jo24_banner
jo24_banner

عندما يغيب المهم عن قائمة الاهتمامات...

خالد الزبيدي
جو 24 : يُقال عندما يغيب المُهم عن قائمة الاهتمامات، تضيع البوصلة ويُفقد الهدى والاتجاه، وهذا ينطبق على حالنا في هذه الايام او بالاحرى المرحلة التي نجتازها بصبر وألم، مؤمنين بالله ومتشبثين بالوطن الذي يستحق منا كل جهد ممكن متيقنين ان غياب الرؤى والضبابية سرعان ما تزول، فالاردن كان على الدوام عصي على الطامعين، وخلال العقود التسعة الماضية مررنا بظروف صعبة وليل حالك الظلمة، وسرعان ما ينجلي الليل ويزول الضباب وتسطع الرؤى، ويخرج الاردن والاردنيون بقيادة ملهمة أصلب عودا وأشد بأسا، وأكثر قدرة على العطاء. هذه المقدمة لا بد من التذكير بها لكل اولئك الذين لا يرون الا صورتهم ولا يسمعون الا صوتهم، ويعتقدون انهم صوت الحق، وان من يقول غير ذلك يقع في المعسكر الاخر، فالقواسم المشتركة واضحة لا جدال فيها، فالامن والامان والاستقرار هو القاعدة الرئيسية التي ينطلق منها النماء والتقدم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، الا ان هناك قضايا مفصلية لابد من التصدي لها وايجاد الحلول الناجعة لها، وبدون ذلك يكون البعض كمن يؤمن بالسحر ولا يتقنه، فالمستثمر المحلي والعربي والاجنبي عندما يختار الاردن للاستثمار يستند اولا الى الاستقرار والامان، وثانيا ولا يقل اهمية وهو تحقيق ارباح معتدلة على استثماراته، وبدون تحقيق الارباح يسارع الى البحث عن مقاصد استثمارية اخرى. وفي خضم حوار معمق بين فعاليات القطاع الخاص ورأس الدولة وكبار المسؤولين، كانت النتائج التي رشحت انها لم تصل الى الشروع في تقديم حلول مبتكرة لعقبات كأداء امام اطلاق مرحلة جديدة من الاستثمارات المحلية، واستقطاب استثمارات عربية واجنبية، ومن اهم العقبات التي تحول دون ذلك، التعقيدات والروتين والبيروقراطية التي تعشعش في جهاز حكومي يقود معظمه مسؤولون من طراز قديم يقدم الشكل على الجوهر، ولا يقدمون حلولا او معالجات لمشكلات متفاقمة منها التأخير والتعطيل، ونسيان المهم وتقديم توافه الامور على غيرها. اما الجوانب العملية المتعلقة بتفاصيل الاستثمارات.. فالسياسات المالية تنشط بمعزل عن الاحتياجات التنموية وفعاليات الاقتصاد الحقيقي، فالتركيز على الضرائب والجباية وإدارة الظهر لاحتياجات المستثمرين، وعدم الالتفات للكلف التي تعد العائق الكبير امام المستثمرين، واحتياجات المواطنين، هو الانحراف بعينه لمسيرة الاقتصاد الوطني، وهذه الحالة مستمرة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وتتسارع بمتوالية هندسية مرعبة. الحديث عن الرخاء والترف الذي يعيشه الاردنيون هو ترف زائف، اذ عندما يستحوذ 5% من المواطنين على 95% من الثروة والرخاء، عندها نجد صورتين متناقضتين علينا رؤيتهما، فالسواد الاعظم من المواطنين يكابدون شظف العيش ويتعففون عن السؤال، وشريحة ضيقة ترسم صورة غير حقيقية لمجتمعنا، فالاردني كان وما زال مضيافا صبورا ينتظر الفرج. الدستور
تابعو الأردن 24 على google news