ماذا بعد هذه الهزائم المتوالية للتحالف الإيراني؟
ياسر الزعاترة
جو 24 : غدا الأحد، يطل الأمين العام لحزب الله من جديد، بعد أسبوع ونيف من إطلالة سابقة تفاخر خلالها بإنجازات حزبه في القلمون، ولا شك أن من الأفضل أن يبادر نصرالله إلى إلغاء الإطلالة الجديدة، ليس فقط لأن من العار أن يواصل السكوت على فضيحة ميشال سماحة التي لن يسعفه معها أي تبرير في ظل ادراك الجميع لحقيقة تواطئه معها، تماما كما تواطأ من قبل مع قضية فايز كرم، أحد قياديي تيار عون الذي نال مقابل عمالة طويلة مع المحتل الصهيوني حكما بالسجن لثلاث سنوات فقط.. ليس لذلك فحسب، بل أيضا لأن أي إنجاز يمكن أن يتحدث عنه في القلمون، لن يكون ذا قيمة حين يتذكر المشاهدون الانتكاسات الكبيرة للحلف الإيراني، ليس في سوريا وحدها، بل في العراق أيضا، وحتى في اليمن، لأن أي إنجاز هنا مهما كان لن يغير في حقيقة النزيف الطويل الذي ينتظر الحوثيين والمخلوع، تماما كما هو حدث مع بشار في سوريا، بل أسوأ تبعا لفرق الدعم الذي ستناله المقاومة في اليمن.
الأهم أن مجرد الحديث عن إنجازات في القلمون، إنما يعكس مزاج هزيمة وليس مزاج انتصار، ذلك أن المعركة هنا هي بين حزب لديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين (مع خبراء وربما ضباط إيرانيين)، ولديه أحدث الأسلحة، وبين مجاميع مسلحة ضعيفة التسليح والتدريب، ما يعني أن المقارنة بائسة من حيث المبدأ. دعك هنا من حقيقة أن حزب الله يحارب في القلمون منذ عام ونصف من دون أن ينجح في حسم المعركة، وهو هذه المرة لن يحسمها، حتى لو أحدث بعض التقدم لبعض الوقت.
الأخبار القادمة من العراق هي الأكثر إزعاجا لنصرالله، ولولي أمره في إيران، وعموم القادة هناك، والذين ينعكس مأزقهم في خطاب هستيري مجنون ضد السعودية، حتى وصل الحال بصحيفة فاينشال تايمز حد السؤال عما إذا كانت شعار الشيطان الأكبر سينتقل إلى السعودية بدل أمريكا، ومن يتابع إعلام التحالف الإيراني ضد السعودية سيلمس عنصرية وطائفية مقيتة، مع قدر من الهستيريا التي تتبدى في النصوص والأكاذيب، وحتى الرسوم الكاريكاتورية!!
في الخطاب الجديد أيضا؛ سيضطر نصرالله إلى تجاهل تلك المعركة الإعلامية الطويلة العريضة التي خاضتها إيران فيما يتعلق بسفينة المساعدات، والتي كانوا يعلنون يوميا أنها لن تفتش، وأن الدمار سيحل بمن سيقترب منها، وفي النهاية لم يكن أمام طهران غير الرضوخ والسماح بتفريغ حمولتها في جيبوتي بإشراف أممي!!
في العراق تحول جيش المالكي إلى عصف مأكول وها هي الصرخات تتوالى من أجل استعادة مدينة الرمادي، فهل سيتجاهل نصرالله ذلك في الخطاب؟!
على أن ما جرى في سوريا يبقى الأهم، ليس بتقدم الثوار في حاجز “المسطومة”، ومناطق أخرى كثيرة، وفشل بشار في تنفيذ وعده بفك حصار مشفى جسر الشغور، وسقوطه بيد الثوار، ولكن الأهم من ذلك كله تقدم تنظيم داعش وسيطرته على تدمر، واقترابه من حمص، ومن ثم وضوح سيطرته على نصف التراب السوري، بحسب المرضد السوري لحقوق الإنسان.
هل يمكن القول بعد ذلك كله، وبعد إدلب وجسر الشغور، إن بشار الأسد سيعود إلى السيطرة على سوريا من جديد؟ لا أعتقد أن عاقلا يمكنه أن يقول ذلك، والنتيجة أنه لم يعد أمام إيران إلا القتال من أجل تحسين شروط التفاوض على العراق واليمن وسوريا، وهو تفاوض من نقطة ضعف وليس من نقطة قوة، لا سيما بعد أن تأكد أن المحور العربي التركي قد أخذ قرار واضحا برد هجمتها وإفشال مشروع توسعها.
قلنا من قبل إن سوريا هي أفغانستان إيران، لكنها أضافت اليمن، وبطائفيتها أشعلت العراق، وأضافت لبنان إلى الجنون الطائفي فحشرت حزب الله في إطار مذهبي ضيق، وأعلنته وكيلا لنشاطات الولي الفقيه الإقليمية، ما جعلها في حالة استنزاف بشع، لن تجد معه غير تجرع كأس السم بعد وقت من الصعب الجزم بمداه، مع أنه صار بوسعنا القول إن لن يكون طويلا.الدستور
الأهم أن مجرد الحديث عن إنجازات في القلمون، إنما يعكس مزاج هزيمة وليس مزاج انتصار، ذلك أن المعركة هنا هي بين حزب لديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين (مع خبراء وربما ضباط إيرانيين)، ولديه أحدث الأسلحة، وبين مجاميع مسلحة ضعيفة التسليح والتدريب، ما يعني أن المقارنة بائسة من حيث المبدأ. دعك هنا من حقيقة أن حزب الله يحارب في القلمون منذ عام ونصف من دون أن ينجح في حسم المعركة، وهو هذه المرة لن يحسمها، حتى لو أحدث بعض التقدم لبعض الوقت.
الأخبار القادمة من العراق هي الأكثر إزعاجا لنصرالله، ولولي أمره في إيران، وعموم القادة هناك، والذين ينعكس مأزقهم في خطاب هستيري مجنون ضد السعودية، حتى وصل الحال بصحيفة فاينشال تايمز حد السؤال عما إذا كانت شعار الشيطان الأكبر سينتقل إلى السعودية بدل أمريكا، ومن يتابع إعلام التحالف الإيراني ضد السعودية سيلمس عنصرية وطائفية مقيتة، مع قدر من الهستيريا التي تتبدى في النصوص والأكاذيب، وحتى الرسوم الكاريكاتورية!!
في الخطاب الجديد أيضا؛ سيضطر نصرالله إلى تجاهل تلك المعركة الإعلامية الطويلة العريضة التي خاضتها إيران فيما يتعلق بسفينة المساعدات، والتي كانوا يعلنون يوميا أنها لن تفتش، وأن الدمار سيحل بمن سيقترب منها، وفي النهاية لم يكن أمام طهران غير الرضوخ والسماح بتفريغ حمولتها في جيبوتي بإشراف أممي!!
في العراق تحول جيش المالكي إلى عصف مأكول وها هي الصرخات تتوالى من أجل استعادة مدينة الرمادي، فهل سيتجاهل نصرالله ذلك في الخطاب؟!
على أن ما جرى في سوريا يبقى الأهم، ليس بتقدم الثوار في حاجز “المسطومة”، ومناطق أخرى كثيرة، وفشل بشار في تنفيذ وعده بفك حصار مشفى جسر الشغور، وسقوطه بيد الثوار، ولكن الأهم من ذلك كله تقدم تنظيم داعش وسيطرته على تدمر، واقترابه من حمص، ومن ثم وضوح سيطرته على نصف التراب السوري، بحسب المرضد السوري لحقوق الإنسان.
هل يمكن القول بعد ذلك كله، وبعد إدلب وجسر الشغور، إن بشار الأسد سيعود إلى السيطرة على سوريا من جديد؟ لا أعتقد أن عاقلا يمكنه أن يقول ذلك، والنتيجة أنه لم يعد أمام إيران إلا القتال من أجل تحسين شروط التفاوض على العراق واليمن وسوريا، وهو تفاوض من نقطة ضعف وليس من نقطة قوة، لا سيما بعد أن تأكد أن المحور العربي التركي قد أخذ قرار واضحا برد هجمتها وإفشال مشروع توسعها.
قلنا من قبل إن سوريا هي أفغانستان إيران، لكنها أضافت اليمن، وبطائفيتها أشعلت العراق، وأضافت لبنان إلى الجنون الطائفي فحشرت حزب الله في إطار مذهبي ضيق، وأعلنته وكيلا لنشاطات الولي الفقيه الإقليمية، ما جعلها في حالة استنزاف بشع، لن تجد معه غير تجرع كأس السم بعد وقت من الصعب الجزم بمداه، مع أنه صار بوسعنا القول إن لن يكون طويلا.الدستور