انتفاضة محاصرة ولكنها تتواصل
ياسر الزعاترة
جو 24 : نكتب ظهر الجمعة، فبعد يومين بدا خلالهما أن جهود السلطة وبطش الاحتلال ينجح إلى حد ما في كبح جماح الانتفاضة، يأتي الرد يوم الخميس قويا وعاصفا، فتكون عمليات إطلاق رصاص وطعن تؤدي إلى مقتل 4 مستوطنين، فيما يُستشهد شابان فلسطينيان، ثم يأتي غضب الجمعة ليؤكد أن المسار الثوري لا يزال قائما.
من حانب آخر؛ كان الخميس يشهد فعالية فلسطينية كبيرة وبالغة الأهمية أيضا، تمثلت في الإضراب الشامل في الأراضي المحتلة عام 48 احتجاجا على حظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، والتي يعلم الجميع أنها تدفع ثمن انحيازها لقضية شعبها بشكل عام، وللقدس والمسجد الأقصى والمقدسات بشكل خاص، ولتؤكد تلك الجماهير في مناطق 48 أن قضية القدس والمقدسات حاضرة بقوة في وعيها، ولا يحول جواز السفر الإسرائيلي بينها وبين ذلك.
ما بين إضراب الأراضي المحتلة عام 48، والعمليات البطولية في الضفة الغربية، كان المشهد الفلسطيني يؤكد تمرده على بطش الاحتلال من جهة، وعلى السلطة التابعة له من جهة أخرى، وليمضي في تجاه مسار تكريس الانتفاضة، وإن بدا أنها أقل زخما من انتفاضة الأقصى، لكنها البداية على كل حال.
من المؤكد أن هذا الذي يجري يطرح تحديات على الفصائل الفلسطينية من أجل استكمال مسار الانتفاضة، كخيار وحيد لإخراج القضية من حالة التيه الراهنة، وذلك بعد أن تأكد الجميع أنه لا خيار للاحتلال وداعميه غير تكريس هذا التيه من خلال مسار الحل الانتقالي بعيد المدى الذي يؤبّد النزاع، مستغلا الأجواء الراهنة في المنطقة.
لا حل مع هذا الاحتلال، وهو لن يغير سلوكه، وحين يعود نتنياهو إلى نهمه الاستيطاني، فيما يعود المستوطنون لهوايتهم التقليدية في اقتحام الأقصى رغم ما قيل إنه اتفاق يمنعهم من ذلك، فهذا يؤكد أن المسار الوحيد الناجع هو استمرار الانتفاضة، ولن يحدث ذلك دون انخراط أكبر من قبل الفصائل في العمل الثوري، مع تأكيد من قبلها بأن من يستشهد من الشباب المستقلينس يكونون بمثابة شهداء للفصائل، وذلك ردا على إجراءات المحتل، وفي مقدمتها هدم البيوت.
هي انتفاضة تعاني من حصار شامل، وفي مقدمته حصار السلطة، وهنا على وجه التحديد تنهض مسؤولية حركة فتح بوصفها المرجعية لهذه السلطة، والتي ينبغي أن يكون لها دور في لجم جنونها في التعاون مع المحتل، ورفض خيار المقاومة.
في فلسطين شوق للمقاومة والبطولة والعطاء يترجمه هؤلاء الشبان باستخدام أبسط الأدوات في مواجهة عدوهم، وما يحتاجه هذا الشعب هو قيادة على قدر بطولته وعطائه، وبما أنها لا تتوفر مع الأسف، فإن مسؤولية الفصائل الأخرى تبدو أكبر، ومسؤولية شرفاء حركة فتح كذلك.
إنه تاريخ يكتب في فلسطين، والعار لمن يخذلون شعبهم، وقضيتهم، ويرضون بما يطرحه عليهم الغزاة من حلول بائسة، ليس أقلها سوءا استمرار وضع المراوحة الراهن.
(الدستور)
من حانب آخر؛ كان الخميس يشهد فعالية فلسطينية كبيرة وبالغة الأهمية أيضا، تمثلت في الإضراب الشامل في الأراضي المحتلة عام 48 احتجاجا على حظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، والتي يعلم الجميع أنها تدفع ثمن انحيازها لقضية شعبها بشكل عام، وللقدس والمسجد الأقصى والمقدسات بشكل خاص، ولتؤكد تلك الجماهير في مناطق 48 أن قضية القدس والمقدسات حاضرة بقوة في وعيها، ولا يحول جواز السفر الإسرائيلي بينها وبين ذلك.
ما بين إضراب الأراضي المحتلة عام 48، والعمليات البطولية في الضفة الغربية، كان المشهد الفلسطيني يؤكد تمرده على بطش الاحتلال من جهة، وعلى السلطة التابعة له من جهة أخرى، وليمضي في تجاه مسار تكريس الانتفاضة، وإن بدا أنها أقل زخما من انتفاضة الأقصى، لكنها البداية على كل حال.
من المؤكد أن هذا الذي يجري يطرح تحديات على الفصائل الفلسطينية من أجل استكمال مسار الانتفاضة، كخيار وحيد لإخراج القضية من حالة التيه الراهنة، وذلك بعد أن تأكد الجميع أنه لا خيار للاحتلال وداعميه غير تكريس هذا التيه من خلال مسار الحل الانتقالي بعيد المدى الذي يؤبّد النزاع، مستغلا الأجواء الراهنة في المنطقة.
لا حل مع هذا الاحتلال، وهو لن يغير سلوكه، وحين يعود نتنياهو إلى نهمه الاستيطاني، فيما يعود المستوطنون لهوايتهم التقليدية في اقتحام الأقصى رغم ما قيل إنه اتفاق يمنعهم من ذلك، فهذا يؤكد أن المسار الوحيد الناجع هو استمرار الانتفاضة، ولن يحدث ذلك دون انخراط أكبر من قبل الفصائل في العمل الثوري، مع تأكيد من قبلها بأن من يستشهد من الشباب المستقلينس يكونون بمثابة شهداء للفصائل، وذلك ردا على إجراءات المحتل، وفي مقدمتها هدم البيوت.
هي انتفاضة تعاني من حصار شامل، وفي مقدمته حصار السلطة، وهنا على وجه التحديد تنهض مسؤولية حركة فتح بوصفها المرجعية لهذه السلطة، والتي ينبغي أن يكون لها دور في لجم جنونها في التعاون مع المحتل، ورفض خيار المقاومة.
في فلسطين شوق للمقاومة والبطولة والعطاء يترجمه هؤلاء الشبان باستخدام أبسط الأدوات في مواجهة عدوهم، وما يحتاجه هذا الشعب هو قيادة على قدر بطولته وعطائه، وبما أنها لا تتوفر مع الأسف، فإن مسؤولية الفصائل الأخرى تبدو أكبر، ومسؤولية شرفاء حركة فتح كذلك.
إنه تاريخ يكتب في فلسطين، والعار لمن يخذلون شعبهم، وقضيتهم، ويرضون بما يطرحه عليهم الغزاة من حلول بائسة، ليس أقلها سوءا استمرار وضع المراوحة الراهن.
(الدستور)