jo24_banner
jo24_banner

الحزم ومعاهدة الدفاع العربي المشترك

محمد عربيات
جو 24 : معاهدة الدفاع العربي المشترك والتي وقعت بتاريخ 13نيسان 1950 حيث وقعت عليه بذلك التاريخ سبع دول وهي الاردن سوريا العراق لبنان اليمن والسعوديه ووفقا لهذه المعاهدة أنه إذا حصل أى اعتداء على أى بلد عربى فجميع الدول العربية ملتزمة بمساعدة هذا البلد بكل الوسائل بما فيها الوسائل العسكرية .

الوطن العربي وبحكم موقعه الجيوسياسي عدا عن ثرواته الاقتصاديه كان محل اطماع للدول الكبرى وكان عباره عن محل لتصفية الصراعات بين الدول الكبرى ايام الحرب البارده وسياسة الاستقطاب الدولي والصراع ما بين الراسماليه وراس حربتها امريكا والاشتراكيه وراس حربتها روسيا حيث انعكس هذا الصراع ما بين الدول العربيه نفسها فدول تدور في فلك الراسماليه الغربيه ودول تدور في فلك الشيوعيه الاشتراكيه مما اثر على علاقات الدول العربيه فيما بينها وشهدت فترة الخمسينات العديد من الانقلابات لتغيير انظمة الحكم حيث كان الوطن العربي مكانا لتصفية الحسابات بين المعسكرين الشرقي والغربي للاسف .

بعد ما جرى من تفكك للاتحاد السوفيتي وتراجع نفوذه بالمنطقه العربيه لم نشهد اية محاولات عربيه جاده ومؤثره للابتعاد عن سياسة الاستقطاب الدولي فقد بقيت دول عربيه ضمن المعسكر الامبريالي الغربي بالقيادة الامريكيه ووكيلها بالمنطقه العربيه الكيان الصهيوني وبالرغم من المحاولات من دول عربيه لجعل الوطن العربي بعيدا عن الهيمنه الغربيه ونشأت تحالفات كان العراق له دور كبير في صناعتها وبلورتها وهذا الدور الذي اضطلع به العراق كان نابعا من ايمانه بضرورة وحدة الامة العربية .

لم يعجب الامر اعداء الامة العربيه ووكلائها بالمنطقه لما يسعى العراق للوصول اليه فتحرك الاتباع لالهاء العراق عن المهمة التي تصدى لها فشنت الدولة الفارسيه عدوانها الغاشم على البوابة الشرقية للامه العربيه ولا ننسى العدوان الصهيوني على مفاعل العراق النووي تموز واغتياله للعلماء العرب كل هذا واجهه العراق لوحده وبامكانياته ودعم عربي محدود واصطفاف دول عربيه بالمعسكر الفارسي ايضا ضاربين بمعاهدة الدفاع العربي المشترك عرض الحائط ولكن العراق انتصر وتجرع الفرس واذنابهم السم .

لم يتوقف التأمر على العراق عند هذا الحد بل وبعد خروجه من حربه مع الفرس شنوا عليه الحرب الاقنصاديه وللاسف شاركت دول عربيه بهذه الحرب الاقتصاديه بالرغم من فضل العراق وشهدائه على هذه الدول وحمايتها من الاحتلال الفارسي حتى وصل الامر الى ما وصل اليه الان من احتلال وتدمير ضمن صفحات التامر الذي تم بتعاون عربي معروف متناسين معاهدة الدفاع العربي المشترك ومتناسين ايضا ان الخائن والعميل مصيره مزبلة التاريخ لان الخائن العميل عندما تنتهي مهمته يتم التخلي عنه من قبل اسياده لانه لا يثق بمن يخون وطنه وامته .

منذ بضع سنوات تحركت الجماهير العربيه المتعطشه للعداله الاجتماعيه لتطالب باصلاحات لانظمتها فيما عرف لاحقا بالربيع العربي والذي اظن انه جرى التامر عليه ليظهر ان الشعب العربي لا يستحق ان يطالب بالعداله والحريه حيث كان هناك نجاح محدود في بعض الاقطار العربيه ( وتمت اصلاحات ) لكنها ليست بالمستوى المنشود وبعض الاقطار العربيه وصل الامر الى الاقتتال الداخلي بين القوى المتصارعه على السلطه واظن ان قتالهم ليس لمصلحة الوطن والشعب بقدر ما هو لمصلحة جيوبهم وفسادهم وربما ايضا قتال لصالح اطراف اقليميه ودوليه تتصارع حتى اخر قطرة دم عربيه للاسف .

لم تنتهي اللعبة بعد ودول عربيه ساهمت ماليا بدعم جهات تسعى لتفتيت الوطن على اسس طائفيه وكما يقول المثل طباخ السم يذوقوا فقد تحركت انظمه عربيه للتدخل في صراعات تحت مسميات وعناوين مختلفه لتظهر انها حريصه كل الحرص على وحدة الوطن والامه ولكن والله اعلم ان تحركها وتدخلها ما جاء لولا استشعارها بخطر داهم لحكمها ونظامها.

كنا نامل ان تستخدم مثل هذه الشعارات الحازمه والمليئه بالامل في حروب ومجالات اخرى ونود ان نتسأل هل لا تستحق اي قطعة محتله من وطننا العربي ان نحزم امرنا لتحريرها الا يستحق الشعب العربي ان نحزم امرنا ليفيق ذات يوم ليسمع نشيدا وعلماعربيا واحدا الا يستحق وطننا العربي ان نحزم امرنا في الكثير من الامور والتي في كل الخير والمصلحه لوطننا العربي فمتى نرى هذا الامل يتحقق نامل ان يكون قريب باذن الله.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير