jo24_banner
jo24_banner

من يمول داعش ومن يدعمها لوجستياً ؟!

خالد الزبيدي
جو 24 : من حق عامة الناس قبل النخب والخبراء أن يعرفوا من يمول الإرهابي ( داعش )، ومن يقدم لها الدعم اللوجستي والمعلومات للافلات من الهجمات في العراق وسورية، وهل يعقل أن كل الاقمار الاصطناعية وطائرات المراقبة والرصد التي تلاحق سيارة بعينها بين الجبال في عدة دول من اليمن الى افغانستان والباكستان، لاتستطيع رصد 400 مركبة محمَّلة بالاسلحة والمجرمين يدمرون ويقتلون بالمئات في مناطق متفرقة في سوريا والعراق، ومئات المركبات التي تصل الى الارهاب من دول حدودية لشمال سورية دون ان ترصد؟!

وماهي البنوك التي فتحت لها اعتمادات مستندية لاستيرادها بعشرات الملايين من الدولارات، ومن هي الدولة -أو الدول- التي تمول هذا الجهد العدواني الذي يحرق الارض والانسان باسم الحرية والتغيير؟!

يقينا ان الدعم البشري والمادي للارهاب الدولي الجديد المسمَّى بـ «داعش» مسكوت عنه من الكبار وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية وإن أعلنت غير ذلك، فالجهود الميدانية تؤكد حيادية تدخل قوات التحالف الدولي وطلعاته الجوية المسرحية، هذا مع حُسن النية، والأغلب ان هناك مخططا عدوانيا غربيا هدفه إهراق الاموال والمقدرات المادية لدول الفائض المالي على شكل صفقات السلاح والعتاد بمئات المليارات من الدولارات سنويا، وتدمير الجهود التنموية في المنطقة خاصة أهم واقوى دولتين مادياً وبشرياً وعسكرياً وهما: العراق وسورية، ويبدوا أن إغراق المنطقة بالفوضى الخلاقة التي تحولت الى غير خلاقة وغير أخلاقية قد تطال دولا عربية الواحدة تلو الاخرى، والمبررات جاهزة، ومن هذه المبررات الجديدة تصريحات لمسؤول امريكي.. ان الجيش العراقي لا يمتلك عزيمة القتال!.

لماذا تمت عرقلة تحرير الموصل حتى الآن من قبضة داعش الارهابي، وتم التجاوز على هذا الهدف بتمكن الارهاب من الرمادي و تدمر في نفس الوقت؟!

من هي تلك القوة التي تدمر وتحتل مساحة واسعة من سوريا والعراق بـ (بكبات) و(جيبات همر) حديثة بالمئات، ولا تستطيع طائرات التحالف «المتنمِّر»، ودبابات العراق وسورية وقفها؟! وبالعلوم العسكرية من حروب الجيوش الى حروب العصابات، لا يمكن قبول ما نراه ونسمعه.

حروب وغارات داعش الارهابي هي مخطط كبير، يهدف الى تدمير الإمكانات الاقتصادية لشعوب المنطقة، وتشغيل مصانع السلاح الغربي، وإذكاء سياسة (الاحتواء المزدوج) المعروف وهو من ادبيات وسياسات الغرب الذي يقدم السلاح والعتاد والمعلومات لطرفي الصراع، مع ضمان عدم السماح لأيٍ من الطرفين الانتصار، واستمرار النزيف البشري والمالي والاقتصادي سنوات طوال، وهناك صور مستمرة من تغيير الاسماء والمسميات لمنظمات الإرهاب الجديد، والنتيجة استمرار القتل والتدمير... أمَّا الكيان الصهيوني فسيقي في مأمن من العرب رغم انتقاداتهم الناعمة... وحروب الارهاب التي تجتاح المنطقة هي غريبة عنا فهي ليست منا، وما يجري هو عدوان مبرمج يُدار بعناية حتى يصل مرحلة (أثر الدومينو)، وهذا أخطر ما نواجهه في هذه الأيام.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news