سعد هايل السرور؟

جو 24 : توقفنا طويلا عند مقترحكم ، الذي وافقت عليه الاغلبية النيابية ، ارجاء جلسة مناقشة خفض الاسعار ومذكرة حجب الثقة في الجلسة العاصفة التي اخذت منحيات صعبة والتي كان يمكن ان تنتهي باحدى الشرين ، فاما ان يتبعها النجاح فعلا في حجب الثقة عن الحكومة ، وهذا ليس وقته المناسب ، او منحها ثقة جديدة برقم ربما يتقدم على سابقه . وفي الحالتين نصل الى نهايات غير سعيدة .

الحكومة تراجعت عن قرار رفع الاسعار نسبيا وهذا ما حدث قبل الجلسة ، وتم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي جمع الحكومة برئيس البرلمان واعضاء المكتب الدائم ،وهذا بحد ذاته جيد للغاية ، فعلى اثر هذه الهبة النيابية ، فان الحكومة تعرف اليوم بانها غير قادرة على العودة لنهج الرفع ،فلقد ضاق الناس ذرعا بها وبنهجها وسياساتها الاقتصادية العقيمة. اما حجب الثقة عنها فهذا يعني ادخالنا في ازمة سياسية معقدة وتشكيل حكومة مؤقتة والدخول في ماراثون الثقة الذي سيستهلك اشهر طويلة من عمر المجلس يفترض ان يركز بها على تسجيل انجازات حقيقية تغير الصورة السلبية التي تشكلت قبل انتهاء المدة . وبعدها يجري التركيز على اسقاط هذه الحكومة وشطبها من ذاكرة الاردنيين في محاولة لالغاء اثر هذه الحقبة الكارثية على شكل العلاقة والثقة بين السلطة والشعب .

اما حصول الحكومة على ثقة جديدة وبارقام مرتفعة فهذا يعني ان المجلس خسر كل شئ ،ولم يعد بمقدوره ان يناور او حتـى ينجح في اعادة انتاج نفسه . لذلك نقول بان السرور احسن صنعا باقتراح ارجاء المناقشة لحين بلورة موقف مشترك وتصور واضح او على الاقل يتم التأجيل لحين بيان الخيط الابيض من الخيط الاسود ،ومعرفة مواقف النواب النهائية من مسألة مذكرة حجب الثقة ، وهو ما تبين انه لم يكن ضمن التوقعات والارقام التي نشرت في اليوم الذي سبق جلسة مجلس النواب.

سعد هايل السرور اثبت ان للخبرة دور كبير في اللحظات الصعبة والحاسمة ،وما انسحابه من المبادرة النيابية الا مؤشر اخر على اكتمال حلقات العِقد جميعها لديه ..