تجدد الصراع بين القيادتين "الشبابية" و"التاريخية" لإخوان مصر - فيديو
بعد أيام من حوار أجراه أمين عام جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمود حسين مع قناة الجزيرة، بدأت حلقة جديدة من حلقات الصراع داخل جماعة الإخوان المسلمين بين جبهتي ما يعرف بـ"القيادة الشبابية " و"القيادة التاريخية " على أحقية إدارة الجماعة وتحديد منهجها في مواجهة السلطة الحالية في مصر.
الدكتور أحمد عبد الرحمن، رئيس لجنة الإدارة العليا التابع لفريق القيادة التاريخية بالجماعة والمشلكة من 11 عضوا يديرون الجماعة من داخل مصر فاجئ الجميع بقرارات تعد الأعنف بحسب قيادات إخوانية خارج مصر ومنها عزل محمد منتصر المتحدث الرسمي باسم الجماعة وتعيين طلعت فهمي المقيم خارج مصر بدلا منه.
فيما ردت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، الاثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 2015، بقولها إن محمد منتصر، ما يزال متحدثًا إعلاميًا باسمها، مؤكدة على أن "إدارة الجماعة تتم من الداخل وليس من الخارج".
وتحت اسم "اللجنة الادارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين" التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد بعد اعتقال أغلب أعضائه من قبل السلطات المصرية، نشرت الجماعة، على صفحتها بـ"فيسبوك"، بيانًا قالت فيه إنها" لم تصدر أي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر ما يزال في منصبه".
وأكدت اللجنة، أن "كافة القرارات الادارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لأي مؤسسة في الجماعة، أو شخصيات اعتبارية، التحدث باسم اللجنة، أو إصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة".
في سياق متصل، أصدر المكتب الإداري لجماعة "الإخوان" بالإسكندرية (شمال مصر) بيانًا مساء الاثنين، يرفض فيه بطريقة غير مباشرة "إقالة منتصر"، قائلًا، إن "قواعد الشورى والمؤسسية هي الأطر الحاكمة للتنظيم، وهي أساس بنية الجماعة، ولا يجوز لأي شخص أو قيادة مهما كان موقعها تغييرها".
وتابع البيان الصادر عقب قرار إقالة منتصر: "المكتب الإداري وكافة تشكيلات الجماعة بالإسكندرية غير ملتزمة إلا بالقرارات الشورية التي تعبر عن الإخوان الصادقين المجاهدين في ميدان الثورة وفقًا للآليات السليمة التي تحددها اللوائح، وأنه لا مجال لأي قرارات فردية خاصة في ظل تحديات هذه المرحلة".
وكان مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن، قد أعلن، في وقت سابق الاثنين، إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة وتعيين متحدث جديد بدلًا منه"، وفق بيان.
وقال البيان: "تعلن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تكليف طلعت فهمي (يقيم خارج مصر)، بمهمة المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، بعد إعفاء محمد منتصر من مهمته كمتحدث إعلامي".
وأشارت مصادر من داخل جماعة "الإخوان"، إلى أن طلعت فهمي، المتحدث الجديد، هو مسؤول تربوي بجماعة الإخوان، ومقيم خارج مصر.
وبحسب ما قالت المصادر التي رفضت كشف هويتها "فإن مكتب لندن، إعلامي بالأساس، يترأسه الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير، بمساعدة، محمود الإبياري القيادي بالجماعة، ويعود تاريخ عمل المكتب إلى أكثر من 20 عامًا".
ولفتت المصادر إلى أن "المتحدث الجديد" يحسب على مجموعة محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة (مختفي منذ 3 يوليو/تموز 2013)، مشيرًا إلى أن "الداخل" يرفض هذا الأمر، وربما تتصاعد الأزمة في شكل بيانات متبادلة، خاصة أن القرار مفاجئ ومربك لصف الإخوان قبل ذكرى ثورة يناير/ كانون ثان 2011 التي (أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك).
وشهدت "الإخوان المسلمين" بمصر، أزمة داخلية بين تيارين بالجماعة، أحدهما يتزعمه محمود عزت (محل إقامته غير معروف)، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه إثر غياب مرشدها محمد بديع المحبوس بمصر على ذمة عدة قضايا، وبين جبهة يتزعهما محمد كمال (يقيم داخل مصر)، وأحمد عبد الرحمن (يقيم خارج مصر)، عضوي مكتب الإرشاد بالجماعة.
وفي 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، تعيين متحدثًا إعلاميًا باسمها، لأول مرة منذ انقلاب قادة الجيش على الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013.
وقالت الجماعة، في بيانها وقتها: "تعلن جماعة الإخوان المسلمين تعيين محمد منتصر، متحدثًا إعلاميًا للجماعة، من جيل الشباب، في إطار التفعيل الثوري، وتمكين الشباب".
واختفى محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة، منذ فض قوات الأمن المصرية لاعتصام رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، والنهضة (غربي القاهرة)، في 14 أغسطس/ آب 2013، قبل أن يتم القبض عليه في يونيو/حزيران الماضي.
كما ألقى الأمن المصري، القبض على المتحدثين الإعلاميين باسم الجماعة، جهاد الحداد وأحمد عارف، ويحاكمان الآن على ذمة عدة قضايا، بتهمة الانتماء للجماعة، بينما ظل موقف ياسر محرز المتحدث الإعلامي الثالث، باسم الجماعة غامضًا عندما ألقي القبض عليه، وأنكر علاقته بالإخوان، قبل أن يخلى سبيله ويختفي عن الأنظار.