رشاش فتاك! عباس رئيس بلا رئاسة فعلية، فقد سمعته غير مرة يقول، أنه بحاجة لإذن الاحتلال المباشر للانتقال من مكان لآخر، يعني لا رئيس ولا دولة ولا ما يحزنون، (للعلم انتهت ولايته دستوريا كرئيس في 9 يناير/ شباط 2009 ) رغم أن عدد من «اعترف» بهذه الدولة الوهمية، يقال أنه يفوق عدد من يعترفون بمملكة إسرائيل، ومع هذا، جعل خياره الوحيد في استخلاص «حقه» وحق شعبه: التفاوض فقط، ولا شيء غيره، وأنا أعلم يقينا أنه يعلم أن هذا الطريق الذي سلكه لن يفضي إلى ما يريد، خاصة بعد ما يزيد عن عقدين من سنين طحن الماء، فما الذي يجعل هذا «الشيخ» الطاعن في الخبرة والسنين، مصرا على الإيمان بما لم يعد يؤمن به أحد؟ عباس، ملاك سلام، وسط غابة من شياطين الحرب، فهو يعيش على أسنة حراب الاحتلال، الذي لم يكد يبقي قطعة أرض فلسطينية صالحة للحياة الحقيقية، فماذا تفيده هذه «الملائكية» وعدوه وعدونا يزداد كل يوم توحشا ويمينية وتطرفا وجنونا وشيطنة؟ يقول أنه لا خيار أمامه غير هذا، ونحن نقول، وهو يعرف قبلنا، أن ثمة خيارات كثيرة، ولكنه لا يريد، أو هو خائف من «تردي» الحال أكثر، فهل ثمة تردٍّ أكثر مما تردى إليه الحال؟ أذكر، من أقوال «ملاك السلام» المأثورة لرجال مخابراته: وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحد حامل صاروخ يضربه يقتله يطخه منيح هيك آه منيح يا فخامة الرئيس، رغم أن تلك الصواريخ «الخردة» كما وصفتها، هي ما أبقت عليك «رئيسا» حتى الآن، ولولاها لما كان ثمة «سلطة» أصلا، فتلك الصواريخ هي من تعطيك «أهمية» عندهم، ولو لم تكن تلك الصواريخ، لما كنت! يا ملاك السلام، إن لم تشأ أن تواجه شياطين الحرب الملعونين، فهذا شأنك، ولكن أترك من يريد أن يستنقذ لك حقك وحق شعبك يعمل، وكف أيدي «شياطينك» عنهم! الدستور
تابعو الأردن 24 على google news