ابراهيم قسنطدي أقعده الشلل طفلا وبالإرادة غدا مبدعا ومتميزا
جو 24 : حازم عكروش- "كان الحزن والألم يعتصرني عندما أشاهد الصبية في بلدتي الفحيص يلعبون ويمرحون ولا أستطيع مشاركتهم اللعب"، يقول ابراهيم قسطندي السرحان الذي أقعده الشلل وهو في عمر ستة أشهر وأصبح عاجزا عن المشي.
وابراهيم الذي اجبرته إعاقته على استخدام العكازين والكرسي المتحرك في بعض الأحيان، لم تنل نظرة المجتمع السلبية للإعاقة من معنوياته، فالناس في الاربعينيات كانت ترى الاعاقة أمرا معيبا ومدرا للشفقة، الا ان ابراهيم رفض النظرة السائدة في ذلك الوقت عن الإعاقة، ولم ير في حالته ما يبرر الخجل، بل كان يرفض شفقة الناس وعطفهم، وقرر الاعتماد على نفسه.
يقول ابراهيم في لقاء مع (بترا) انه رفض أن يطرق باب أحد، ورفض ايضا ان يمد يده لشخص أو مؤسسة طلبا للمساعدة رغم ظروفه الصعبة التي مرت به وعائلته آنذاك، وأبى إلا "أن يكسب لقمة عيشه من عرق جبينه"، بحسب تعبيره.
بدأت المشي والركض وراء الدجاجات في عمر ستة أشهر عام 1945 كما تناهي الى علمي من والدي" يقول ابراهيم، وبعد "أن تناولت غدائي وبرتقالة قشرتها لي امي، خلدت الى النوم، ولكني بعد أن أفقت وجدت نفسي مشلولا غير قادر على المشي.." كما شخص حالتي آنذاك المستشفى الايطالي في السلط.
يضيف ابو طارق، "لم ييأس والدي، فعرضاني على عيادة طبية في مدينة الفحيص تعود لـ "سيدة بريطانية تسمى الست عدلا" وقامت بإرسالي إلى احدى مستشفيات القدس للعلاج و "مكثت تحت العلاج هناك اربع سنوات لكن دون أن تتحسن حالتي فأعادوني الى بلدتي".
التحق عام 1950 بمدرسة الروم الارثوذكس وكان من المتفوقين، وفي "المترك" حصل على معدل عال، كما يقول ابراهيم، لكن إعاقته وصعوبة المواصلات حالا دون استكمال دراسته في عمان رغم حصوله على موافقة وزير التربية ابراهيم القطان بتوصية من الخوري عيد صويص.
وبعد انهائه الثانوية عام 1958 كان يشغل أوقات فراغه بالمطالعة ويذهب بالباص الى شارع الملك طلال وسط عمان مستخدما العكازات لشراء الكتب البوليسية مثل ارسين لوبين، ويوسف السباعي، واحسان عبد القدوس، ومجلة العربي، مشيرا الى أنه كان يقرأ يوميا كتابا كاملا على ضوء "فانوس الكاز المعروف بـ نمرة 4" كما كنت أٌقرأ يوميا جريدة "عمان المساء" كاملة.
لكن بعد مرور سنتين تغيرت الأحوال كما يقول ابراهيم، وصار التنقل من بلدتنا الى عمان ممكنا فالتحقت بمعهد النهضة العلمي في شارع السلط الذي يملكه آنذاك كمال سمعان حتر، وتخرجت منه بعد ثلاث سنوات في عام 1963 وقد حصلت على شهادة في المحاسبة العليا.
كانت تستهويه الكثير من الهوايات مارس العديد من الهوايات التي جعلته متميزا حتى بين الأصحاء من أقرانه، فإبراهيم يجيد العزف على العود الذي اتقنه دون معلم، ويجيد تقليد الصور واللوحات في المجلات، وبالإضافة الى أنه نجار فنان، فإنه يجيد تحنيط الطيور والحيوانات باستخدام طرق خاصة لم يفصح عنها، كما يتقن رسم اللوحات الفنية والأشغال اليدوية والحرفية مثل الديكورات وتفصيل الطاولات التراثية والتحف.
يقول السرحان "في عام 1966 اقترح علي صديقي شكري سميرات الموظف في وزارة الصحة أن أقدم طلبا للعمل في الوزارة، فأخذت شهاداتي وقدمتها لوكيل الوزارة آنذاك محمد البشير، وعندما رأى الوزير صالح برقان شهاداتي أمر فورا بتعييني في قسم المحاسبة بالوزارة وبقيت فيها حتى تقاعدت عام 2001".
تزوج عام 1977 من ابنة عمه، ورزق بولد وبنت، وابتاع سيارة استوردها من المانيا بواسطة شركة فولكس فاجن بلغ ثمنها آنذاك 1650 دينارا حصل على إعفاء من جمركتها بسبب إعاقته، فسهلت عليه الكثير من الصعاب.. يقول ابراهيم "كنت أشارك أهالي بلدتي الافراح والمناسبات الوطنية بالعزف على العود والغناء الاصيل لعدد من الفنانين مثل عبد الوهاب وفريد الاطرش".
(بترا)
وابراهيم الذي اجبرته إعاقته على استخدام العكازين والكرسي المتحرك في بعض الأحيان، لم تنل نظرة المجتمع السلبية للإعاقة من معنوياته، فالناس في الاربعينيات كانت ترى الاعاقة أمرا معيبا ومدرا للشفقة، الا ان ابراهيم رفض النظرة السائدة في ذلك الوقت عن الإعاقة، ولم ير في حالته ما يبرر الخجل، بل كان يرفض شفقة الناس وعطفهم، وقرر الاعتماد على نفسه.
يقول ابراهيم في لقاء مع (بترا) انه رفض أن يطرق باب أحد، ورفض ايضا ان يمد يده لشخص أو مؤسسة طلبا للمساعدة رغم ظروفه الصعبة التي مرت به وعائلته آنذاك، وأبى إلا "أن يكسب لقمة عيشه من عرق جبينه"، بحسب تعبيره.
بدأت المشي والركض وراء الدجاجات في عمر ستة أشهر عام 1945 كما تناهي الى علمي من والدي" يقول ابراهيم، وبعد "أن تناولت غدائي وبرتقالة قشرتها لي امي، خلدت الى النوم، ولكني بعد أن أفقت وجدت نفسي مشلولا غير قادر على المشي.." كما شخص حالتي آنذاك المستشفى الايطالي في السلط.
يضيف ابو طارق، "لم ييأس والدي، فعرضاني على عيادة طبية في مدينة الفحيص تعود لـ "سيدة بريطانية تسمى الست عدلا" وقامت بإرسالي إلى احدى مستشفيات القدس للعلاج و "مكثت تحت العلاج هناك اربع سنوات لكن دون أن تتحسن حالتي فأعادوني الى بلدتي".
التحق عام 1950 بمدرسة الروم الارثوذكس وكان من المتفوقين، وفي "المترك" حصل على معدل عال، كما يقول ابراهيم، لكن إعاقته وصعوبة المواصلات حالا دون استكمال دراسته في عمان رغم حصوله على موافقة وزير التربية ابراهيم القطان بتوصية من الخوري عيد صويص.
وبعد انهائه الثانوية عام 1958 كان يشغل أوقات فراغه بالمطالعة ويذهب بالباص الى شارع الملك طلال وسط عمان مستخدما العكازات لشراء الكتب البوليسية مثل ارسين لوبين، ويوسف السباعي، واحسان عبد القدوس، ومجلة العربي، مشيرا الى أنه كان يقرأ يوميا كتابا كاملا على ضوء "فانوس الكاز المعروف بـ نمرة 4" كما كنت أٌقرأ يوميا جريدة "عمان المساء" كاملة.
لكن بعد مرور سنتين تغيرت الأحوال كما يقول ابراهيم، وصار التنقل من بلدتنا الى عمان ممكنا فالتحقت بمعهد النهضة العلمي في شارع السلط الذي يملكه آنذاك كمال سمعان حتر، وتخرجت منه بعد ثلاث سنوات في عام 1963 وقد حصلت على شهادة في المحاسبة العليا.
كانت تستهويه الكثير من الهوايات مارس العديد من الهوايات التي جعلته متميزا حتى بين الأصحاء من أقرانه، فإبراهيم يجيد العزف على العود الذي اتقنه دون معلم، ويجيد تقليد الصور واللوحات في المجلات، وبالإضافة الى أنه نجار فنان، فإنه يجيد تحنيط الطيور والحيوانات باستخدام طرق خاصة لم يفصح عنها، كما يتقن رسم اللوحات الفنية والأشغال اليدوية والحرفية مثل الديكورات وتفصيل الطاولات التراثية والتحف.
يقول السرحان "في عام 1966 اقترح علي صديقي شكري سميرات الموظف في وزارة الصحة أن أقدم طلبا للعمل في الوزارة، فأخذت شهاداتي وقدمتها لوكيل الوزارة آنذاك محمد البشير، وعندما رأى الوزير صالح برقان شهاداتي أمر فورا بتعييني في قسم المحاسبة بالوزارة وبقيت فيها حتى تقاعدت عام 2001".
تزوج عام 1977 من ابنة عمه، ورزق بولد وبنت، وابتاع سيارة استوردها من المانيا بواسطة شركة فولكس فاجن بلغ ثمنها آنذاك 1650 دينارا حصل على إعفاء من جمركتها بسبب إعاقته، فسهلت عليه الكثير من الصعاب.. يقول ابراهيم "كنت أشارك أهالي بلدتي الافراح والمناسبات الوطنية بالعزف على العود والغناء الاصيل لعدد من الفنانين مثل عبد الوهاب وفريد الاطرش".
(بترا)