jo24_banner
jo24_banner

كل ما بقي، صور في الهاتف!

حلمي الأسمر
جو 24 : حتى بين العرب، خاصة القبيلة المتصهينة الجديدة، تجد من يدافع عن جرائم العدو الصهيوني، و»يتفهم» تصرفاته المتوحشة تجاه الشعب الفلسطيني، هؤلاء المتصهينون الجدد، لم يبلغوا بعد مرتبة الصهاينة الذين يتمتعون بالحد الأدنى من «الإنسانية» التي لا تستطيع أن تتعايش مع رائحة الدم، فرفعوا صوتهم ضد الجرائم التي يرتكبها «أبناء جلدتهم» وكفوا عن الصمت، الذي أخرس أفواه كثير من العرب! من هؤلاء اليهود، الذين ضاقوا ذرعا بالصمت، جماعة شكلت منظمة سمتها: «نحطم الصمت» وهي تقدم شهادة، ترد على صهاينة العرب، قبل أن ترد على غلاة المجرمين اليهود، قبل ايام قليلة، نشرت هذه المنظمة تقريرا كتبت استعراضا له في -هآرتس- 10/5/2015، إيلانا همرمان، بعنوان صريح وفاضح: (ليس زعما: جرائم حرب) ويتضمن التقرير أكثر من 60 شهادة لجنود شاركوا في العدوان على غزة في الصيف الماضي، حول هذا التقرير يقول «الخبير القانوني» ايال جروس: «اذا كانت اعداء الضحايا والدمار الذي خلفه الجيش الاسرائيلي في غزة تصرخ للسماء، فان الشهادة التي يقشعر لها البدن والواردة في التقرير تكمل الصورة حول سلوك الجنود والأوامر التي حصلوا عليها.. هذه الشهادات المقلقة تثبت الانحراف الخطير عن المبدأ الأساسي لقانون الحرب.. والشهادات تظهر اخلالا بهذه المبادىء»، وكذا فعل عاموس هرئيل حول تقرير «لنحطم الصمت» («الاجندة لا يجب ان تلغي الادعاءات»، «هآرتس» 5-4 ). يقول هرئيل «توجد في التقرير شهادات مفصلة لمقاتلين وضباط وحديث عن وقائع أخل خلالها الجيش بالقانون الدولي ومبادىء الحرب التي يتبناها هو بنفسه». أما إيلانا، فتكتب، قائلة، أنا لست قانونية ولا صحافية، وقرأت تقرير «نحطم الصمت» بعيون اخرى. من خلال معرفتي وقراءتي، ومن خلال تقرير آخر أعدته «بتسيلم» الذي نشر قبل خمسة اشهر ويستند الى 70 حادثة من تلك الحرب. حيث قتلت عائلات كاملة داخل بيوتها، في النقاش حول الحرب التي قتل فيها 2.200 شخص خلال أقل من شهرين وأصيب اكثر من 11 الفا معظمهم من المدنيين، واكثر من نصف مليون شخص هجروا من بيوتهم، و 20 الف بيت دمرت او لحقت بهم اضرار كبيرة، واجزاء كبيرة من الأحياء مسحت عن سطح الأرض – في نقاش حول هذه الحرب لا داعي ان تكون خبيرا بقوانين الحرب وليس يساريا للقول انه لم تحدث هنا حوادث وإنما حرب ممنهجة من الجو واليابسة ضد المواطنين العزل. الصور المروعة التي شهدتها غزة، خلال العدوان الأخير، كادت أن تُنسى من ذاكرة العالم، لأنه سريعا ما ينسى، لكن أشباح الضحايا، لم تزل تطارد القتلة، يقول أحدهم في التقرير إياه: حجم الدمار مثلما في الافلام، كأنه غير حقيقي، بيوت مع شرفات تندفع خارجا والكثير من الحيوانات. الكثير من الدجاج الميت والحيوانات الميتة. في كل بيت ثقب في الحائط أو شرفة سقطت. لا توجد شوارع بتاتا. أذكر أنه كان هنا شارع لكنه لم يعد موجودا. كل شيء رمل، رمل، أكوام من الرمال وأكوام من الدمار والبيوت المهدمة، تدخل وتخرج من البيوت عن طريق الثقوب والفتحات. فوضى من الثقوب والباطون، لم يعد شارعا. أذكر أنه في كل يوم كنا نحصل على صور جوية جديدة وفيها نقص بيوت أخرى من الخارطة. ببساطة ترى ما يشبه صناديق الرمل»، وماذا عن الضحايا؟ توفيق أبو جامع الذي قتلت زوجته وستة من أولاده السبعة يقول: «فجأة فقدنا كل شيء، العائلة والبيت مسحا في لحظة... كل ما تبقى لي هو عدة صور للأولاد في الهاتف النقال التي صورتها في حفل زفاف قبل شهر رمضان باسبوع. أفتح الهاتف دائما وأنظر إلى الصور وأتذكر أولادي ومراحل حياتهم المختلفة»! الدستور
تابعو الأردن 24 على google news