عن الطفل الذي أوجعنا وصفع القتلة وأبواقهم
ياسر الزعاترة
جو 24 : لم تكن مصادفة أبدا أن تمضي ساعات طويلة على نشر وسائل الإعلام العالمية لصورة الطفل السوري المسجى على شاطئ تركي، بعد أن لفظ أنفاسه في عرض البحر، ومعه شقيقه، بينما كانت تغيب عن وسائل الإعلام الإيرانية، والإعلام العربي الذي تموله إيران، وحتى حين حضر كان تهجير أهله يُنسب لـ”الإرهاب الداعشي”، مع أن بعضها لم يتردد في تجاهل الأمر.
لم تكن مصادفة أبدا، فالكل يعرف أن المسؤول الأكبر عن مأساة الشعب السوري هو ذلك النظام الطائفي الوحشي، ومِن ورائه، بل من أمامه إيران ومحورها وأبواقها، فهم من ردوا على شوق شعب للحرية والكرامة بالرصاص الحي، وبالبراميل المتفجرة حتى دفعوه لأن يهيم على وجهه في كل الأنحاء.
لا قيمة لوقاحة القوم إذ يتحدثون عن ما يسمونه “الإرهاب” في سوريا، فهم أنفسهم من وقفوا مع الطاغية شهورا طويلة، بينما كان يقتل الناس في الشوارع دون رصاصة واحدة. هم أنفسهم من تواطؤوا معه حين قتل تحت التعذيب طفلا آخر اسمه حمزة الخطيب وقطعوا أعضاءه ببشاعة أسوأ بكثير من الموت غرقا في عرض البحر، ولو خيَّرت أي مخلوق بين الموت غرقا في عرض البحر، وبين الموت بالطريقة التي قتل بها حمزة الخطيب لاختار الموت غرقا دون تردد.
من هنا يمكن القول، إن مسؤولية موت الطفل إيلان الكردي، وشقيقه غالب، وقبلهما الآلاف في البحر، أو في شاحنات الموت، إنما تقع على ملالي طهران الذين يتبجحون بالنطق باسم الإسلام والمقاومة ونصرة المستضعفين، وهم أنفسهم المسؤولون عن الموت الذي يتخطف الناس في العراق، وفي اليمن، ولو كفوا عن مطاردة مشروع توسع مجنون، لما كان لهذا الحريق أن يشتعل، ولما كان لربيع الشعوب أن يتحول إلى حريق يعصف بالمنطقة كلها، ويخدم الكيان الصهيوني.
أبكانا ذلك الطفل، تماما كما أبكانا حمزة الخطيب وجحافل ممن حصدهم الموت في العراق وسوريا واليمن بسبب غرور القوة الذي استحوذ على عقول ملالي طهران، بل إنهم أنفسهم المسؤولون حتى عن الموت في مصر نفسها، وربما ليبيا ايضا، لأنه لو مرَّ ربيع العرب في سوريا لكان مشهد المنطقة كله مختلفا.
بعد جريمة الملالي وأتباعهم، تأتي جرائم الآخرين، وفي المقدمة هذا الغرب الذي يستنفر من أجل مواجهة مشكلة اللاجئين، بينما لا يجشِّم نفسه عناء الإجابة عن السؤال الحقيقي لتدفقهم ممثلا في استمرار الطاغية بقتل شعبه في سوريا، لكن حضور الكيان الصهيوني في المشهد، يجعله يتجاهل ذلك تماما، ويتحدث عن توزيع للاجئين على دوله، أو منع تدفقهم عبر التنسيق أو الضغط على الدول التي يُبحرون منها.
دعك من أصل فكرة اللجوء، والتي تبدأ من النهب الاستعماري للدول الفقيرة، ومن ثم تنصيب طغاة فاسدين فيها لحماية مصالح الغرب، ولنتحدث فقط عن التدفق الراهن لهم، بسبب الحرب في سوريا.
ليس بعيدا عن ذلك الحديث عن مسؤولية الدول العربية القادرة على استيعاب الكثير من هؤلاء، فضلا عن مسؤولية دول أخرى لا تفعل ما ينبغي عليها من أجل وقف المأساة، ولو توحَّد الوضع العربي كله مع تركيا على وقف المأساة، لما أعجزهم ذلك، لكننا نتابع هذه الأيام من يتواطئون مع ملالي إيران في سياق البحث عن صيغة لإعادة تأهيل الطاغية بدل التخلص منه.
ولعل أسوأ ما يمكن أن تسمعه في سياق رثاء الطفل هو هجاء ربيع العرب، بوصفه المسؤول عن المأساة الراهنة، وذلك في لوم ساقط للضحية وتزكية للجلاد. لوم لضحية صرخت في وجه جلادها سلميا، فرد عليها بالرصاص والموت، ما يعني أننا إزاء دعوة مفتوحة للخنوع تحت أحذية الطغاة.
أبكانا إيلان الكردي وأخوه، ومن قبلهما كثيرون ابتلعهم البحر، أو قتلوا بالبراميل المتفجرة والرصاص والصواريخ، لكن روحه ستحفز هذه الأمة على مزيد من مقاومة الطغيان، وليس كما يريد صغار موتورون أن يجعلوا من مناسبة موته فرصة للدعوة إلى الذل والخنوع.
سلام على إيلان الكردي وغالب، وعلى حمزة الخطيب، وعلى كل من قتلوا أو عانوا بسبب إجرام المجرمين، ولئن غابت العدالة في الأرض لبعض الوقت، فهي لن تغيب عند رب السماء.
(الدستور)
لم تكن مصادفة أبدا، فالكل يعرف أن المسؤول الأكبر عن مأساة الشعب السوري هو ذلك النظام الطائفي الوحشي، ومِن ورائه، بل من أمامه إيران ومحورها وأبواقها، فهم من ردوا على شوق شعب للحرية والكرامة بالرصاص الحي، وبالبراميل المتفجرة حتى دفعوه لأن يهيم على وجهه في كل الأنحاء.
لا قيمة لوقاحة القوم إذ يتحدثون عن ما يسمونه “الإرهاب” في سوريا، فهم أنفسهم من وقفوا مع الطاغية شهورا طويلة، بينما كان يقتل الناس في الشوارع دون رصاصة واحدة. هم أنفسهم من تواطؤوا معه حين قتل تحت التعذيب طفلا آخر اسمه حمزة الخطيب وقطعوا أعضاءه ببشاعة أسوأ بكثير من الموت غرقا في عرض البحر، ولو خيَّرت أي مخلوق بين الموت غرقا في عرض البحر، وبين الموت بالطريقة التي قتل بها حمزة الخطيب لاختار الموت غرقا دون تردد.
من هنا يمكن القول، إن مسؤولية موت الطفل إيلان الكردي، وشقيقه غالب، وقبلهما الآلاف في البحر، أو في شاحنات الموت، إنما تقع على ملالي طهران الذين يتبجحون بالنطق باسم الإسلام والمقاومة ونصرة المستضعفين، وهم أنفسهم المسؤولون عن الموت الذي يتخطف الناس في العراق، وفي اليمن، ولو كفوا عن مطاردة مشروع توسع مجنون، لما كان لهذا الحريق أن يشتعل، ولما كان لربيع الشعوب أن يتحول إلى حريق يعصف بالمنطقة كلها، ويخدم الكيان الصهيوني.
أبكانا ذلك الطفل، تماما كما أبكانا حمزة الخطيب وجحافل ممن حصدهم الموت في العراق وسوريا واليمن بسبب غرور القوة الذي استحوذ على عقول ملالي طهران، بل إنهم أنفسهم المسؤولون حتى عن الموت في مصر نفسها، وربما ليبيا ايضا، لأنه لو مرَّ ربيع العرب في سوريا لكان مشهد المنطقة كله مختلفا.
بعد جريمة الملالي وأتباعهم، تأتي جرائم الآخرين، وفي المقدمة هذا الغرب الذي يستنفر من أجل مواجهة مشكلة اللاجئين، بينما لا يجشِّم نفسه عناء الإجابة عن السؤال الحقيقي لتدفقهم ممثلا في استمرار الطاغية بقتل شعبه في سوريا، لكن حضور الكيان الصهيوني في المشهد، يجعله يتجاهل ذلك تماما، ويتحدث عن توزيع للاجئين على دوله، أو منع تدفقهم عبر التنسيق أو الضغط على الدول التي يُبحرون منها.
دعك من أصل فكرة اللجوء، والتي تبدأ من النهب الاستعماري للدول الفقيرة، ومن ثم تنصيب طغاة فاسدين فيها لحماية مصالح الغرب، ولنتحدث فقط عن التدفق الراهن لهم، بسبب الحرب في سوريا.
ليس بعيدا عن ذلك الحديث عن مسؤولية الدول العربية القادرة على استيعاب الكثير من هؤلاء، فضلا عن مسؤولية دول أخرى لا تفعل ما ينبغي عليها من أجل وقف المأساة، ولو توحَّد الوضع العربي كله مع تركيا على وقف المأساة، لما أعجزهم ذلك، لكننا نتابع هذه الأيام من يتواطئون مع ملالي إيران في سياق البحث عن صيغة لإعادة تأهيل الطاغية بدل التخلص منه.
ولعل أسوأ ما يمكن أن تسمعه في سياق رثاء الطفل هو هجاء ربيع العرب، بوصفه المسؤول عن المأساة الراهنة، وذلك في لوم ساقط للضحية وتزكية للجلاد. لوم لضحية صرخت في وجه جلادها سلميا، فرد عليها بالرصاص والموت، ما يعني أننا إزاء دعوة مفتوحة للخنوع تحت أحذية الطغاة.
أبكانا إيلان الكردي وأخوه، ومن قبلهما كثيرون ابتلعهم البحر، أو قتلوا بالبراميل المتفجرة والرصاص والصواريخ، لكن روحه ستحفز هذه الأمة على مزيد من مقاومة الطغيان، وليس كما يريد صغار موتورون أن يجعلوا من مناسبة موته فرصة للدعوة إلى الذل والخنوع.
سلام على إيلان الكردي وغالب، وعلى حمزة الخطيب، وعلى كل من قتلوا أو عانوا بسبب إجرام المجرمين، ولئن غابت العدالة في الأرض لبعض الوقت، فهي لن تغيب عند رب السماء.
(الدستور)