2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاستثمار الحقيقي كفيل بمعالجة البطالة..

خالد الزبيدي
جو 24 : الإنسان هو محرك التنمية وفي نفس الوقت هدفها، إذ الغاية الأسمى لأي تنمية هي إسعاد الانسان وتوفير العيش الرغيد له ولأسرته، وبالعودة الى الشطر الاول من الجملة، فإن الإنسان هو من يُولد فائض القيمة الذي يعاد استثماره في مشاريع استثمارية حقيقية، توفر فرص عمل جديدة وتحسن مستويات معيشة المجتمع في نهاية المطاف، وهذا تطور طبيعي لبناء الثروة وتوظيفها بشكل خلاق بعيدا عن (فقاعات) الدول الغربية بشكل خاص ( عباقرة الهندسة المالية ) الذين أغرقوا العالم بديون وخسائر، وتبخرت مليارات الدولارات بلمح البصر، فقد نام ملايين البشر في امريكا واوروبا وممتلكاتهم ومحافظهم تقدر بملايين الدولارات، وأصبحوا مدينين لايستطيع البعض منهم الاستمرار بالإقامة في منزله. هناك دول تعاني من انفجار سكاني كبير، وبعضها الآخر مستقر سكانيا، إلا أن هناك قسما مشتركا بينها يتمثل في انخفاض معدلات البطالة الى المستويات الآمنة عالميا، ومن هذه الدول ماليزيا بنسبة 3.2%، والبحرين 3.8%، والباكستان برغم الكثافة السكانية إلا أن البطالة تبلغ 5.5%، بينما البطالة في اوروبا ..من بريطانيا وايطاليا تجاوزت 11%، وصولا الى الولايات المتحدة الامريكية صاحبة اكبر اقتصاد في العالم التي تعاني من بطالة تناهز 10% تقريبا، وهذه المفارقات بين دول غنية بالموارد والتسلط على العباد حول العالم، وبين دول تصنف بأنها نامية او دول الجنوب في توصيفات اخرى تطرح سؤالا مهما وحيويا هو: كيف استطاعت دول نامية ذات كثافة سكانية توفير فرص عمل للعمال وتحسين معيشتهم، بينما اخفقت دول الغرب من ذلك؟! الدول الثلاث أعلاه (ماليزيا والباكستان والبحرين) قطعت شوطا متقدما في توظيف الادخارات في الاستثمار الحقيقي، بعيدا عن توظيف المدخرات في استثمارات ورقية دون ان تقدم منتجات حقيقية، وتم حشد المدخرات في صكوك اسلامية، كل صك هو بمثابة مشروع اقتصادي حقيقي، والمكتتبون في الصك الاسلامي شركاء في (الغنم والغرم)، تطورت الأمور الى زج الطاقات الصغيرة في مشاريع محدودة وتوفير التمويل الكافي لها، وهذا من شأنه ان يخفف الفقر الى مستويات متدنية وتمكين الناس من العيش بكرامة والعمل لتحسين حياته وحياة أسرته بعيدا عن العوز والمطالبة بالدعم. الاردن تأخر كثيرا في إطلاق (الصكوك الاسلامية) لتوفير التمويلات الضرورية التي تواجه صعوبات كبيرة في التمول من البنوك التجارية مع ميل اسعار الفائدة المصرفية نحو الارتفاع..مرة اخرى الانتاج الحقيقي هو القادر على معالجة البطالة وتخفيف الفقر، وتحسين مستويات معيشة الناس، فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. الدستور
تابعو الأردن 24 على google news