jo24_banner
jo24_banner

امريكا هل تطيح بأسواق النفط...!

خالد الزبيدي
جو 24 : قال مساعد في مجلس الشيوخ الأمريكي إن «من المرجح جدا» رفع الحظر المفروض منذ 40 عاما على معظم صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام، هذا الخبر له مدلولات كبيرة على اسواق النفط الدولية والاسعار المنخفضة، اذ من المتوقع ان تنزلق اسعار النفط وتبعا الغاز بنوعية ( LNG & LBG ) الى مستويات متدنية، بهدف الحاق خسائر كبيرة بالمنتجين الرئيسيين، في مقدمتهم روسيا التي تزاحم سياسيا واقتصاديا وعسكريا امريكا وحلفاءها الاوروبيين، وهذا القرار سيكون له اثار سلبية على كافة الدول المنتجة والمصدرة للنفط، وقد يمهد لصدمة نفطية مقبلة.
امريكا دولة قارية تستهلك 16 مليون ب/ي بالاضافة الى الغاز المسال، اذ تنتج نحو 8 ملايين ب/ي، وتستورد مثلها، ولديها مخزون نفطي استراتيجي يقدر بحوالي 700 مليون برميل، وان الاسواق الدولية للنفط تعاني من تخمة تقدر بحوالي 1.5 مليون برميل، وفي حال ضخ امريكا مليون برميل يوميا في الاسواق سينخفض سعر برميل النفط ( برنت ووست تكساس) بحوالي عشرة دولارات، ويتبع هذا الانخفاض انزلاق اسواق الغاز المسال الى مستويات متدنية، وبالاستناد الى المخزون الامريكي فان واشنطن قادرة على ضخ 100 مليون برميل خلال ثلاثة الى اربعة اشهر دون ان تتأثر، عندها ستلحق بإيرادات روسيا خسائر كبيرة، وسرعان ما تعيد امريكا بناء مخزونها باسعار متدنية، اي ان امريكا لن تخسر كثيرا، برغم المكاسب الكبيرة التي تجنيها الصين اكبر مستورد من النفط.
يقدر المعدل اليومي للاستهلاك العالمي من النفط حوالي 90 مليون ب/ي، وان الطلب على النفط ومنتجاته غير مرن نظرا لمحدودية التخزين وتكاليفه، لذلك يمكن ان نرى انخفاضا سريعا لاسعار النفط، وهذا الانخفاض قسري.
هذه اللعبة ستكون لها نتائج سلبية على ربحية شركات النفط الامريكية العملاقة وتخفض عملياتها وانشطة التنقيب وتطوير الابار، اما دول بحر الشمال ستمنى بخسارة كبيرة نظرا لارتفاع تكاليف الانتاج التي ستفوق سعر البرميل في حال انخفاضه الى مستوى 20 دولارا للبرميل، وستخلق حالات من التوتر بين امريكا واصدقائها والتابعين لها، وتخلق ازمات حول العالم، وربما تؤدي الى اعادة خلط الاوراق في السياسة الدولية، وتؤدي لبناء تحالفات اقتصادية جديدة وبالتالي اصطفاف سياسي جديد.
ان الخطوة اذا ما اقدمت عليها الادارة الامريكية التي تخوض حروبا اقتصادية وعسكرية بمثابة القتال في الخندق الاخيرالمتبقي لها في ضوء الازمات المتلاحقة التي اضعفت تنافسية المنتجات الامريكية مع صعود الدول الصاعدة، وهذه الخطوة ستكون مدعومة بحملات اعلامية شديدة الوطأة، الا ان الاقتصاد الحقيقي هو الذي سيفوز وسيقرر المسارالجديد للاقتصاد العالمي برغم الخسائر... وربما يُسرع في افول سطوة الامبراطورية الامريكية التي تتحكم في العالم منذ سبعة عقود مضت.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news