في ذكرى رحيلك يا والدي
سائد قطاونة
جو 24 : في ذكرى رحيلك يا والدي ......خمس سنوات مضت، بطريقة أو بأخرى مضت، بالطول وبالعرض مضت، عرب حطت رحالها وأخرى مضت،،،، ودول تململت ونفضت عنها غبار الرتابة وأخرى عادت لترتدي ثوب الخنوع نزعه وأخرى أيضا" مضت،،،، ورجال تقدموا المشهد وزادوه بؤسا" ورجال لعنت تاريخها والعروبة وضربت كف بكف ومضت !! نعم يا والدي.... خمس سنوات مضت قد يحسدك فيهن البعض على الرحيل فقد تناثرت الدماء وحرقت اﻷطفال وبيعت الحرائر وأشتد العويل، ورحلت الكرامة وتبعهاالضمير!!!
والدي في مثل هذا اليوم لن أذكرك بكل تلك المشاوير والرحلات من أكرمني الله بأن أكون فيها رفيق دربك،،،، ولن أذكرك بنظراتك لي عندما كنت أتحاشى السقوط بسيارتي في أحدى حفر الطريق الصحراوي فأسقط بأخرى أكبر منها،،،، ولن أذكرك بتأملك طوال الطريق للصحراء وفرحك بها وقت الربيع وما كان يصاحب ذلك من صمت مهيب، ولا تلك السيجارة التي ما أن تشعلها حتى يلوذ الصمت بنفسه بعيدا" لتتقاطر أبيات شعر جاهلية أيقظتها خرابيش الصحراء المتناثرة هنا وهناك ، وأحيانا" أخرى (هجيني) عاف سلمه الموسيقي وفر إلى الصحراء على طهر بعير بعيدا" عن قشور أهل المدينة والحضر !! كم كانت تلك اﻷبيات تداعب في النفس شجون العشق والفروسية وعبث الشباب وما لم ندركه من شقاء الحصادين!!!
والدي.... لن أذكرك بذلك كله!!! وأنما أذكرك برحلتنا اﻷخيرة حيث أنا وأنت وحيدين في تلك العربة !!! عربة الذين يمضون، ويرحلون كحلم ، هكذا بكل بساطة لتستيقط قلوب محبيهم بعد رحيلهم على وقع مختلف ونبض مختلف وإحساس بكل اﻷشياء مختلف !!! في رحلتنا اﻷخيرة يا والدي إلى مثواك اﻷخير واﻷرض التي عشقت كان جسدك الطاهر المسجى يلفه ذات الصمت المهيب، لكني كنت أنا من يرقب الصحراء، وأنا من كان يتأملها، وأنا من كان يضع خده على صدرك الذي ما ضاق يوما" منتحبا" مستجديا"أن تقطع ذلك الصمت بأبيات شعر جاهلية أو حكاية طفولة مع الخبز والشاي والكعكبان، وشباب مع البعث ومدرسة الكرك وحلف بغداد ، وكهولة مع أحلام القومية التي تلاشت مع فجر ذاك اﻷضحى الكئيب !!! والدي في رحلتنا اﻷخيرة بدى كل شيئ مختلفا" حتى وصولنا كان سريعا"، لم يكن الطريق الصحراوي كما عهدناه ولم تكن الصحراء كذلك، وكأنها طويت لتخفف عن جثمانك مشقة الطريق !!!
في رحلتنا اﻷخيرة يا والدي وصل المشيعون جميعا" وواروك الثرى وأنصرفوا ..... لكني لا أخفيك لا زلت أسير تلك العربة أجلس هناك أنتظر أن يقطع ذلك الصمت أشياء كثيرة لطالما عشقتها فيك.
والدي في مثل هذا اليوم لن أذكرك بكل تلك المشاوير والرحلات من أكرمني الله بأن أكون فيها رفيق دربك،،،، ولن أذكرك بنظراتك لي عندما كنت أتحاشى السقوط بسيارتي في أحدى حفر الطريق الصحراوي فأسقط بأخرى أكبر منها،،،، ولن أذكرك بتأملك طوال الطريق للصحراء وفرحك بها وقت الربيع وما كان يصاحب ذلك من صمت مهيب، ولا تلك السيجارة التي ما أن تشعلها حتى يلوذ الصمت بنفسه بعيدا" لتتقاطر أبيات شعر جاهلية أيقظتها خرابيش الصحراء المتناثرة هنا وهناك ، وأحيانا" أخرى (هجيني) عاف سلمه الموسيقي وفر إلى الصحراء على طهر بعير بعيدا" عن قشور أهل المدينة والحضر !! كم كانت تلك اﻷبيات تداعب في النفس شجون العشق والفروسية وعبث الشباب وما لم ندركه من شقاء الحصادين!!!
والدي.... لن أذكرك بذلك كله!!! وأنما أذكرك برحلتنا اﻷخيرة حيث أنا وأنت وحيدين في تلك العربة !!! عربة الذين يمضون، ويرحلون كحلم ، هكذا بكل بساطة لتستيقط قلوب محبيهم بعد رحيلهم على وقع مختلف ونبض مختلف وإحساس بكل اﻷشياء مختلف !!! في رحلتنا اﻷخيرة يا والدي إلى مثواك اﻷخير واﻷرض التي عشقت كان جسدك الطاهر المسجى يلفه ذات الصمت المهيب، لكني كنت أنا من يرقب الصحراء، وأنا من كان يتأملها، وأنا من كان يضع خده على صدرك الذي ما ضاق يوما" منتحبا" مستجديا"أن تقطع ذلك الصمت بأبيات شعر جاهلية أو حكاية طفولة مع الخبز والشاي والكعكبان، وشباب مع البعث ومدرسة الكرك وحلف بغداد ، وكهولة مع أحلام القومية التي تلاشت مع فجر ذاك اﻷضحى الكئيب !!! والدي في رحلتنا اﻷخيرة بدى كل شيئ مختلفا" حتى وصولنا كان سريعا"، لم يكن الطريق الصحراوي كما عهدناه ولم تكن الصحراء كذلك، وكأنها طويت لتخفف عن جثمانك مشقة الطريق !!!
في رحلتنا اﻷخيرة يا والدي وصل المشيعون جميعا" وواروك الثرى وأنصرفوا ..... لكني لا أخفيك لا زلت أسير تلك العربة أجلس هناك أنتظر أن يقطع ذلك الصمت أشياء كثيرة لطالما عشقتها فيك.