هكذا يُخرج الدماغ "النفايات" من رأسك!
من الضروري إفراغ رأسك كل ليلة! هذا ما نشره موقع علم النفس Psychology Today شارحاً عمّا يتخلّص منه الدماغ البشري خلال النوم. إذ يوضح الموقع أن الدماغ "يرمي" معظم حياة الشخص في "سلة القمامات".
فخلال جلوسك وقراءتك هذا النص، تصبح غير متنبه لضغط جسمك على مؤخرتك وفخذَيك، وغير واعٍ لطريقة تنفّسك، ولا لصوت البرّاد في المطبخ، أو صوت السيارة في الشارع. فالدماغ يعمل على أن يتنكّر انتباهُك إلى هذه الأمور ويركّزَه على أمرٍ معين، وهو النص الذي تقرأه.
إذ هناك العديد من الأمور يومياً التي تتنكّر لها، بما أنها ليست مهمة. وهو ما يعمل عليه الدماغ من دون توقّف. إذ طبعاً لا تلاحظ ملمس ثيابك عليك كل يوم، ولا تتذكّر ما قمتَ به يوم 12 آب 2013 مثلاً. فذلك اليوم كان يوم اثنين، وعلى الأرجح ستقول إنك كنتَ في العمل، وكان يوماً عادياً.
فكيف، إذاً، يتذكّر الدماغ أموراً معينة وتواريخ محدّدة، ولا يتذكّر ما فعلتَه في ذلك التاريخ؟ الإجابة هي أن الدماغ يرمي ما ليس مهمّاً ويُبقي في الذكريات ما هو مهمّ. هذا ما يشرح ذكريات يوم التخرج من الجامعة، ويوم زفافك، واليوم الذي وُلِدَ فيه ولدك، أو اليوم الذي توفي فيه والدُك.
وللتأكيد أن الدماغ يتخلّص ممّا ليس مهمّاً ويُبقي في الذاكرة ما هو مهمّ، انظر إلى الصور التالية بسرعة، وحاول أن تتذكر ماهيتها:
ثمّ أشح بوجهك عنها، وقُم بتسمية موضوع كل صورة منها. ما ستحدّده على الأرجح هو صور الأرنب والفهد الصيّاد والنبتة على شرفة المبنى وعازف الغيتار من القرن السابع عشر. لماذا؟ لأن هذه الصور لا تدلّ إلى أمورٍ عادية، ما جعل دماغك يحفظها ولا يتخلّص منها.
وتبيّن في بحثٍ لجامعة مكفيل في مدينة مونترالل الكندية أن الدماغ يتخلّص مما لم يكن مهمّاً، خلال فترة النوم. فالمرء يتوجه للنوم وهو يعرف أموراً أكثر من الليلة السابقة، لكن ما يتذكّره في الصباح هو المهمّ، لأن دماغه لم يتخلّص مما حصل.
من هنا، للحفاظ على ذكرياتٍ معينة، يجدر بك العودة إليها والتفكير فيها أكثر من مرّة، فيحفظها دماغك ويعتبرها مهمة، فلا يتخلص منها خلال نومك الليلة!