jo24_banner
jo24_banner

ذر للرماد في العيون

خالد الزبيدي
جو 24 : اختراع الربح التشغيلي في نتائج الشركات هو ذر للرماد في العيون، فهو من ناحية يهدف لإخفاء الربح الصافي وهو ما يهم المساهمين والمستثمرين، وينطبق ذلك على الخسارة التشغيلية حين تلقي الشركات باللائمة في خسائرها على كلف التشغيل وغيرها.

هذا التضليل الذي تمارسه بعض الشركات في عرض النتائج المالية كأن تقدم الربح الاجمالي أو الايرادات التشغيلية في محل الربح الصافي، في سياق المقارنة مع نتائج العام الذي سبقه لإظهار الزيادة وإخفاء التراجع، أو الخسارة لا يمر على الخبراء لكنه يخدع صغار المساهمين في الشركات ويؤثر على قرارات مستثمرين متحمسين غير متخصصين في قراءة البيانات المالية.

تمرر الشركات مثل هذه البيانات بتصريحات صحفية تجميلية فمن النادر أن يذهب المهمون الى بيان الإفصاح المنشور على موقع بورصة عمان وفيه الأرقام حيث هي دون زيادة أو نقصان، حيث لا تجد هذه الشركات الا في البيانات الصحفية فرصة لتحسين النتائج فتقدم الأرباح التشغيلية أو الربح الإجمالي على الربح الصافي، خصوصا إن كان متواضعا، وتبرع في تعداد أسباب التراجع ومنها كلف الانتاج والأسواق والأسعار وأجور وحوافز العمال.

توضيب ميزانية خاسرة دفع الشركات الى تسبيب الخسارة بتعظيم أسباب لا يفترض أن تشكل أثرا جوهريا على الأداء المالي باعتبارها محسوبة ضمن التكاليف لكن الشيطان يكمن في البيانات التوضيحية التي تصدرها الشركات لشرح الميزانيات.

يمكن للمتابع المهتم رصد الفرق بين الميزانيات وبين التصريحات الصحافية اللاحقة لها لكن بالنسبة للرأي العام وجمهور المساهمين وصغار المستثمرين من صغار المدخرين فهم بحاجة الى بيانات واضحة وقراءة أكثر وضوحا وهو واجب المدقق المالي.

كان هناك إقتراح بأن يرافق البيانات المالية الربعية للشركات تقرير منشور للمدقق المالي الخارجي، يشرح فيه ملاحظاته على البيانات المالية ولا بأس إن تضمن شروحات تتناول الربح الفعلي للشركة كما يهم المساهم.

تواصل بعض الشركات إحتساب تكاليف الانتاج باعتبارها سببا في الخسارة، أو تساوي بين مخصصات زيادة رواتب موظفيها وحوافزهم مع مخصصات ضريبة الدخل أو الديون المتعثرة فتضعها في خانة المواجودات باعتبارها نموا.

تمر مثل هذه البيانات المنمقة على المحرر الصحفي غير المختص فيساعد دون علم على التضليل، ولا نقول التواطؤ.
تابعو الأردن 24 على google news