jo24_banner
jo24_banner

من أسفار النساء!

حلمي الأسمر
جو 24 : -1-

عملية حسابية خطيرة جدا، والله انها أخافتني حتى كدت أن أبكي، صحيح الأعمار بيد اللَّه، لو افترضنا عشت 60 عاما، لو نمت 8 ساعات يوميا في 60 عاما فقد نمت 20 عاما، ذهبت إلى العمل 8 ساعات فقد عملت 20 عاما، *طفولتك 15 عاما، لو مكثت على مائدة الطعام مرتين يوميا في نصف ساعة فقد استهلكت 3 سنوات من عمرك للطعام، مجموع النوم والعمل والطفولة والأكل من عمرك 58 عاما من 60 عاما الباقي عامان فقط، ماذا فعلت بهما؟

-2-

لن أنسى وأنا أعد زوادة لخلوة طويلة، أن أصطحب قالب الفلافل، وهاتفا «خالص شحنه»، وذاكرة مخرومة، وبضع لعنات لم تستعمل بعد، وتسجيلات قديمة لهدير بحر كسول، تقطع تثاؤباته أصوات نوارس عابثة!

-3-

الحلم، الذي يزاحمني في فراشي، منذ بضع ليالٍ، ظل معلقا بأهداب العينين، كلما أغمضتهما، فتح عينيه!

-4-

وطن، في قاموس درويش: وتسأل : ما معنى كلمة وطن ؟ سيقولون : هو البيت، وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز والسماء الأولى. وتسأل : هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات، وتضيق بنا !؟

-5-

من أسفار جبران: قلت لأحلامي تعالي... فتعالت!

-6-

كلما اعترف الرجل بالطفل الكامن في أعماقه، كلما احترم رجولته! ألم يقولوا؛ قليل من الجنون يحرس العقل!؟

-7-

من أسفار النساء: أغلب نساء هذا العصر لا يُرِدْن زوجا وحبيبا وعشيقا فقط، بل يردن أيضا «عبدا» يسبح باسمهن ويقدم لهن حياته كلها قربانا لرضاهن ورفاهيتهن! ثمة فرق جوهري، بين أن «تمتلك» إنسانا.. وبين أن تحبه! قالت وهي تعد المزهرية على طاولة السفرة : هل تذكر رَعْشة الحب الأول، إذ يتدحرج قلبُك بين قدميْك، وتتعثر به؛ كأنني لم أزل أستمع لدقاته المتسارعة وهي تدفع الدم إلى حلقي فتكاد تخنقني! فقال: بلى، أذكر أذكر، ولكنني الآن أستمع لعصافير بطني... قتلني الجوع يا مَرَهْ! الغِواية كالشّرْك الخَفِيّ، لها دَبيبٌ ساحر كالنمنمة تحت الجلد، تُغْوي صاحبتها أولا ثم..! ومن تصنيفات الحب الدينكيشوتي.. ثمة حب أكبر، وحب أصغر، وحب أزعر أيضا!


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news