ندوة تحذر من الخلط بين مفهوميّ المواطنة والتوطين
أمل غباين – أكد منتدون أن مفهوم المواطنة تم تشويهه بحيث تم ربطه بشكل مباشر بالتوطين، موجهين اصابع الاتهام للنظام بهذا الشأن.
وشددوا خلال ندوة عقدت صباح السبت في فندق بريستول بعمان -بتنظيم من الشبكة العربية للتربية المدنية "أنهر" وتلفزيون جوردان ديز- على أن الشريحة الكبرى من المجتمع لم تصلها بعد الدلالة الحقيقية لمفهوم المواطنة.
وأكدوا في مدخلاتهم ان تحقيق المواطنة لا يجب ان يقتصر على دور النظام بل يقع على المواطن عبء كبير للخوض في غمار المطالبة بحقوقه وواجباته لتجسيدها على ارض الواقع.
ومن ناحيته قال رئيس التيار القومي التقدمي المهندس خالد رمضان أن مجرد الحديث عن المواطنة يقلق النظام ويقض مضجع أذرعه التي عملت على مدار عقود على تخويف الناس، والتي عملت جاهدة – حسب قوله- على ربط مفهوم المواطنة بشكل مباشر بعملية التوطين، ما أسهم بخلق حاله عدائية تجاه كل من ينطق بأية كلمة بهذا الاتجاه.
وأكد رمضان أن المواطنة حق إنساني اقتصادي اجتماعي، يسهم في خلق حالة الاستقرار في الدول. وتابع: أن هنالك من عمل على أن يجعل المجتمع الاردني مجتمعاً رعويا بكافة الاتجاهات، وجعله يخوض حوارات نظرية لمحاربة المواطنة بكل ما أوتي النظام من قوة.
وأكد أن انعدام الثقة بالدولة يزداد يوما بعد يوم، حيث تم الضرب عرض الحائط حتى بمفهوم الدولة، مشيرا إلى أن النظام "ضحك" على الشعب على مدار عقود طويلة من الزمن بحجج "واهية"، وأضعف اقتصاده وحمّله الديون بحجة تحسين الوضع المالي عبر خصخصة مؤسسات الدولة.
وقال رمضان: "إن المركز الأمني أحكم سيطرته من جديد واختطف الأردن"، مضيفا أن قانوني الانتخاب والمطبوعات والنشر لأكبر دليل على ذلك. ولفت الى أن "ثنائية" مؤسسة النظام والإخوان المسلمون وضعت باقي القوى السياسية والمجتمعية ضمن تصنيف هلامي.
وشدد رمضان في حديثه على ان الربيع العربي أسهم في تغيير بسيط بمفهوم المشاركة لدى الدولة، الا انها عادت لتتقوقع في ذات الدائرة القديمة، مضيفا انه بات من المفروض اليوم إعادة العقد الاجتماعي ما بين الشعب والنظام، بحيث يتم الاتفاق عليه من قبل كافة أطياف الشعب، وعلى الحاكم الالتزام به.
اما الحقوقي طالب السقاف فقد شرح من ناحيته الأبعاد القانونية لحقوق المواطنين، مشيرا الى ان الوطن العربي لم يصل لأدنى درجات الفكر الغربي حيال مفهوم المواطنة.
وبين ان مفهوم المواطنه تعزز في الغرب بعد الثورات الشعبية، مستشهدا بالثورة الفرنسية التي أفرزت قوانين أسهمت بشكل كبير في تحقيق المواطنة، وقادت الى علاقة صحية ما بين النظام والشعب.
وتابع: ان العقد الاجتماعي ليس وثيقة قانونية فحسب، بل يحمل صفة تعاقدية يجب على كافة الاطراف احترامها، مضيفا أن حقوق المواطنة تفرض شروط التعامل مع حامل جنسية البلد التي يعيش فيها الفرد، كما تحتم حسب القانون الحصول على ذات الامتيازات لكافة المواطنين مهما تعددت الاصول والمنابت.
وقال السقاف: إن كانت المواطنة -كما يفهما البعض- هي التعامل مع الشخص حسب منبته، فيجب حينئذ التعامل مع معظم العرب على انهم من ابناء شبه الجزيرة العربية.
وأكد ان المواطنة لا تتحقق عبر الرغبة، بل بمدى القدرة على تجسيدها، مؤكدا ان الدولة التي لا يتمتع كافة مواطنيها بحقوقهم تضعف الانتماء السياسيي.
هذا وتم عرض فيلم قصير خلال الندوة بيّن قصور معرفة المواطن بمفهوم المواطنة واختلاط معناها لدى الناس.