لبيب الخضرا.. تزييف فاضح للحقائق
أحمد الحراسيس - جدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور لبيب الخضرا، اتهامه لأعضاء مجلس التعليم العالي المقال بوجود "تضارب في المصالح دفعه لإتخاذ قرارٍ استبدال أكثر من نصف" وذلك قبل أن يكمل المجلس سبعة أشهر من عمره.
حقيقة لا نعلم إن كان المستمعون للخضرا في تلك الجلسة قد اقتنعوا بوجهة نظره التي احتوت مغالطات كثيرة، لعلّ أبرزها الحديث عن تضارب المصالح، وآلية تغيير أعضاء المجلس، بالإضافة للهجوم على وسائل الإعلام التي اعتبر أنها "تستهدفه"!
المعاني: القديم يعلّم الجديد
وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور وليد المعاني، رأى ضرورة أن لا يُترك أمر تعيين واقالة مجالس التعليم معلّقا بأهواء شخص، بل يجب أن يكون محكوما بالقانون.
وأوضح المعاني لـJo24 "إن قانون مجلس التعليم العالي يجب أن يحدد المدة التي يمضيها العضو في المجلس، وآلية تغيير الأعضاء، بالإضافة لآلية اختيارهم، مشيرا إلى أن المدة المناسبة للمجلس عادة أربع سنوات، يتم تغيير نصف أعضاء المجلس بعد مضيّ عامين منها، حتى يُعلّم القديمُ منهم الجديدَ"، الأمر الذي تجاهله الخضرا باستبدال أكثر من نصف الأعضاء المعينين وبعد مرور سبعة أشهر فقط على تعيينهم.
وحول ذلك، أشار المعاني إلى أن تغيير أعضاء مجالس التعليم العالي أمرٌ لا بدّ منه، لكنه لا يعني تغييرهم كل 3 - 4 أشهر، وذلك لضمان استمرارية سنّ وتنفيذ السياسات التي يرسمها المجلس.
ورأى المعاني ضرورة أن يكون المجلس مشكّلا من شخصيات بخلفيات متعددة "أكاديمية، صناعية، تجارية ..."، لما يمنحه ذلك الأمر من قوّة في القرار ويمكّنه من اتخاذ القرارات الأنسب.
تعميم مرفوض
الخضرا وخلال حديثه المطوّل قال: "ما العمل إن كان تسعة أعضاء من المجلس المقال يطمحون برئاسة جامعة؟!" في إشارة إلى أن أعضاء المجلس كانوا طامحين برئاسة جامعات، لكن الواقع أن اثنان على الأقل من الخمسة المقالين كانوا قد أبلغوا الخضرا عدم رغبتهم برئاسة جامعة.
المقالون استبقوا حديث الوزير هذا ببيان توضيحي كشفوا خلاله زيف كل الاتهامات التي توقعوا أن يسوقها الخضرا ضدهم، وأكدوا على أن المشكلة كانت في اختلافهم بالرأي مع الوزير، إضافة لمزاجيته وسياسته الانتقائية ورغبته باقصاء طرف دون غيره.
الدكتورة هند أبو الشعر أكدت من جانبها لـJo24 على أن حديث الوزير "تعميم لا ينطبق على كل أعضاء المجلس، وشخصيا لم أتقدّم لشغل أي وظيفة"، الأمر الذي أكده أيضا الدكتور أحمد العجلوني بالقول "إنه والدكتورة أبو الشعر أبلغا الوزير عدم رغبتهم برئاسة أي جامعة".
اتهام المواقع الإخبارية
المواقع الإخبارية ومنها Jo24 نشرت بدورها تفاصيل الخلافات بين الوزير وأعضاء المجلس، وقرار الاقالة وردود فعل المقالين، ومقالات كتبها بعض المقالين، لكنها وعند كتابة تقرير خاص كانت تتصل بالوزير الخضرا إلا أنه لم يكن ليجيب على تلك الاتصالات والرسائل التي بعثنا بها إليه.
ذلك الأمر، يبدو أنه لم يُعجب الخضرا الذي يتهمه البعض بعدم تقبّل الخروج عليه أو انتقاده، فوجّه سهامه نحو المواقع الاخبارية التي ألمح إلى أنها تستهدفه شخصيا! ولو كان الأمر كذلك لما اتصلنا به أو حاولنا أخذ ردّه ولما سهونا عنه خلال الفترة الماضية..