كنوز إسرائيل!
حلمي الأسمر
جو 24 : مؤتمر «هرتسيليا» الصهيوني، منذ انطلاقه قبل 15 عاما، يوفر حسب رأي الباحثين الفلسطينيين، القريبين من المؤتمر، مساحة للترويج لرسائل إسرائيلية إلى محيطها العربي، ليس من باب تحديد هوية جهات العداء أو مكامن الخطر للأمن الإسرائيلي من وجهة نظر تل أبيب فحسب، إنما أيضا التوعّد بالرد المتوفر لمواجهة هذه الأخطار. ويتعلق هذا كله برفد المواقف السياسية للحكومة الإسرائيلية بتحليلات و»دراسات» ذات صفة تأخذ الطابع «العلمي» يتم توظيفها للتدليل على «صحة الموقف الرسمي» اليميني. مع الأخذ بعين الاعتبار أن المؤتمر كان بمثابة تحدٍّ يميني للهيمنة الأكاديمية التي تمتع بها تيار اليسار التقليدي في إسرائيل.
قبل أيام قليلة انتهت أعمال المؤتمر الخامس عشر الذي يعقد عادة تحت عنوان «الأمن القومي الإسرائيلي» الذي ينظمه مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات، وتناول «خارطة الفرص والمخاطر الإستراتيجية» التي تواجه الكيان الصهيوني.
من الصعب في مقالة سريعة استعراض كل ما بحثه المؤتمر، تفصيلاته و توصياته، ولكن ما يلفت في موسمه هذا العام، تركيزه على جملة من «الكنوز» الاستراتيجية، بالنسبة لإسرائيل..
الكنز الأول، علاقة كيان العدو بالولايات المتحدة، التي بدا أنها مرت في الأشهر الأخيرة بجملة من العواصف والأزمات، إلا أنها لم تزل «أهم كنز تملكه إسرائيل على الساحة الدولية « حسب التعبير الحرفي للمؤتمر، الذي أوصى بتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة، على اعتبار أن الأخيرة تلعب دورا رئيسيا في مساعدة إسرائيل على مواجهة التهديدات الإستراتيجية.
الكنز الثاني، الجبهة الشرقية، حيث «خلص المشاركون في نسخة هذا العام من مؤتمر هرتسيليا إلى أنه لم يعد هناك خطر يتهدد إسرائيل من الجبهة الشرقية، علما بأنها ظلت مصدر التهديد الرئيسي بالنسبة لإسرائيل منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفد عام 1979» وفي هذا الصدد، توقف رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، عند الانقلاب المضاد الذي قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر على محمد مرسي، واعتبر أن هذا الانقلاب هو بمثابة «معجزة أمنية من المعجزات التي حصلت لإسرائيل». وقال إن «نظام السيسي، وخلافاً للمقولة العربية يطبق كل ما يقوله؛ فهو يشن الحرب على «الإخوان المسلمين» في مصر، ويحارب الإرهاب في سيناء، ويمنع عمليات التهريب لغزة، كما يواصل هدم الأنفاق». واعتبر جلعاد أن «الجيش المصري بات عملياً، بفعل اتفاقية السلام، وتحت قيادة السيسي، جيشاً سلمياً لا يهدد أمن إسرائيل، بل على العكس يشكل كنزاً لا يجب التفريط فيه، ويجب تعزيز وتنمية هذه العلاقة!
الكنز الثالث، ذلك الحلف «الخفي» الذي ربط بين إسرائيل وبعض الدول المعتدلة، في مواجهة المشروع الإيراني، وفي قلبه الملف النووي، فضلا عن التمدد والانتشار الإيراني إقليميا على الأرض، وفي هذا الصدد، حدد «باحثو» هيرتسليا ثلاثة تطورات ضمنت «تحسين البيئة الإقليمية والمكانة الإستراتيجية» للكيان، وهي: الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري محمد مرسي، والتقاء المصالح بين تل أبيب وعدد من الدول العربية بسبب الخوف المشترك من إمكانية إقدام الغرب على تسوية مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل وهذه الدول، إلى جانب غياب مصلحة لدى كل من حزب الله وحركة حماس في إشعال الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ومهما يكن من أمر، فقد قابل هذه الكنوز، مخاطر أخرى تواجه المشروع الصهيوني، وفق استخلاصات المؤتمر، ربما نتعرض لها في مقال آخر!
(الدستور)
قبل أيام قليلة انتهت أعمال المؤتمر الخامس عشر الذي يعقد عادة تحت عنوان «الأمن القومي الإسرائيلي» الذي ينظمه مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات، وتناول «خارطة الفرص والمخاطر الإستراتيجية» التي تواجه الكيان الصهيوني.
من الصعب في مقالة سريعة استعراض كل ما بحثه المؤتمر، تفصيلاته و توصياته، ولكن ما يلفت في موسمه هذا العام، تركيزه على جملة من «الكنوز» الاستراتيجية، بالنسبة لإسرائيل..
الكنز الأول، علاقة كيان العدو بالولايات المتحدة، التي بدا أنها مرت في الأشهر الأخيرة بجملة من العواصف والأزمات، إلا أنها لم تزل «أهم كنز تملكه إسرائيل على الساحة الدولية « حسب التعبير الحرفي للمؤتمر، الذي أوصى بتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة، على اعتبار أن الأخيرة تلعب دورا رئيسيا في مساعدة إسرائيل على مواجهة التهديدات الإستراتيجية.
الكنز الثاني، الجبهة الشرقية، حيث «خلص المشاركون في نسخة هذا العام من مؤتمر هرتسيليا إلى أنه لم يعد هناك خطر يتهدد إسرائيل من الجبهة الشرقية، علما بأنها ظلت مصدر التهديد الرئيسي بالنسبة لإسرائيل منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفد عام 1979» وفي هذا الصدد، توقف رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، عند الانقلاب المضاد الذي قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر على محمد مرسي، واعتبر أن هذا الانقلاب هو بمثابة «معجزة أمنية من المعجزات التي حصلت لإسرائيل». وقال إن «نظام السيسي، وخلافاً للمقولة العربية يطبق كل ما يقوله؛ فهو يشن الحرب على «الإخوان المسلمين» في مصر، ويحارب الإرهاب في سيناء، ويمنع عمليات التهريب لغزة، كما يواصل هدم الأنفاق». واعتبر جلعاد أن «الجيش المصري بات عملياً، بفعل اتفاقية السلام، وتحت قيادة السيسي، جيشاً سلمياً لا يهدد أمن إسرائيل، بل على العكس يشكل كنزاً لا يجب التفريط فيه، ويجب تعزيز وتنمية هذه العلاقة!
الكنز الثالث، ذلك الحلف «الخفي» الذي ربط بين إسرائيل وبعض الدول المعتدلة، في مواجهة المشروع الإيراني، وفي قلبه الملف النووي، فضلا عن التمدد والانتشار الإيراني إقليميا على الأرض، وفي هذا الصدد، حدد «باحثو» هيرتسليا ثلاثة تطورات ضمنت «تحسين البيئة الإقليمية والمكانة الإستراتيجية» للكيان، وهي: الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري محمد مرسي، والتقاء المصالح بين تل أبيب وعدد من الدول العربية بسبب الخوف المشترك من إمكانية إقدام الغرب على تسوية مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل وهذه الدول، إلى جانب غياب مصلحة لدى كل من حزب الله وحركة حماس في إشعال الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ومهما يكن من أمر، فقد قابل هذه الكنوز، مخاطر أخرى تواجه المشروع الصهيوني، وفق استخلاصات المؤتمر، ربما نتعرض لها في مقال آخر!
(الدستور)