كيف تساعد طفلك على تأكيد ذاته؟
جو 24 : هل من حقِّ الطِّفل أن: يقولَ لا، يُعامل باحترام، يعبِّر عن حاجاته ومشاعره وأفكاره بحريَّة، يفتخرَ بإنجازاتِه، يختلفَ معكَ في وجهةِ النَّظر، يُعبِّر عن شعوره بالغضب، يحصلَ على المساعدة عندما يحتاح إليها، وأنْ يشعر بالدَّعم والمؤازرة ؟ أتوقَّعُ أنَّ المعظم سوف يجيب بـ : «نعم» ولكنْ دون مبالغةٍ في استخدام كلِّ الأمورِ السابق ذكرها. فالطفل المؤكِّد لذاته لديه القدرةُ على التَّعبيرِ المُلائمِ « لفظاً وسلوكاً واتجاهاً» عن مشاعرهِ وأفكارهِ وآرائه ومواقفه تِجاه الأشخاصِ والأحداثِ والمُطالَبةِ بحقوقِهِ دون أيِّ ظلمٍ أو عُدوان، مع ضرورةِ التَّأكيد على أنَّ توكيدَ الذاتِ هدفٌ طويل المدى ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الذَّات، والحاجة إلى الانتماء، وعمر الطفل وما يرتبط فيه من مراحلٍ نمائيَّة. ومن الأمثلة التطبيقية اليومية لسلوك توكيد الذات عند الطفل:
-التعبير عن المشاعر بطريقة إيجابية (مثال: أشعر بالقلق أو أشعر بالسعادة، عندما يدعو الموقف للقلق أو السعادة).
-التعبير عن عدم قبول سلوك زميل المدرسة عندما لا يكون ملائماً (مثال: أشعر بالخذلان لأنك لا ترغب في المساعدة في العمل الجماعي المطلوب تقديمه للمعلم على الرغم من موافقتك على القيام به مسبقاً).
-تقبُل النقد والإعتراف بالسلوك بطريقة إيجابية (مثال: نعم، صحيح أني اعطي الأولية لإحتياجاتي في الوقت الراهن لتطوير نفسي،أو عندما ينزعج بعض أصدقائك من غيابك عنهم).
وفيما يلي بعضُ النَّصائحِ لمساعدةِ طفلك على أنْ يكونَ مؤكِّداً لذاته:
1-ادعم المخاطرة المحسوبة أو الصحيَّة: فالأطفال لديهم أفكارٌ كبيرة، وأحياناً كبيرة جدَّاً. ولكنْ قد تكونُ هذه الأفكار مناسِبةً تماماً حتى لو بدت لنا بأنَّها غير منطقيَّة. سواء كان ذلك لعب كرةَ القدم، أو العزف على العود، أو الكِتابة، أو حتَّى تسلُّق الجبال، امنحهم فرصةً لمحاولة ذلك وكُنْ داعماً وامدحهم. مع مراعاةِ مُقاومةِ رغبتك لحمايتهم والتدخُّل في مواقف الشِّدَّة فهم بحاجة أن يعلموا أنَّ اكتسابَ المهاراتِ يستغرقُ وقتاً طويلاً، وأنَّ الوصول لمرحلةٍ عاليةٍ من الإتقان يسْتلزِمُ العملَ على خطوات متسلسلة.
2- تَقبَّل الأخطاءَ واسمح بها: وتذكر كُلُّنا نُخطىء. سواء كان ذلك في الرِّعاية الوالديَّة، أو في العمل، أو في قيادةِ السَّيَّارة، نحنُ جميعاً نرتكبِ الأخطاءَ في بعض الأحيان. وبالتالي فإنَّ الأطفالَ ليسوا مختلفين، فهم يخطؤون أيضاً، ولكنَّهم يشعرون باستمرارِ الضَّغطِ لتجنُّب الأخطاء ؛ ولهذا يجب ُمناقشة سُبل حَلِّ مشكلاتِهم في المرَّات القادمة. وهنا من المُفيد أنْ يتحدَّثَ الوالدان عن أخطائهم ومناقشة الاستراتيجيَّات الفاعلةِ لإصلاحها والمُضيِّ قدماً، لأن الأطفال لديهم المَيل لعزو الأمورِ إلى أسبابٍ داخليَّة، وخصوصاً الحسَّاسين منهم؛ ولهذا حاول أن تكونَ مدركاً لردود فعلك وتجنَّب المبالغة في وضعِ اللوم على طفلك.
3- تجنَّب المقارنات: مع العلمِ أنَّ الوالدين يميلون بشكلٍ طبيعيٍّ للبدءِ بإجراءِ المقارنات عند قدوم الطفل الثَّاني للعائلة. ولحُسنِ الحَظِّ أنَّ معظم هذه المُقارَنات تكون حميدةٌ في طبيعتها من مثلِ مقارنة أنماط النَّوم، وعادات الأكل، والكلمات الأولى، والمعالم النَّمائيَّة الأخرى. ولكنْ فيما بعد قد تأخذُ المقارنات الاتجاهَ السَّلبيِّ من مثلِ مقارنة مستويات المهارة بين الأطفال، والتي تصبح وكأنَّها التنبؤ بالفشلِ لأحدِ أطفالك والنَّجاح للطفل الآخر. فقد تكون مثل هذه المُمارسة ضارَّةً جداً على مفهوم الذات لطفلك.
4- امدح بصوتٍ عالٍ: شارك إنجازات طفلك مع الآخرين وتحدَّث عنها على مسامع طفلك قدر الإمكان، وراعي أنْ يكونَ التَّركيز على الجُهد وليس فقط على الأهداف النهائيَّة. فالأطفال يحتاجون إلى أنْ يسمعوا أنَّ المحاولة وبذل الجهد هو أمر مُهم، كما أن لديهم الميل إلى التَّركيز على الفوز أو إنجاز المَهمَّة بنجاح كامل، وهذا يؤدي إلى إغفالهم لحقيقةِ أن بذل الجهد هو أمر مهم للغاية بحد ذاته.
5- شجِّع لعب الأدوار فهو مهمٌّ جِدَّاً: فالمُمارسة هي مِفتاح النَّجاح. لذا قدِّم (سيناريوهات) مختلفة يحتاج فيها طفلك إلى أنْ يكونَ مؤكِّداً لذاته (مثال: أنْ يطلبَ المُساعدة من المعلِّم) وشاركه في لعب الأدوار، ومن المُمكن أيضاً أن تكتبَ هذه الأدوار على شَكل جُمَلٍ قصيرةٍ لمساعدةِ طفلك والسَّماح له بالتدرُّب عليها في وقتِ فراغه،فممارسة مهارات توكيد الذَّات مع المعلم المُفضَّل، أو الصديق المُفضَّل، أو القريب المُفضَّل يساعد الطِّفل على أنْ يعتادَ على توكيدِ ذاتِه في بيئةٍ آمنة.
6- قَدِّم أمثلةً بصريةً واضحةً على حقوقِ توكيد الذَّات: فالأطفالُ يستجيبون بشكلٍ جيِّدٍ للمنبِّهات البصريَّة، لذا ضَع جَنباً إلى جَنب مع طفلك، مجموعة من حقوقِ توكيدِ الذَّات المُتَّفق عليها، والتي قد تشتمل على أشياء مثل: لدي الحَقُّ في أنْ أقول لا، أنْ أُحترمَ من قِبَلِ الآخرين، أنْ أقولَ لا أعرف أو لا أوافق، الشُّعور والتَّعبير عن الغضب، أنْ أفتَخرَ بإنجازاتي، التعَّامل مع احتياجاتي على أنَّها مُهمَّة. وتأكَّد من السَّماح لطفلكَ بأنْ يأتيَ بأكثرِ عددٍ ممكنٍ من الحُقوق.
7- طبِّق توكيدَ الذَّات: الطريقةُ الأفضلُ لتعليم طفلك توكيد الذَّات هو تقديم النَّموذج الجيِّد لهذا السلوك. فعندما تتسوق من البقَّالة، أو تشتري الخضروات، تأكَّد أنَّك تستخدم مهارات توكيد الذَّات والاتِّصال الفعَّالة عندَ طلب المساعدة أو الحديث مع الآخرين. سلِّط الضوء على نقاط توكيد الذَّات لطفلك وناقش شعورك عند توكيدك لذاتك معه أيضاً.
8- تجنَّب كبحَهم: فهم يسألون عن عشرات الأشياء في اليوم،ومع نهاية اليوم قد يميل العديدُ من الأباءِ والأمهات إلى الاستسهال والبدء بتوزيع اللاءات. فإذا كان طفلك لديه مفهوم ذاتٍ متدنٍّ أو يواجه مشكلات في توكيده لذاته، فإنَّه سوف يتجنَّب الأسئلة وينطوي على نفسه أيضاً. ولهذا كلَّما كان ذلك ممكناً، قدِّم لطفلك شرحا مُختصرا ومديحا على أسئلته وخصوصاً عندما يؤكِّد حاجاته و في بعض الأحيان يكونون بحاجة فقط إلى معرفة أنَّه لا يوجد مشكلة في السُّؤال.
وأخيراً، أودُّ أنْ أُذكِّرَ بمقولةِ الرَّاحلِ نيلسون مانديلا « أطفالُنا هم أعظم كنزٍ لدينا، هم مستقبلنا، وأولئك الذين يسيؤونَ لهم فإنَّهم يسيلون الدُّموع في مجتمعنا ويُضعفون أمَّتنا». فنحنُ جميعاً نريد أطفالنا أنْ يكونوا قادرينَ على الكلام بِحُرِّيَّة، طلب المساعدة، أو حتَّى الوقوف إلى جانب الآخرين عندما يحتاجون لهم و نحن جميعاً نريد لأطفالِنا أنْ يتحرروا من المخاوفِ المحيطةِ بهم كي يستطيعوا المُضيَّ بثقةٍ في حياتهم وأنْ يُلبُّوا احتياجاتِهم بحُرِّيَّة ويبنوا وطنَهم بثقة.
الراي
-التعبير عن المشاعر بطريقة إيجابية (مثال: أشعر بالقلق أو أشعر بالسعادة، عندما يدعو الموقف للقلق أو السعادة).
-التعبير عن عدم قبول سلوك زميل المدرسة عندما لا يكون ملائماً (مثال: أشعر بالخذلان لأنك لا ترغب في المساعدة في العمل الجماعي المطلوب تقديمه للمعلم على الرغم من موافقتك على القيام به مسبقاً).
-تقبُل النقد والإعتراف بالسلوك بطريقة إيجابية (مثال: نعم، صحيح أني اعطي الأولية لإحتياجاتي في الوقت الراهن لتطوير نفسي،أو عندما ينزعج بعض أصدقائك من غيابك عنهم).
وفيما يلي بعضُ النَّصائحِ لمساعدةِ طفلك على أنْ يكونَ مؤكِّداً لذاته:
1-ادعم المخاطرة المحسوبة أو الصحيَّة: فالأطفال لديهم أفكارٌ كبيرة، وأحياناً كبيرة جدَّاً. ولكنْ قد تكونُ هذه الأفكار مناسِبةً تماماً حتى لو بدت لنا بأنَّها غير منطقيَّة. سواء كان ذلك لعب كرةَ القدم، أو العزف على العود، أو الكِتابة، أو حتَّى تسلُّق الجبال، امنحهم فرصةً لمحاولة ذلك وكُنْ داعماً وامدحهم. مع مراعاةِ مُقاومةِ رغبتك لحمايتهم والتدخُّل في مواقف الشِّدَّة فهم بحاجة أن يعلموا أنَّ اكتسابَ المهاراتِ يستغرقُ وقتاً طويلاً، وأنَّ الوصول لمرحلةٍ عاليةٍ من الإتقان يسْتلزِمُ العملَ على خطوات متسلسلة.
2- تَقبَّل الأخطاءَ واسمح بها: وتذكر كُلُّنا نُخطىء. سواء كان ذلك في الرِّعاية الوالديَّة، أو في العمل، أو في قيادةِ السَّيَّارة، نحنُ جميعاً نرتكبِ الأخطاءَ في بعض الأحيان. وبالتالي فإنَّ الأطفالَ ليسوا مختلفين، فهم يخطؤون أيضاً، ولكنَّهم يشعرون باستمرارِ الضَّغطِ لتجنُّب الأخطاء ؛ ولهذا يجب ُمناقشة سُبل حَلِّ مشكلاتِهم في المرَّات القادمة. وهنا من المُفيد أنْ يتحدَّثَ الوالدان عن أخطائهم ومناقشة الاستراتيجيَّات الفاعلةِ لإصلاحها والمُضيِّ قدماً، لأن الأطفال لديهم المَيل لعزو الأمورِ إلى أسبابٍ داخليَّة، وخصوصاً الحسَّاسين منهم؛ ولهذا حاول أن تكونَ مدركاً لردود فعلك وتجنَّب المبالغة في وضعِ اللوم على طفلك.
3- تجنَّب المقارنات: مع العلمِ أنَّ الوالدين يميلون بشكلٍ طبيعيٍّ للبدءِ بإجراءِ المقارنات عند قدوم الطفل الثَّاني للعائلة. ولحُسنِ الحَظِّ أنَّ معظم هذه المُقارَنات تكون حميدةٌ في طبيعتها من مثلِ مقارنة أنماط النَّوم، وعادات الأكل، والكلمات الأولى، والمعالم النَّمائيَّة الأخرى. ولكنْ فيما بعد قد تأخذُ المقارنات الاتجاهَ السَّلبيِّ من مثلِ مقارنة مستويات المهارة بين الأطفال، والتي تصبح وكأنَّها التنبؤ بالفشلِ لأحدِ أطفالك والنَّجاح للطفل الآخر. فقد تكون مثل هذه المُمارسة ضارَّةً جداً على مفهوم الذات لطفلك.
4- امدح بصوتٍ عالٍ: شارك إنجازات طفلك مع الآخرين وتحدَّث عنها على مسامع طفلك قدر الإمكان، وراعي أنْ يكونَ التَّركيز على الجُهد وليس فقط على الأهداف النهائيَّة. فالأطفال يحتاجون إلى أنْ يسمعوا أنَّ المحاولة وبذل الجهد هو أمر مُهم، كما أن لديهم الميل إلى التَّركيز على الفوز أو إنجاز المَهمَّة بنجاح كامل، وهذا يؤدي إلى إغفالهم لحقيقةِ أن بذل الجهد هو أمر مهم للغاية بحد ذاته.
5- شجِّع لعب الأدوار فهو مهمٌّ جِدَّاً: فالمُمارسة هي مِفتاح النَّجاح. لذا قدِّم (سيناريوهات) مختلفة يحتاج فيها طفلك إلى أنْ يكونَ مؤكِّداً لذاته (مثال: أنْ يطلبَ المُساعدة من المعلِّم) وشاركه في لعب الأدوار، ومن المُمكن أيضاً أن تكتبَ هذه الأدوار على شَكل جُمَلٍ قصيرةٍ لمساعدةِ طفلك والسَّماح له بالتدرُّب عليها في وقتِ فراغه،فممارسة مهارات توكيد الذَّات مع المعلم المُفضَّل، أو الصديق المُفضَّل، أو القريب المُفضَّل يساعد الطِّفل على أنْ يعتادَ على توكيدِ ذاتِه في بيئةٍ آمنة.
6- قَدِّم أمثلةً بصريةً واضحةً على حقوقِ توكيد الذَّات: فالأطفالُ يستجيبون بشكلٍ جيِّدٍ للمنبِّهات البصريَّة، لذا ضَع جَنباً إلى جَنب مع طفلك، مجموعة من حقوقِ توكيدِ الذَّات المُتَّفق عليها، والتي قد تشتمل على أشياء مثل: لدي الحَقُّ في أنْ أقول لا، أنْ أُحترمَ من قِبَلِ الآخرين، أنْ أقولَ لا أعرف أو لا أوافق، الشُّعور والتَّعبير عن الغضب، أنْ أفتَخرَ بإنجازاتي، التعَّامل مع احتياجاتي على أنَّها مُهمَّة. وتأكَّد من السَّماح لطفلكَ بأنْ يأتيَ بأكثرِ عددٍ ممكنٍ من الحُقوق.
7- طبِّق توكيدَ الذَّات: الطريقةُ الأفضلُ لتعليم طفلك توكيد الذَّات هو تقديم النَّموذج الجيِّد لهذا السلوك. فعندما تتسوق من البقَّالة، أو تشتري الخضروات، تأكَّد أنَّك تستخدم مهارات توكيد الذَّات والاتِّصال الفعَّالة عندَ طلب المساعدة أو الحديث مع الآخرين. سلِّط الضوء على نقاط توكيد الذَّات لطفلك وناقش شعورك عند توكيدك لذاتك معه أيضاً.
8- تجنَّب كبحَهم: فهم يسألون عن عشرات الأشياء في اليوم،ومع نهاية اليوم قد يميل العديدُ من الأباءِ والأمهات إلى الاستسهال والبدء بتوزيع اللاءات. فإذا كان طفلك لديه مفهوم ذاتٍ متدنٍّ أو يواجه مشكلات في توكيده لذاته، فإنَّه سوف يتجنَّب الأسئلة وينطوي على نفسه أيضاً. ولهذا كلَّما كان ذلك ممكناً، قدِّم لطفلك شرحا مُختصرا ومديحا على أسئلته وخصوصاً عندما يؤكِّد حاجاته و في بعض الأحيان يكونون بحاجة فقط إلى معرفة أنَّه لا يوجد مشكلة في السُّؤال.
وأخيراً، أودُّ أنْ أُذكِّرَ بمقولةِ الرَّاحلِ نيلسون مانديلا « أطفالُنا هم أعظم كنزٍ لدينا، هم مستقبلنا، وأولئك الذين يسيؤونَ لهم فإنَّهم يسيلون الدُّموع في مجتمعنا ويُضعفون أمَّتنا». فنحنُ جميعاً نريد أطفالنا أنْ يكونوا قادرينَ على الكلام بِحُرِّيَّة، طلب المساعدة، أو حتَّى الوقوف إلى جانب الآخرين عندما يحتاجون لهم و نحن جميعاً نريد لأطفالِنا أنْ يتحرروا من المخاوفِ المحيطةِ بهم كي يستطيعوا المُضيَّ بثقةٍ في حياتهم وأنْ يُلبُّوا احتياجاتِهم بحُرِّيَّة ويبنوا وطنَهم بثقة.
الراي