jo24_banner
jo24_banner

صدى الانتفاضة في يافا!

حلمي الأسمر
جو 24 : حجارة في يافا. رشق حجارة، إطارات مشتعلة، وأعلام حماس في قلب يافا. الأقصى في يافا القديمة.. مظاهرة عنيفة في يافا، تأييدا للفلسطينيين وإصابة 6 من افراد الشرطة.. مظاهرة للعرب في يافا مساء امس تدهورت نحو اضطرابات عنيفة: ملثمون رفعوا اعلام حماس, ورجموا السيارات بالحجارة , وحطموا زجاج حافلة تابعة لشركة « ايغد « . هكذا كتبت الصحافة العبرية أمس، في تغطيتها لواحدة أكثر الفعاليات الشعبية الفلسطينية لفتا للنظر! كما هي العادة، تصف الصحافة الحدث، كما وقع، بنوع من الرصد الأصم، الصحافة الفلسطينية لها شأن آخر، واصطلاحات ومفردات مختلفة: 3 من رجال الشرطة الاسرائيلية اصيبوا بجراح «طفيفة» جراء رشقهم بالحجارة في حين جرى اعتقال شابين فلسطينيين وذلك خلال مواجهات اندلعت بين الشبان والشرطة الاسرائيلية التي حاولت قمع تظاهرة خرجت للتنديد بجرائم الاحتلال في القدس والمسجد الاقصى ، وحسب المراسلين الصحافيين، فقد احتشد أكثر من ألف مواطن من أبناء مدينة يافا وأصحاب المركبات والدراجات النارية والهوائية في حديقة العجمي للمشاركة في مسيرة الدراجات النارية الحاشدة التي انطلقت من الحديقة وجابت عددا من شوارع المدينة للتعبير عن رفضهم واستنكارهم للانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، وردد المشاركون هتافات منددة باقتحام المسجد الأقصى المبارك والانتهاكات التي يتعرض لها، كان أبرزها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، بالإضافة لترديد شعارات مناهضة لسياسة المؤسسة الاسرائيلية تجاه المسجد الأقصى على رأسهم رئيس الحكومة وزمرته المتطرفة، كما ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الحركة الاسلامية الخضراء التي رفرفت وسط مدينة يافا وتل ابيب. المسيرة تم تنظيمها من قبل تجمع الدراجات النارية في مدينة يافا. «شرطة اسرائيل» قالت أنها حاولت تفريق التظاهرة التي خرجت بدون تصريح في يافا بعد ان سد المتظاهرون أحد الشوارع الرئيسية بالحاويات والحجارة وقاموا برشق المركبات الاسرائيلية ومركبات الشرطة بالحجارة ! هذا هو الخبر مجردا من أي تحليل، أو قراءة في الدلالات، وكان يمكن أن يمر دونما أي توقف لو حذفنا «يافا» ووضعنا مكانها أي اسم آخر، نابلس أو طولكرم مثلا أو بيت لحم، أما يافا، فتلك قصة أخرى، على غير صعيد.. أولا: ما تعرضت له يافا وقراها من إجراءات صهيونية متوحشة، لإزالة أي علاقة لها بالفلسطينيين، كان كفيلا بأن ينسيها هويتها، ويحولها إلى أطلال عربية وسط وجود تل أبيب وضواحيها الفخمة التي ربضت على أجساد ضواحي يافا العربية، لولا أن «الجين» الفلسطيني يستعصي على الذوبان، رمات أفيف مثلا، إحدى أكثر الضواحي فخامة وبذخا، جلست فوق قرية الشيخ مونس، (قبل يومين استكثروا على النائب العربي في «الكنيست الصهيوني» جمال زحالقة كيف قال لمن اقتحم الحرم القدسي من يهود، أن الأقصى بيته، وأن رمات أفيف هي الشيخ مونس، وشنوا عليه حملة شعواء، بزعم أنه يساري، ولا علاقة له بالأقصى، والشيخ مونس ألله يرحمه!) وها هي يافا، تصرخ من تحت رماد الإبادة الصهيونية معلنة هويتها الأصيلة والأصلية: بالروح بالدم نفديك يا أقصى! ثانيا: تفاصيل المشهد التي تعمدت نقلها كما نشرتها الصحافة، تقول بمنتهى الوضوح، أنه مقطع كامل النصاب مقتطع من الانتفاضة الفلسطينية: حجارة وملثمون وأعلام وإطارات محترقة، وأين؟ في قلب فلسطين، عروس البحر، يافا الجميلة، أو العاصمة الاقتصادية لدولة الاحتلال. ثالثا: ألف مواطن فلسطيني، وتظاهرة، ليس بالعدد الكبير، ولا بالجماهير الزاحفة، ولكن دلالة هؤلاء أكثر من مهمة، لجهة ما يرمزون إليه: صدى انتفاضة الضفة يتردد في يافا، وتلك هي القصة، فالأرض الفلسطينية لم تزل واحدة، وكأن «إسرائيل» لم تكن! الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير