2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

تهميش المشاريع الصغيرة

خالد الزبيدي
جو 24 : تنفذ شركات تمويل المشاريع الصغيرة حملات اعلامية شبه مستمرة هدفها تجميل صور اداراتها، وتتحدث عن انجازات كبيرة بينما الواقع غير ذلك، فالفوائد و (المرابحة) التي تتقاضاها كبيرة تصل حدا لا يصدق ولا يطاق، وتحول المستفيدين من قروض وتسهيلات هذه الشركات الى عمال يكدون لتعظيم ارباحها، الامر الذي يدفع عامة الناس للعزوف عن هذا النمط من العمل، اذ من غير المعقول ان تصل نسب الفوائد على تسهيلات وقرض المشاريع الصغيرة 20% فأكثر سنويا، والسؤال الذي يطرح هنا ..ماهو الاستثمار الذي يدر على صاحبه اكثر من 20% سنويا؟!. لدى طرح سؤال على مسؤولي شركات ومؤسسات التمويل المشاريع الصغيرة وهي مملوكة للقطاع الخاص، لماذا هذه المبالغة في استيفاء اسعار فائدة مرتفعة على هذا النوع من التمويل؟، والجواب يأتي صادما وغير مقنع، حيث يقولون ان مصادر اموال هذه الشركات من البنوك على شكل قروض يتم اعادة اقراضها للناس باسعار اعلى، مع تحميلها نفقات عمومية وادارية وهامش ارباح، وهذا يعني ان هذه الشركات تدخل وسيطا بين البنوك والمقترض النهائي، بما يزيد تكاليف الاموال عليه، وهنا الطامة الكبرى. عندما يكون اكثر من مليون اردني بين عاطل عن العمل وفقير يرزحون تحت خط الفقر ولا يجدون اليات تمويل ميسرة نكون كمن يضع المجتمع في ضائقة محكمة، وهم يحتاجون الى تحفيزهم لاقامة المشاريع الصغيرة، وبدون تخفيض تكاليف الاموال عليهم ومساعدتهم في اكتساب مهارات اضافية في ادارة مشاريعهم وتمكينهم من مواصلة اعمالهم وتطوير مشاريعهم، فان الحديث عن تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة هو شكل من اشكال اللغو، فالواقع يشير الى تهميش المشاريع الصغيرة بصورة متعمدة و/او ضعف ادارة هذا النوع من العمل الاقتصادي الاجتماعي المؤثر بخاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية. الحديث عن المشاريع الصغيرة وتمويلها يستمر منذ سنوات طوال، وان النجاح على هذا الصعيد متواضع رغم المساعدات المالية واللوجستية التي قدمها البنك المركزي خلال الفترة الماضية، علما بأن الحاجة لاطلاق اليات مالية وادارية جديدة بحيث تختصر الوقت في تقديم الاموال، وتخفيض التكاليف المالية على المستفيدين ( اسعار الفوائد على القروض) بحيث تقل عن هياكل الفائدة على القروض المصرفية السارية في السوق. حالة التشدد في منح التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تصل حد التعقيد والتعجيز، يجب ان تتوقف، وان التمويل لهذه المشاريع يحتاج الى مؤسسات او دوائر لدى مؤسسات التمويل لمساعدة المقترضين في تقديم دراسات جدوى بسيطة للتثبت من جدية المقترضين، اما الواقع الحالي لا يستطيع النهوض بالفقراء والعاطلين عن العمل، وان الهدف الاسمى هو زج طاقاتهم في التنمية بما يعود بالنفع عليهم وعلى الاقتصاد الكلي والمجتمع.
تابعو الأردن 24 على google news