هاجرت سواعدنا وثروتنا الحقيقية
على مدى السنين الطوال هاجرت سواعدنا وثروتنا الحقيقية إلى خارج الوطن العزيز للبحث عن أسباب الرزق... حتى يتمكن الشباب وعائلاتهم أن يتمتعوا بحياة كريمة... لأن الحياة بالوطن .. يتخللها الفساد و يشملها التملق..... فالنهل من الأحشاء والظلام يعم المكان .. وتحصيل عمل بعد التخرج أو قبله يتوفر لمن يمتلك النفوذ . و لا حياة لمن لا يملك المال والنفوذ ... لا حياة كريمة للشرفاء من الشعب ... لا حياة كريمة لمن يجاهد في هذا الوطن لكي يصل بشرف لمورد رزق يستطيع به أن يحيا حياة بسيطة ...
كيف يمكن أن يتأهل الشباب و يتزوج وتكون له القدرة على القيام بمسؤولية عائلة ومراعاتها وتكون له القدرة على الإنفاق عليها.. هذا أمر صعب إيجاده في وطننا العزيز ... فالوطن كان ملكا للقلة القليلة من المستغلين ...
الكثير من الشباب لم يشعر انه في وطنه بسبب الظلم المحيط بأرواحنا وبسبب القهر الذي حطم الكثير من أمالنا وآمال أبنائنا شباب المستقبل..... لهذا فالشباب تجتاحهم أمنية وحيدة هي السفر والهجرة إلى الخارج.. يتعلمون ويجتهدون ويسهرون الليالي.. وهم يعلمون أن لا مستقبل لهم في وطنهم العزيز وأن لا مكان ولا مقر لهم فيه..
إذا أراد الله أن يتم تمكينهم من أماكن شاغرة بالوظائف الحكومية ... فبسبب الرواتب المتدنية.، على الشاب أن يقوم بعمل أخر بجانب الوظيفة الحكومية ... لكي يستطيع أن يسد الاحتياجات الأساسية ...
ألا وهي سد فوهة من فوهات البركان المنغلقة على أنات المحتاج.... ..ومع كل ذلك لا يستطيع المرء أن يدرك ما أدركه غيره من أبناء الوزراء والقيادات المسؤولة على الدولة والحكومة في وطنا ... لن أبالغ عندما أقول أن بسبب تغلغل الفساد بكل جزءٍ من أجزاء الأردن ... تملكنا إحساس بالرعب ... بأن الوطن يباع ويشترى... تملكنا وتملك أبناءنا على مدار العقود الماضيه ..غيمة سوداء تنهمر بالصديد أزهقت جسد الوطن العاري... الوطن المطعون في أحشائه من أبناء غير بررة به... أبناء لا يستحقون أن ينسبوا لهذا الوطن العظيم..
أهمل النظام الثروة الحقيقة... أهمل حق الشباب في الحياة.. أهمل استغلال سواعد أبناء الأردن البررة بحجة أن موارد الأردن الاقتصادية لا تسد حاجة الشعب ... أ!!!!.. نعم هذه كانت حجج النظام..نستمع وننصت لها دائما و نصمت