2024-09-03 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

كيف عاد "فايز" من الموت ..؟

كيف عاد فايز من الموت ..؟
جو 24 : حمل روحه على كفيه وقرر الذهاب لمكان تكون فيه فرص الموت المحققة ظاهرة كشمس الصباح, وبرغم تيقنه بخطورة ما يفعله، تحدي الجميع ليخطوا طريقة لواقع مجهول رفضه كل اقاربه وأقرانه, لكن الصورة الوهمي التي رسمها بمخيلته أبت ان تكون سلاح يحتذي به ليدعم به إصراره وعزيمته الخيالية, جاهلاً ان الهجرة خارج البلادة تحمل بجعبتها اسرار لم يتوقعها شخص وستدهش من يسمعها.

العائد من الموت فايز عاشور (29عاماً) الكائن في مدينة رفح كأي شاب لدية احلام وطموحات سعي منذ نعومة اظافره لتحقيقها لكن الوقع المرير في قطاع غزة كان عائق لتحقق ادني أحلامه ليفكر بالهجرة غير الشريعة كما فعل اصدقائه ظناً انها ستكون الحل الامثل لتحقيق ما يطمح به.

يقول عاشور "بدأت قصتني عندما اقترح أحد اقرابي في اوروبا بالهجرة من أجل الحصول على ما لم استطيع تحقيقه في بلادي, ومنذ تلك اللحظة بدأت اجمع تكاليف هجرتي تاركً ورائي اهلي وزوجتي وأطفالي الثلاثة بغية تأمين حياتهم المستقبلية".

ويتابع "عندما اتى موعد هجرتي جازفت بروحي للعبور من احد الانفاق المتواجدة على حدود رفح المصرية لكي اتوجه بعد ذلك للإسكندرية ومن ثم الصعود على السفينة المختصة لنقلنا للمكان المتفق علية, لكن تفاجأت اثناء خروجي من النفق بوجود الجيش المصري بالمكان مما ادي لاعتقالي لما يقارب 15 شهر".

ويوضح عاشور الذي لم يستطع التواصل مع اهلة لمدة تقارب 6 شهور لعدم سماح الشرطة المصرية له بإجراء أي مكالمه, حتي ظن اهله انه قد توفي نتيجة غرق السفينة التي كانت ستقله وموت معظم من عليها, انه ظل يعاني طول فترة احتجازه في السجون المصرية لعدم معرفة مصيره المجهول داخل السجون.

ويضيف "ان احد اصدقائي المحتجزين عندما تم الافراج علية قام بزف خبر بقائي على قيد الحياه لعائلتي الذين كادوا يصلوا عليا صلاة الغائب واجراء متطلبات العزاء كما هو معتاد في قطاع غزة, لكن امالهم بإمكانية وجودي على قيد الحياه كان اقوي من كل الظروف, لتحل الفرحة بدلاً من الحزن ولتعلن السعادة في كل ارجاء المنطقة, لان مجرد بقائه على قيد الحياه كانت المفاجئة التي كادت تصدمهم من شدة الفرحة والسرور".

وينصح عاشور جميع من يفكر بالهجرة ان يبقوا في بلادهم لان كل ما يقال عبارة عن وهم يسيطر على عقولهم والحقيقة ليست كما يتخيله البعض وانما واقع مرير سيجعل كل ما يهاجر يندم علية طويلاً, قائلاً "لا يوجد افضل من بلادي حتي لو كان بها مصائب العالم اجمع فيكفي عندما تمرض تجد من يقف بجانب ويساندك".

وفي السياق ذاته تقول ام علاء عاشور البالغة من العمر 57 عاماً ودموع الفرحة واضحة على معالم وجهه الذي لم تتذوق طعم السعادة منذ اختفاء ابنها فايز "عندما اتي صديق ابني بالسجن وأكد وجود فايز بإحدى السجون المصرية كدت احتضنه من شدة فرحتي التي ترجمتها بالزغاريت والبكاء من حجم سروري التي لا تصفها أي عبارات".

وتؤكد ام علاء لدنيا الوطن انها لم تكن موافقة على سفر ابنها حتي اخر لحظة لكن اصراره على ضرورة تامين مستقبلة واستعداد بعض اقاربنا في اوروبا تأمين حياته بمجرد وصوله كانت السبب الأقوى لجعله يخطوا تلك الخطوات التي لم تكتب لها النجاح ليبقي على قيد الحياه.

وتبين ان العناية الإلهية انقذت ابنها بقيام الجيش المصري بإلقاء القبض عليهم ولو لم يلقي القبض لأصبح مصير ابني كالذين غرقوا في السفينة التي كانت تنتظرهم على شواطئ بحر الاسكندرية, مضيفاً يجب على جميع الامهات ان تمنع ابنائها بالسفر مهما كانت النتائج لان غالباً الموت المحقق سيكون بانتظارهم .
دنيا الوطن
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير